لم يعرف العرب بأدبياتهم وعلومهم فحسب، وإنما عرفوا بفنون التجارة أيضًا، التي جاءت مصاحبة للفعاليات الأدبية ، فسوق عكاظ وسوق مجنة وسوق ذي مجاز والتي تعود بدايتها إلى 500 ميلاديًا وتأتيها العرب لفترة عشرين يومًا، لم تكن تجمعات للتنافس بين شعراء القبائل فحسب، وإنما تأتي العرب للتجارة وتبادل السلع، فلماذا لا تصبح للعرب سوق سنوية تنظم كل عام في دولة تعرض فيها إنجازهم التجاري وابتكاراتهم واختراعاتهم على غرار إكسبو ليعزز التبادل التجاري والاقتصادي ثم الفني والعلمي والثقافي؟
ونحن نعيش أيام إكسبو 2020 دبي، كم أتمنى أن يفكر أصحاب القرار الاقتصادي والتجاري والسياسي في وطننا العربي في فكرة تنظيم “إكسبو العرب”..فما أحوجنا نحن العرب لأن نعزز حضورنا في العالم من خلال تعزيز مشاريعنا الاقتصادية المشتركة ،وزيادة إنتاجنا السلعي والفكري، ثم نشحذ عقولنا العربية لتنتج إبداعًا وابتكارًا لتسهم تلك المشاريع في إيجاد فرص عمل للمواطنين العرب، وتزيد من صادراتنا العربية، وتعزز حجم التبادل التجاري بين العرب من ناحية ودول العالم من ناحية أخرى بدلًا من تصدير سلعنا العربية في هيئة مواد أولية غير مصنعة، ونصدر عقولنا والقوى العاملة العربية لتخدم أهداف الدول الأجنبية، ثم تتدفق السيولة وعملاتنا الصعبة واستثماراتنا لتصب في شرايين اقتصاديات أجنبية، فيما نستورد نحن العرب أكثر من 90% من احتياجاتنا الغذائية والاستهلاكية من الخارج في ظل أزمة غذائية مستفحلة، ونكابد أزمات غذائية ومالية، وتحديات البطالة متزايدة تهدد استقرارنا وأمننا العربي.
*خبير اقتصادي إماراتي