بَعيدَا فِي بعْدهَا الْمُوحِشِ تُفَكِّرُ بِحَرْقَةٍ
تفْوَقُ الاحْتِمَال
تَحْتَسِي الْكِتْمَانَ مِن زَمَنِ كَهْلٍ
اِشْتَكَى تَدَاعي السَّهَرَ
لِمُصَابِ بَيْنَ ضَيَاعِ الْحُبِّ
مُنْذُ أَنْ كَانَ صَبِيَّا
تَحْكُمُهُ الْمُلَامَةُ ذُا وَجِهِينَ
أَحَدَّهُمَا أِصْفِرُ
وَالْآخرُ مجهول
***
يَا سَيِّدَتِي
انا لَسْت بَائِعَا مُتَجَوِّلَا لِلْغَرَامِ
انا اِبْنَ الطِّينِ الَّذِي اِحْتَلَّهُ الْلئام
لِقَدَّ ضَيَّعَتْنِي الغَرْبَةُ
وَتَنَكَّرَتْ لِعَنَوَانِي الَّذِي فَارقته مِنْ سِنَّيْنِ
وَاُنْت السَّمَاءُ الَّتِي طرتُ إِلَيْهَا بأجنحة الحنين
تَارَةً مَعْطَرَةً بِاليَاسَمِينِ
وَتَارَةً يَحْتَضِنُهَا الرفض
***
أَيَا حُلْمًا يَمْضُغُ أيَّامِيٌّ
مُنْذُ الْبِدَايَاتِ
اتركني أَلِملِم..
مَا تَبْقَى مَنْ مِدَادِ الكلمات
فَقَدْ آلمنِي
صَوْتُ الضَّمِيرِالصَّادِقِ مَنِّي
وَقَسْوَةُ المَسَافَاتِ
تَشْتَاقُ وَصْلِي ..
وَمَا إِلَيْهَا وِصَالٌ
كَيْفَ تَعَود إلِيِّ..
وَ هِي لَا تَعَود !
***
أَرَاك
كَثِيرَةَ الآهات
كَثِيرَةَ الْأَنَّاتِ
وَهَذَا الْحُبِّ يَا سَيِّدَتِي
صَارَ قَطْعَةً مِنْ جَلِيدِ
وَالْجَسَدَ مَهْزُومٌ يَعْتَرِيهِ خَدَرُ شديد
لَكِنَّ الصَّدَى مَا يزَالَ يَهزُّ أمكنتي
وَالعَطْفَ حَتَّى فِي الشَّتَاتِ مَوْجُودٌ
فَكَأَنَّ الشَّمْسَ تُشِعْ بِأَنْفَاسِك
لِتُحْرِقُ أَنْفَاسِي
أَتَعْلَمِينَ يَا وَرْدَتِي
أَنَّ سُطُورِيَ بَيْنَ عَينِيك تَسْتَكِين
وَأَنَّ فُؤَادِي مُوطِنَك اللأَخير؟