كان رسول – صلى الله عليه وسلم – حزينًا ويائسًا بعد رحلته إلى الطائف ، حيث رده أهلها وطارده صبيانها وسفهاؤها ورموه بالطوب والحجارة حتى سالت دماؤه الشريفة .
في تلك الليلة جاءه جبريل وقال له تجهز يا محمد فسوف نذهب في سفر طويل. لم يسأل النبي عن وجهة السفر، بل حضر نفسه واستعد للرحله من دون ابطاء، وفوجىء النبي بوجود راحلة تشبه الحصان في انتظاره إلا أنها ليست حصانًا بل هي دابة البراق التي أمره سيدنا جبريل بامتطائها والتشبث بزمامها.
طار البراق بسيدنا محمد وبجانيه سيدنا جبريل محلقًا فوق الصحاري والقفارعبر الجزيرة العربية في اتجاه فلسطين ، وما هي إلا ساعات حتى حط رحاله في بيت المقدس أسفل أحد جدران المسجد الأقصى ، حيث كان الأنبياء والرسل في استقبال رسولنا الكريم، الذي تقدمهم وصلى بهم إمامًا،
وبعد انتهاء الصلاة ، صعد به جبريل إلى السموات العلى، حيث الملكوت الأعلى والعرش العظيم . صدق الله الاعظيم : ” سبحان الذي أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من أياتنا إنه هو السميع البصير”.
هناك في السماو ات العلى رأى الرسول – صلى الله عليه وسلم – من آيات ربه ما رأى ، رأى ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت، حيث الجنان، وحيث الأنهار التي لم يخلق مثلها في البلاد.
اطلع رسولنا الكريم على ملكوت الله في سماواته السبع ، حتى وصل إلى سدرة المنتهى، حيث تشرف بمخاطبة الله سبحانه وتعالى.
في هذه الرحلة الجميلة.. رحلة الدروس والعبر فرض الله علينا الصلوات الخمس، وجبر خاطر رسولنا، وأدخل السرور على قلبه، وأعاده إلى بلده سالمًا غانمًا.
استغرقت رحلة الإسراء والمعراج ليلة كاملة بين مكة والقدس عاد منها الرسول – صلى الله عليه وسلم- منشرح الصدر ، واثق النفس ، مجبور الخاطر، قد تزود بطاقة جديدة، ورؤية جديدة مكنتاه من مواصلة الدعوة وساعدتاه على تكملة المشوار.
اللهم في هذه الليلة المباركة صل على سيدنا محمد واجزه عنا خير الجزاء .
زر الذهاب إلى الأعلى