مما لا شك فيه أن القراءة أداة مهمة في تطوير الإنسان وتنمية مهاراته، فهي غذاء أساسي و ضروري للعقل، و لكن للأسف فإن الاهتمام بالقراءة في العالم العربي ضعيف، فحسب الإحصائيات إن معدل القراءة للشخص الواحد يبلغ في المتوسط 6 دقائق تقريبًا في اليوم، وهذه الإحصائية إنما تعكس عدم الوعي الكافي بقيمة القراءة و أهميتها.
أطرح فذا الموضوع ونحن في شهر القراءة الذي تعنى به دولة الإمارات العربية المتحدة، و لا بد من القول إنه يتوجب علينا أن نسأل أنفسنا: لماذا نقرأ؟ بالطبع القراءة متعة تنمي لدينا الخيال، و تجعلنا أكثر ثقافة و إدراكًا ووعيًا و أكثر ثقة في أنفسنا، و أكثر لباقة في التعامل مع الآخرين، و هي أعظم طريقة للتعلم و التأمل، كما تزيد من كفاءتنا و فاعليتنا، بل تجعلنا أكثر قدرة على مواجهة الأزمات في الحياة.
يلح علينا سؤال آخر لا يقل أهمية عن سؤالنا السابق، ألا و هو: هل نقرأ بالطريقة الصحيحة؟ و من هنا أقدم إليكم بعض النصائح لكي نقرأ بطريقة أفضل:
– خصص وقتًا كل يوم للقراءة، و اجعلها روتينًا يوميًا، ولو كان لدقائق محدودة كبداية، واختر مجالاًا تحبه و تستمتع به، لكي يحفزك على قراءة المزيد.
– استغل أوقات الانتظار في المواصلات أو المصالح الحكومية في القراءة، واستثمر أوقات الفراغ في قراءة ما تحبه و يضيف إلى معلوماتك.
– استعمل الكتاب المسموع، فهو طريقة سهلة وعملية تستطيع من خلالها الاستماع إلى الكتاب أثناء القيادة أو المشي أو ممارسة الرياضة.
– اختر التوقيت المناسب للقراءة، فلا تقرأ و أنت مرهق، فلكل منَا توقيت ذهبي يناسبه للاستمتاع بالقراءة.
– اختر المكان المناسب للقراءة، فالمكان الهادئ يساعدك على التركيز و يهيء الأجواء المناسبة للتأمل و الاستمتاع بالقراءة.
– تصفُح الكتاب قبل قراءته، فهذا يساعدك على تكوين فكرة مبدئية عن الكتاب، و يجعلك تتخذ القرار بشأن الاستمرار في قراءة الكتاب لو انجذبت للموضوع، أو استبداله بغيره لو لم تكن مهتم بموضوع الكتاب أو فكرته.
– لا تتلفظ بالكلمات أثناء القراءة، فهذا يبطء القراءة و يعطِلك و يصيبك بالملل.
– اختر وضعية مناسبة و مريحة أثناء القراءة، ولا تشتت نفسك بأشياء أخرى، فتفقد تركيزك واهتمامك بالقراءة.
أخيرًا، علينا أن نعلم أن القراءة سنة ربانية، فنحن أُمَة “اقرأ”، فلنمارس القراءة بانتظام، و لنجعل منها عادة ممتعة، فهي تمنحنا الكثير مقابل القليل.