إبداعات

  على مسرح الرعب   بديعة كشغري*  –  السعودية

بديعة كشغري

 

عندما كنّا صغارْ

كانت الدّنيا لنا

كُرَةً من الثّلجِ وأصدافَ مَحارْ

نقذِفُ الكُرَةَ بعيدًا

في الأفق نبني

 بيوتًا من شموسٍ أو نجوم ورمالْ

نسكنُ الخيمة لا تُرْهِبُنا رمضاء ريحٍ

لا نُبالي بحماقاتِ الكبارْ

كانت اللقمَةُ تمرًا أو شعيرًا

نتناولُها..  ثم نزهو في تَحَدٍّ

نملأُ الدّنيا سهولًا وجبالًا

وقلاعًا للمحالْ

وكبِرْنا..

فعرفنا

أنَّهم قَتلوا صَخَبَ ذاك الطِّفْلِ فينا

وأنَّ اللّعبةَ قد أضحت بأيديهم

 كوابيسَ حربٍ و حصارْ

وخَسِرْنا..

على مسرحِ الرُّعْبِ ارتعدنا

حيث قذَفوا كرةَ اللّعبِ بعيدًا

عن أيادينا

كما ألقوا بنا

 في درك ِحضيضٍ وانكسار

حَطَّموا أشياءَنا الأُولى

فهَجَرْنا صَخَبَ دهشتِنا

ومضيْنا

نبحثُ في العَتْمَةِ

عن وَمْضِ صبحٍ

 أو تسابيحَ ضحىً و نهارْ

لم يعُدْ في أوقاتِنا

لحظةٌ للحُبّ تمنحنا الأماني

أوقلبٌ يهادينا حروفَ الوصلِ

وشوشةَ السؤالْ

لم نعد في أماسي الضوء بدرًا

يَطْرَبُ لِتَرانيمَ عود أوجيتارْ

لم يعدْ في رحبِ الفلكِ

في كلِ مداراتنا

 سوى

عَصْفِ عوْلَمَةٍ

 وأعاصيرِ هَوْلٍ ودَمارْ..!

* كاتبة وشاعرة  ومترجمة مستقلَّة سعودية

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. الموقع يستحق التقدير ويسهل في اثراء لغتنا الغربيه التي بداءت تفقد بريقها المتميز لدي الجيل الجديد ..ان الادبيات التي تنشر هنا تتيح التواصل مع المبدعين كتابا وشقراء في الامارات او على المستوى العربي باذن الله …

    1. الشكر للأستاذ وليد على هذا الطرح والرأي ،وفعلًا آآمل في أن تكون هذه المجلة منصة فاعلة للتواصل بين الأدباء داخل الإمارات وخارجها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى