فايزة سعيد
حسنًا في حبك
قررت أن أهرب
من ضجيج مدينة
خائنة
وفي قلبي أشلاء
رواية ممزقة
حبك
كان شهادة ميلاد
وشهادة وفاة معا
فلم تكن سياط
فراقك
أشد وأقسى وأمر
من سياط
خذلانك وخيانتك
وها أنا ذا
أتساءل وقد ركبت
قطار الليل الأخير
وحيدة إلا منك
إلا مني
إلا من ظلي
أحلامي
ذكرياتي
عن ماذا كنت أبحث
فيك ؟؟
عني أنا الهاربة إلي
الليل بلا عناوين
عن مدينتي الضائعة
عن عمري، زمني
مملكتي المحطمة؟
أم عن مجد ضائع
عن عشق عن غرام؟
أم عن حب يتيم
انتظرته طويلا؟
وعندما أتى
أغلق الفضاء أبوابه
ونامت الأكفان على
بابي
متشحة بسواد النهاية
وفاجعة القلب
آه آه يا حب
من قال لك ادخل
بيتي
ونم على سريري
وفوق وسادتي
وتحت لحافي
من أمرك
أن تمتص دمي
وتسحق عظامي
ثم تعدو هاربا
تحت جنح الظلام
بعد أن رميت قلبي
في العراء
يرتعد بردا وجوعا
الما وخوفا
تركته وحيدا يحتضر
في غابة الذئاب
آه آه يا حب يا حب
من أمرك أن تتسلل
إلى مخدعي خلسة
على حين غفلة مني
وتسكن عينيّ
ورمشي
وشفتيّ وأصابعي
تسكن روحي نبضي
نهاري ليلي
صباحي مساي
وفجأة تستل خنجرك
المسموم
تغرسه في الخاصرة
تقتلني
وتمضي بصمت
تمضي بصمت
دون وداع
آه آه يا حب يا حب
من علمك أن تكون
جلادا وسجانا في آن
معا
من علمك لغة الشياطين
والمردة
ولصوص الجسد
المسجي
خلف جدران الصمت
وأسوار الخوف
النائم في غرف الليل
وحيدا
في حراسة القبيلة
آه آه يا حب
يا حب
من علمك القسوة
والبطش
والجبروت والخيانة
من ومن علمك
الرحيل في صمت
وحيدة أنا تحت المطر
من جديد أسير وحيدة
وضباب المدينة
لا يحفل بغريبة مثلي
كما لم تحفل عدن
برامبو الصغير
الشاعر الفرنسي
الذى هرب من شمس
باريس المشرقة
ليموت وحيدا
في ضباب عدن
في غرفة يسكنها
البرد والكأبة
حسنا الضياع هو الأخر
قدر مدينة حزينة
كما هو
قدري أنا
في مدينة بلا شمس
