وقفتْ مريميَّةَ الطُّهْر لَهْفَى
مُقْلَتاها مواسمٌ تتَحَفَّى
لامسَت سقْفَ بوحِها فاستفاقَتْ
وردةٌ فـي الحقولِ تذبُلُ قطفا
صوتُها فـي المدى انكساراتُ صمتٍ
وتَـرٌ شنَّفَ الـمجرَّاتِ عزفا
همَسَتْ للسَّماءِ: كوني دثاري
قالتِ السُّحْبُ: أستميحُكِ خوفا
فأتَتْ من غياهبِ الوجْدِ ذنباً
غُسْلُهُ أنْ تُعاقرَ الدَّمْعَ رَشْفا
كيفَ يجلو الوُضوءُ آهةَ وَلْهَى
قرَّبتْ قلبَها إلى الشوقِ زُلفى
رتَقتْ فَتْقَ روحِها وتبنَّتْ
كلَّ دمْعٍ على الوسائدِ جفَّا
هيَ مأوىً إذا الجراحُ استراحتْ
وهْيَ إنْ هاجتِ الـمواجعُ منفى
فذَّةٌ قايضتْ هُدوءًا بهَجْسٍ
عاصفٍ، لوَّنَ النقاءاتِ نزفا
خلَّفتْ للنساءِ فَورةَ أُنثى
قدحَتْ فـي جليدِهنَّ الصَّيفا
*شاعرة سودانية
زر الذهاب إلى الأعلى