خلود الجابري
لوحة “وجوه مبرقعة” مرسومة بألوان الإكريلك باستخدام السكين وتقنيات أخرى في الوقت نفسه، وقد رسمت تعابير الوجوه عبر بقع من الألوان تتراوح بين هارموني تأسس باحتفالية لونية رمزها عيون قادمة من أفق اللوحة، تُخرج التكوين من محدودية المفهوم إلى انطلاق أكثر حرية وأوسع رحابة عبر فضاء مساحات لا تحددها التقنيات ، معلنة أن المرأة الإماراتية تتطور بخطوات تسابق فيها التطور ذاته.
والبحث سمة أخذتها عنوانًا لمتوالية لا تنتهي مع كل وجهٍ اختلاف، ومع كل ملامح عبر اللوحة رمز آخر، وإن وحدتها الهوية من خلال الأسلوب، لكن مع كل لوحة قصة مختلفة ومرتبطة في الوقت نفسه مع سابقتها، وكأنك تدخل عالم رواية كتبت على شكل سيناريو تُشَكِل أجزاءه أحداث القصة .
اللون، وإن كان يحتفل بالكادر ،لكنه يعبر عن مكنونات يشوبها هذا البريق.. إنه السر الذي ألف به لوحاتي لتضفي المزيد من معنى اسمها على المساحات التي تعالجها في اللوحة من خلال وجوه المرأة الأساس، وتلك العيون التي تحمل رمزيتها بنفسها ترخي عبر مساحات اللون ظلالًا غير مرئية، وهي أيضًا توظف المساحات من خلال البنائية التي تخدم تعبيرًا ما تطلقه من خلال كل لوحة لتبدأ الوجوه بالكلام عبرهمس ووشوشة ليكتمل المشهد.
أحيانا يتحول شيء ما إلى قناع، تارة يغطي العيون وتارة يغطي الفم، لكن هذا القناع وإن تلون بالداكن يشاهد بشكل شفاف يهرب من نطاق المادة، ويختفي عبر الظلال التي لا تُرى لتؤسس بذلك للمرحلة القادمة، وهذا مؤكد أنها ستأتي بتجربة أكثر اختلافاً في معارضها القادمة عنوانها إلى مراحل أكثر دهشة وأكثر غرابة.
