يجلسان على طاولة واحدة،
كل في عالم..
شاشة الهاتف ساحر يقتنص المشهد، وفيه يغيب الحاضر بالماضي..
هي تحادث أبناءها الذين ابتلعتهم المنافي،
هو يتابع آخر الأخبار..
في منحدر العمر، يتآخى اللحم، ويتآخى العقل، ويسكت ما عداهما سوى رفقة الطريق، وملل الانتظار..
لكن هناك من يفتح الباب وينطلق،
من يطلق الصرخة بعد صبر ومعاناة،
من تغلق الباب وراءه،
تود أن تسترجع ما دفنته مع العلقم،
ومر الرضوخ..
كم من قصص سمعتها،
ووراءها يحتج المجتمع واصمًا بالعار ذاك المفارق،
وتلك الصارخة،
وتلك الطاردة،
ولا أحد يدري ما في جبّ الحاوي، سواه..
نقطتان.. أول المشهد، ونقطتان آخره..
المحرقة تحرق جسد الزوج الميت، وفوقه تلقى الزوجة.. لا تليق بها الحياة بلا الوفاء..