أخبار
“القراءة في موازاة الكتابة…تجربة تؤدي إلى تجربة” موضوع الملتقى الفكري للمكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة الندوة تتزامن مع الاحتفاء بمارس شهر القراءة
نظم المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، الملتقى الفكري “القراءة في موازاة الكتابة…تجربة تؤدي إلى تجربة”،على هامش فعاليات حفل تكريم الفائزات بجائزة “الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية” في دورتها الرابعة ، وذلك تطبيقاً لقرار دولة الإمارات، والذي عملت به وزارة الثقافة والشباب باعتماد شهر مارس “شهر القراءة”.
ضم الملتقى الذي أدارته الشاعرة شيخة الجابري محاور عديدة حول: انعكاس القراءة على حضارة المجتمع، والفرق بين قراءة الكتاب بلغته الأصلية والمترجمة، ومدى أهمية الحديث حول الفروقات بين الكتاب الورقي والإلكتروني، وواقع القراءة الإلكترونية ومستقبلها، واستضاف أديبات هن: د.ليلى السبعان من الكويت، ود.هيفا فدا من المملكة العربية السعودية، ود.عزيزة الطائي من سلطنة عمان، و د.ضياء الكعبي من مملكة البحرين، ود.مريم الهاشمي من دولة الإمارات.
البداية كانت مع د.ليلى التي تحدثت حول انعكاس القراءة على حضارة المجتمع، حيث قالت: “ينبغي أن نضع في عين الاعتبار أن الإسلام حثنا على القراءة منذ كانت بداية الدعوة للدين الإسلامي وهو خاتم الأديان، وهو بحد ذاته حضارة لمجتمع متكامل، وطوال السنوات الماضية التي بلغت فيها الحضارات الإسلامية أوجها كان هناك اهتمام بالقراءة، وكانت ترجمته تتم عبر الاهتمام بالقراءة عملياً، حيث كان شعارهم “من لايحفظ النص هو لص”.
وأضافت: “من المؤسف أن التعليم في بلادنا العربية يعتمد على التلقين والحفظ دون الفهم، لذلك لا بد وأن نضع أساساً للقراءة يعتمد على الفهم والدلالة حتى يكون النص متكاملاً وخاصة في بدايات المرحلة الابتدائية، ولاشك أن القراءة تبني الأمم وتجعلها منبعاً للحضارات، فقد كتب الفراعنة على أول مكتبة أنشؤوها “هذا غذاء النفوس وطب العقول”، وهذا تظهر لنا أهمية القراءة لبناء الحضارة، فيستحيل بناء حضارة دون وجود مواطنين واعين تم تمكينهم من خلال القراءة والعلم، مؤكدة أن الشارقة تسير في الطريق الصحيح للثقافة، وأنها تبني عاصمة ثقافية ستمتد جيلاً بعد جيل.
و تحدثت د.مريم الهاشمي بدورها قائلة: “الحضارات التي لا تقرأ حضارات لا وجود لها، واليوم نحن نحتاج للقراءة لما تعانيه الانسانية من ظلم وضياع، فالقراءة فن، وهي الفعالية الإنسانية الأهم، والأقدر على الخروج بنا من ظلمات الضياع، ويقع التحدي الأكبر للقراءة باقتران الكلمات بالتجربة، والتجربة بالكلمات، وفي كل الأحوال تبقى متعة القراءة ثابتة، وهي متعة الإمساك بكتاب والدهشة والتحليق والامتلاك لتتخلق تلك العلاقة الفريدة بين القراء والكتاب، فالقراءة هي ذلك الكائن الأبدي الذي يجمع ويصب الأفكار في عقل مستقبل واحد، وهي القادرة على ترك أثر وإحداث تغيير.
د.هيفاء فدا أكدت وجود خيط دقيق يفصل بين الحضارة والثقافة، فالحضارة هي كل ملموس مادي، أما الثقافة فهي كل محسوس وما يؤثر على المجتمع والفرد، وثقافة المجتمع القرائي متعة بحد ذاتها، وأضافت: “والسؤال الذي ينبغي أن يطرح لنفهم ماهية القراءة هو: لماذا نقرأ وماذا نقرأ ؟، فما نقرؤه هو ثقافتنا، وفكرنا، وكيفية القراءة هي المسافة بين المظهر والجوهر، وكلما تعمقنا كان الاهتمام بالجوهر.
وتحدثت د.ضياء الكعبي، عن القراءة في ظل الثورة الرقمية فقالت: ” القراءة قوة ناعمة كبرى تتشكل حاليًا بطرق متنوعة مع وجود الثورة الرقمية والكتب الالكترونية، نحن الآن نتحدث عن ثقافات متنوعة غيرت الثقافات الابداعية، ووجود المبدع الاكتروني ووجود الفضاءات الواسعة بين الأدب والتكنولوجيا، لابد أن تخلق تجبة جديدة لها الايجابيات ولها السلبيات كذلك، وأضافت قائلة: “هناك الكتابة الرقمية والكتابة التفاعلية، وهناك فرق بينهما، والكتابة الشائعة هي الرقمية مثل وسائل التواصل الاتماعي بمختلف أنواعها، وهي تطبيقات ذكية، أتاحت لنا اليوم وجود تطبيقات الكترونية للكتاب وللنشر الالكتروني، ويجب أن نراعي اختلاف الذائقات، ولهذا لانزال نرى تلك الحميمية للنسخ الورقية.
د.عزيزة الطائي تحدثت عن القراءة الإلكترونية مؤكدة
أنها عميقة وتوجه جيد للاكترونيات الحديثة، ولكن فيها مافيها وعليها ما عليها، فالقارئ يمكن أن يستفيد من قنوات التواصل، والقراءة لها آفاقها سواء من خلال الكتاب أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وتعتقد أن الكاتب يقع عادة ضحية الناشر الذي قد تكون نظرته مادية للأمور، وقد يترك الكتب مكدسة على الرفوف، بينما هدف كل كاتب يكون أن تصل كلمته للجميع، لذا قد يكون خيار النشر الإلكتروني عندها خيارًا مناسبًا.
وخرج الملتقى بتوصيات عديدة أهمها:
بذل الجهد لترجمة المنتج العربي في مختلف أصنافه على أن تكون مسؤولية الترجمة على الجهات الرسمية الثقافية، كما ينبغي أن يحظى منتج المفكر العربي بالترويج كي يجد الاهتمام به من قبل القراء، فهناك أقلام عربية كثيرة تكتب ولكنها لاتحظى بالشغف نفسه والاهتمام، كما طالب الملتقى بوجود مترجم مختص، لأن اللغة العربية لغة ثرية بمفرداتها، وهي من أكثر اللغات ثراء، ومن الظلم أن تكون الترجمة غير دقيقة بسبب تعدد معاني الكلمات، كما ينبغي توفير أدوات الثقافة والقراءة من الكتب بمختلف أصنافها كما يتم توفير الماء والكهرباء والصحة للمواطن العادي، ليتمكن من تشكيل نواة ثقافته الأولى، خاصة وأن الكتاب هو خبز الثقافة.