يولد الإنسان بين خليطا من المشاعر والأفكار التي تتوارى في عقله الباطن، لاسيما وأنها تشكل الجزء الأكبر من سلوكياته، من الناس من قد لا يدرك أهمية فهم المشاعر فيعتبرها مجرد أقاويل تفوه بها علماء النفس ليبرهنوا صحة دراساتهم في مجال تطوير الذات ، فمن خلال دخولي مجال التدريب، أصبحت أكثر تعمقًا في ما يسمى بالذات، أدركت حينها أنه لابد للإنسان أن يفهم حقيقة مشاعره حتى يتدارك ما سيحصل له عندما يختل توازنه في الحياة، فالعبرة هنا تكمن في كيف لك أن تدير كمية تلك المشاعر السلبية التي استوطنت كيانك جراء تلك الصدمات الحياتية ، حيث تصنع من مشاعر الألم قوة وحافزًا نحو التغيير، ولكن السؤال هنا يطرح نفسه: ماذا نعني بإدارة المشاعر السلبية؟ وكيف لنا أن نحسن إدارتها؟
إدارة المشاعر السلبية هي القيام باستثمار فيض من المشاعر بطريقة ما تحقق أفضل النتائج من دون أن تخلف داخل الفرد أي أثر سلبي، وبعض علماء النفس أثبت أن القدرة على إدارة مشاعر الإنسان ترتبط بعوامل ومؤثرات عديدة صنفت تبع الظروف المحيطة به كالمؤثرات الداخلية والخارجية.
هل تعلم بأن الإنسان قد يساهم بشكل كبير في توليد مشاعره السلبية عندما يقوم باختيار المؤثر الخاطئ؟ فأكبر مثال على ذلك هو نمط التفكير الذي يعتبر من المؤثرات الداخلية التي تتحكم في إنتاج أغلب المشاعر السلبية، فالتفكير السلبي يولد مشاعر سلبية بلاشك، وهذه حقيقة لا يمكن لنا أن نتجاهلها، أما في ما يختص بالمؤثر الخارجي فقياس فشل تجارب الآخرين هو من أحد الأمثلة على ذلك، وذلك يجعل الفرد ضحية نتيجة تفاقم درجة تأثره بمن حوله، فيظل يرسم لذاته تلك النتائج غير الواقعية التي يكون داخلها محتوى مشوه فكريًا، كأن يرفض أحدهما دخول القفص الذهبي “الزواج” بسبب فشل صديقه في الاستمرار في حياته الزوجية، وهذا الأمر يشكل خطورة بالغة في خلق الأزمات في بيئة اجتماعية تنقصها مفهومية المعرفة والإدراك، فلكل منا ظروفه الخاصة وفكره ونمط حياته.
أثناء تصفحي كتاب” المرحلة الملكية ” للدكتور خالد المنيف، استوقفتني هذه العبارة: “لا تدع الأفكار السلبية تستوطن عقلك ولا تترك لها فرصة لوأد مشاعرك”، أدركت حينها أن الإنسان يستطيع أن يمتلك مفاتيح حياته، وأن يسيطر على مبرمجات عقله، فمن الأخطاء الشائعة التي يرتكبها أناس والتي توقعه في الهاوية أن ينصاع لكلام المحبطين من حوله، ويسير على خطاهم حتى يصل إلى مرحلة تجعله يحطم كل طموحاته وينهزم بسهولة أمام كل الظروف الصعبة التي تواجهه، ومن خلال تجاربي في الحياة تعلمت فنونًا سرية ساهمت بشكل ملحوظ في التغلب على اللحظات الصعبة في حياتي كقراءة “سورة البقرة” التي غرست داخلي طمأنينة و راحة كنت في حاجة ماسة إليهما وكنت أملأ أوقات فراغي بكتابة قائمة المهام اليومية، التي تحوي متطلبات عديدة نحتاج إليها لتغيير نمط وأسلوب حياتنا على نحو يتضمن إحدى المهام : ممارسة الهوايات والرياضة أو تعلم مهارة جديدة مثلاً، والأهم من هذا كله هو أن يقوم الفرد ببناء ثقته بنفسه كي لا يكون أسيرًا لأحد، وأن لا يقف جامدًا بلا حراك حين تعرضه لمشكلة ما.
في النهاية عليك أن تستعمل الألم وسيلة من وسائل التغيير، وأن تستثمر ما تشعر به من بؤس حافزًا لتحسين نفسك و ظروفك.
*مدربة دولية معتمدة مهتمة بتطوير الذات
مقال جميل استاذة عائشة استمتعت بقراءته دمت متألقة تقديري واحترامي لك
شكراً جزيلاً أستاذي
سعدت حقاً بكلماتك التشجيعية لي
صحيح جزاك الله الف خير عنا اختنا عائشة ننتظر المزيد
وجزيت أنتِ كذلك خير الجزاء🌹
ربي يوفقج حبيبتي الغاليه والكلام موجهه من القلب
مقال رائع أستاذة عائشة يحتاج إلى تطبيقه الكثير في زماننا
وفقكِ الله تعالى🤲🌹
👍👍
كلام رائع.. أبدعتي والى الامام دائما
الصراحه الكلام مبدع ومن الخاطر عسى ربي ايسر امورج ويوفقج دوم استمري ي صديقتي
جزيتي خيراً أستاذتنا العزيزة على هذا المقال الأكثر من رائع ..
وبالفعل على كل إنسان إدارة مشاعره بشكل دقيق وجيد ولا يسمح بالمؤثرات مهما كانت أن تسيطر عليه .
ابدعتي حبيبتي الله يوفقج
ومقال جميل جدا
وعقبال الكتاب باذن الله ..
مقال روعة و جميل جدا كما وجدت فيه معنى كبير و استمتعت حقا بقراءته وفقك الله استاذة عاشة