مصابٌ بالسأم والغثيان !
في الحُلمِ دعاهُ البحرُ لأن يأتيَ إليهِ لِيخبِرَهُ بِسِرِّ الأسرار.
في الصباحِ الباكرِ هرع إلى الماءِ في قارِبِه الصغيرِ. بدأَ
يجذِّفُ..اقتحمَ الموجَ هادئًا، صاخِبًا، اختفت اليابسةُ تمامًا..هو يتأملُ
السماءَ وزرقتَها التي تحاورُ زرقةَ البحر.. زرقتان لا تمتزجان.. فقدت
الجهاتُ الاتجاهات.. المسافاتُ بلا أبعاد.
هنا البحرُ الآن
لا شيءَ غيرُ الماء
شَعرَ بالذعر، فلا حياةَ هنا ما عدا عالمَ الأسماكِ في القاع.. القاعُ
عميقٌ، عالمٌ آخرُ غيرُ مكشوف تمامًا. حطَّت نورسةٌ بيضاءُ على
جانِب قاربِه وهي تنظر إليهِ بدهشةٍ تُحرِّك رأسَها في الاتجاهات،
مستغربةً ربما من وجودِه في هذا المكانِ الذي يشبه العدمَ. اشتاقَ
لعالمِ اليابسةِ الذي يطعنُه في كلِّ لحظةٍ بالغثيان والاحباطاتِ
المتتاليةِ.. اشتاقَ ولم يتوقف عن الاشتياقِ حتى لحبيبتِه التيِ
غادرَتْه دونَ معنًى،لكنه كان موقِنًا من أنها ستخونُه في المنتهى لو
ظلت أمامَه مبتسمة.
يبدو أن البحرَ اختطفَه كي يثنيَه عن الإفراطِ في أحلامٍ قاتلة …!!!
زر الذهاب إلى الأعلى