سلمى المري
منكفئة على ماكينة الخياطة (سنجر) تجهز لنا أثوابًا جديدة لاحتفالية
عيد الأم.. تخترق الإبرة ظفر إبهامها .. تشهق .. تتناول زجاجة خضراء
لعطر (بروت) ترش إصبعها و هي ضاغطة على كفها ، و فمها مزموم
من الألم تقول : الحمدالله أنني انتهيت موجهة كلامها لنا نحن
البنات : “لا عليكن ، فقط تبقى لي تركيب الأزرار ، وشق العراوي ،
ستساعدني جارتي فاطمة في هذا الأمر “.
و تتابع حديثها : “لا تخشين شيئًا ، غدًا عصرًا سأضع عباءتي على
رأسي” – كناية عن الجاهزية و السرعة – و سأذهب إلى السوق
لأشتري الهدية التي طلبتها المعلمات لتقديمها لي في احتفالية
العيد ، و سأعرج على جارتي عائشة فلا بد أنها انتهت من إعداد
برقعي الجديد”!
نعود من المدرسة ثاني يوم ، نجدها قد جلبت لنفسها قطعة قماش
و قطعاً أخرى بعدد معلماتنا.
ما يزال ظفر أمي المنشق رأسيًا ماثلاً أمامي ينكأ رغبتي في البكاء
حتى هذه الليله، و يا له من حنين يستيقظ بشدة كل بداية ربيع
جديد لتكمل فايزة أحمد على ما تبقى من رباطة جأش متبقية
لباقي الحياة.
زر الذهاب إلى الأعلى