ذلك الوقت المسربل بالبُعد القسري كالهواء المهدور في قرع مثقوب، راكد لا نفس فيه و لا بحة، كزوبعة شيطانيه تعيثها البذور الجافه في بطن النبتة المعلقة على فرع منسي، خشي الطائر حتى ان يبني فيها عشه.
كالحنظل ينضج في الخريف محكوما بخيوط تثبته في الأرض عنوة ، فيتجرع مرارته وحيدًا كالجدران و قد فقدت آذانها ، وشحت في جوفها أصوات الليل، فخرج عن كونه لباسًا كالرمل حين تذروه الرياح، و يغدوعلى سطوح أسقف لا ينمو عليها الشجر، و لا تحتاج إليه النباتات المتسلقة فيبقى كمًا مهملًا.
كالطلع المتطاير على أطراف مدن سيجت بالأسلاك الشائكة، فعلق هناك بلا عبور فتكاثر الشوك مُقنعًا بالهجرة.
كأحذية الفارين من أوطانهم حملتها الأمواج إلى الشاطئ ،عادت كالحة، فردية، وما عادوا.