الحمد لله الذي خلق الأيام والشهور والأعوام وفضل بعضها على بعض على مر العصور، وجعل شهر رجب من أفضلها، حيت خص به نبيه الكريم بليلة الإسراء والمعراج الحادثة المعجزة التي لم تتكرر إطلاقًا، خصه وكرمه بها الله تعالى من بين جميع الأنبياء، حيث بلغ السماوات العلا في لحظات بجسمه و روحه إلى سدرة المنتهى في لقاء قدسي مهيب، وحضرة ربانية لا يمكن للعقل أن يتصورها ،”وما كذب الفؤاد ما رأى” وشاهد من العجائب والعبر ما لا يمكنه أن يخطر على قلب بشر.
صلى الله على خير الورى، ومن يعص الله ورسوله فقد غوى، ولا يضر أحدًا إلا نفسه. اللهم اجعلنا ممن يطيع الله ورسوله ويقتفي أثره، ويتبع سبيله لينال خير الدارين.
يقول الله تعالى: “سبحان الذي أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا”
ليلة الإسراء والمعراج هي النعمة العلوية والنسمة العطرية هبت على سيد البشر ، فالرحلة انطلقت من المسجد الحرام بمكة ليلة 27 من رجب عام 12من البعثة النبوية الشريفة، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد بلغ 51 سنة، مرورًا بالمسجد الأقصى في القدس، إلى الآفاق العلى لعقائد التوحيد، فكانت الرحلة لقاء ربانيًا تتعانق فيه قيم إبراهيم وموسى وعيسى وداوود وسليمان وكل الأنبياءعليهم السلام، لذا نجد أن الرسول (ص) صلى بالأنبياء في بيت المقدس، وبعد الصلاة قام كل رسول مثنيًا ومرحبًا برسالة سيدنا محمد(ص) :ليلقي النبي الكريم كلمته المشرقة.
هذه الليلة العطرية هبت على سيدنا محمد (ص) وعلى قلب أصحابه قبل هجرتهم إلى المدينة عندما كانوا يقاسون أشد ألوان العذاب، فكانت هذه النفحة راحة لنفوسهم وطمأنة لقلوبهم بشرتهم بأن الله العزيز الوهاب لن يتخلى عن الحق مهما طال الأمر، وأن الله سبحانه ناصر أوليائه، فقبل الليلة الفضيلة الإلهية كانت قريش تحث النبي على الارتداد عن هذا الدين السمح بكل ما أوتيت من أسلحة الترغيب والإغراء، كما جاء في حديث عتبة بن ربيعة الذي وفد على رسول الله ص وقال له : إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالًا، جمعنا لك من مالنا حتى تصبح أكثرنا مالًا، وإن كنت تريد به شرفًا سودناك علينا حتى لا نقطع أمرًا دونك، وإن كنت تريد ملكًا ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب…. * ولم يكن سيدنا محمد يحتاج لكل هذا وما إن فرغ من كلامه، حتى عاد عتبة إلى قومه بوجه مغاير عن الذي قدم به إلى رسول الله ، تهزه الأنوار المحمدية والأسرار الربانية منتفضًا و مشاعره مسلوبة، حينما سمع رسول الله يتلو قوله تعالى: ” حم تنزيل من الرحمن الرحيم. كتاب فصلت آياته قرآنًا عربيًا لقوم يعلمون. بشيرًا ونذيرًا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون”، فالله عز وجل في علاه ينصف ويقوي سيدنا محمد ص ويقول له: يا محمد إن لم يؤمنوا بك فهناك عوالم أخرى تؤمن بك.. عالم الملائكة والجن، وإن لم تسعك الأرض، فإن مكانك السماء لتحظى بالتكريم وترى من آياتنا الكبرى ما لا عين رأت ولا إذن سمعت.
سورة الإسراء وهي تخلد هذه المعجزة الربانية في حياة رسول الله (ص ابتدأها الله عز و جل بالتسبيح، ولا يبدأ سبحانه بالتسبيح إلا لأمر عظيم فقال تعالى: “سبحان الذي أسرى بعبده “، وإطلاق لفظ “العبد” يشمل الروح والجسد، وهذا يرسل رسالة لمن يقول إن الإسراء والمعراج كان منامًا ونسي أن الله تعالى قال في كتابه الحكيم: ” وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه”.
فرحلة الإسراء والمعراج هي صراحة رسالة حملت الكثير من القيم والآداب الاجتماعية كتحريم الغيبة والنميمة وتحريم الربا، ودعت إلى البعد عن أكل مال اليتيم وإخراج الزكاة لأنها كلها أمور شاهد رسول الله (ص) جزاء عقاب من سولت له نفسه القيام بها.
وبما أننا مسلمون بالفطرة ومؤمنون بالله تعالى، يجب علينا أن نعمل جاهدين على الامتثال لما جاء في نصائح وإرشادات هذه الليلة المباركة لنتفادى العقاب، ونكون على نهج و سنة نبينا ورسولنا وديننا، حتى نلقى الله وهو راض عنا تمام الرضا.
نسأل الله تعالى أن يجعل من هذه الذكرى العظيمة فاتحة كل خير وبركة ويمن وأمان، وأن يجازي رسولنا خير جزاء عنا ولا يحرمنا شفاعته وأن يوردنا الحوض معه، إنه نعم المولى ونعم النصير.
زر الذهاب إلى الأعلى
نعيم رضوان …
أحسنت في تناولك لمعجزة الإسراء والمعراج وهي المعجزة الربانية التي كرمها الله سبحانه وتعالى للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
سلمت ودمت سيدي الفاصل نعيم رضوان
هي ليلة مباركة كلها حكم وعبر
الله يبارك لنا في أيامنا كلها خيرا
سلمت ودمت سيدي الفاضل نعيم رضوان شكرا على المتابعة
فعلا هي ليلة مباركة فيها من الحكم والعبر الكثير
اللهم اجعل أيامنا كلها مباركة تحياتي
عليه افضل الصلاة والسلام…بركت يداكي على حسن الاختيار ..دمتي متألقة ورفع الله قدرك
مساء النور والسرور اديبتنا الرائعة بشرى العفوري الله يبارك فيك وفي عمرك تسلمي
صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..
ليلة مباركة فيها الكثير من الدروس والعبر
أحسنتِ بارك الله فيكِ
عليه أفضل الصلوات والسلام
الله يبارك فيك وفي عمرك سيد جمال الجشي
شكرا لك تحياتي