بالأمس فتشت عن “قصائدي القصيرة جدًا” في الكمبيوتر فلم أجدها، جن جنوني وفقدت أعصابي، ورحت أبحث عنها في كل مكان، وأفتش عنها في كل الأركان ، فلم أعثر لها على أثر !
سألت عنها قصائدي الطويلة ، فقالت : لقد تجمعت كلها في سفينة واحدة، وأبحرت باتجاه الشرق، وتركت لك هذه الرسالة !
تقول الرسالة إنني قد قمت بإهمالها وعدم الالتفات إليها ، ولم اقم باستدعائها منذ زمن طويل لأي أمسية شعرية ، حيث أصابها الإحباط وفقدت الإحساس بأنوثتها وأهميتها ، فقررت الرحيل ، وعزمت على المغادرة باتجاه الشرق ، حيث جذورها ومنابتها الأصلية !
لقد حزنت كثيرًا على فقدانها ، وبكيت كثيرًا على فراقها ، فقد أحببتها جدأ ، وعشت معها زمنًا جميلًا ، وكنت أعتبرها جزءًا عزيزًا من حياتي ومن تجربتي الشعرية الخاصة.
لا أعتقد بأنني وحدي الملوم في هذا الشأن ، بل تتحمل المسؤولية معي تلك النخب الثقافية والشعرية في العالم العربي، التي لم ترحب بها كثيرأ، ولم تستقبلها كما يجب منذ البدايات.
عندما سألت العرافين والمنجمين عن مكانها بالضبط، قالوا لي إنهم رصدوها وهي تبحر شرقًا في المحيط الهندي باتجاه الجزر اليابانية البعيدة ، حيث تسكن قصائد “الهايكو”، وحيث تقيم بطونها وعشائرها.
ما أزال أحن إلى تلك القصائد الأثيرة لدي، وما أزال أذكرها وأتذكرها بالخير، خصوصا تلك القصيدة الجميلة والمشاكسة التي تقول كلماتها :
المرأة الجميلة قصيدة
أما الرجل الوسيم فقصيدتان
سلامي وقبلاتي إلى تلك القصائد القصيرة جدًا ، التي تركتني
وفارقتني- رغم حبي وعشقي لها – وهاجرت إلى بلاد بعيدة، حيث
تسكن قصائد “الهايكو” الأصلية، وحيث تعيش الفلسفة البوذية
القديمة !
زر الذهاب إلى الأعلى
الأخ الأستاذ الشاعر محمد أدريس… أحسنت وبوركت فارسا من فرسان الكلمة والشعر والثقافة …
نعيم رضوان …
ارجو ان تحتفظ في قصائدك ولا تجعلها تهاجر عنك لا الى الشرق ولا إلا الغرب بل اجعلها تهاجر في فكرك
ولماذا تسأل العرافين والمنجمين؟ كذب المنجمون ولو صدقوا ..