يُـقال: مواعيدهُ مواعيدُ عُرْقوبِ، أو أَخلَفُ مِن عُرقـوبٍ، ويُـضرب هذا المثل في المماطلة والحنث بالوعد والكذب، و”عُـرقوب” إسم أحد العماليق كان مشهورا عنه المماطلة والكذب والبُخل.
وجاء في المعجم الوسيط (العُرْقُوبُ) بمعنى:
[العُرْقُوبُ] من الإنسانِ: وتَرٌ غليظٌ فوق عِقبِه.
ومن الدَّابةِ: ما يكون في رجْلها بمنزلة الرُّكْبَةِ في يدها، وكلُّ ذي أَرْبع عُرْقوباهُ في رِجْلَيْهِ وركْبتاه في يَدَيه، ومِنَ الوادي: ما انْحنَى منه والْتَوَى، والطَّريقُ الضيِّق في الجَبل، والجمع: (عَـراقيب)، وعراقيبُ الأمورِ: عراقيلها وصِعابُها.
أمّا قصة المثل، فقد سأله أخٌ له شيئًا، فقال “عُـرقوب”: إذا طلع نَخلي فائتني، فأتاه، فقال له: إذا أبلَح، فلما أبلَح أتاه، فقال له: إذا أزهى، فلما أزهى أتاه، فقال له: إذا أرطَب، فلما أرطب أتاه فقال له: إذا صار تمرًا، فلما صار تمرًا قطعه بالليل ولم يعط أخاه شيئًا، فضربتْ به العربُ المثل في إخلاف الوعد والموعد.
وقد أتى الشعراء على ذكر “عرقوب” في أشعارهم إذا أرادوا الحديث عن الخُلف بالوعد فاتخذوه مثلًا فقال الأشجعي في إحدى قصائده:
وَعدتَ وكان الخُلف منك سَجية
مواعيد عُـرقوب أخاهُ بيثربِ
– وقال آخر:
أمنجزٌ أنتمُ وعدًا وثقت بهِ
أم اقتَـفيتُم جَميعًا نهجَ عُـرقوب
وقد جاء كعب بن زهير على ذِكر عُرقوب في قصيدته الشهيرة “بانت سعاد” بقوله:
فَما تَدومُ عَلى حالٍ تَكونُ بِها
كَما تَلَوَّنُ في أَثوابِها الغولُ
وَما تَمَسَّكُ بِالوَصلِ الَّذي زَعَمَت
إِلّا كَما تُمسِكُ الماءَ الغَرابيلُ
كانَت مَواعيدُ عُرقوبٍ لَها مَثَلاً
وَما مَواعيدُها إِلّا الأَباطيلُ
وقول بشار بن برد:
رضيتُ ميعادك يا سيدي
إِنْ لمْ يكُن ميعادَ عُرقُوب
وقول ابن نباته المصري:
وكم غافلٍ يلهو بساق من المنى
يدبرُ على أمثالهِ وعدَ عُرقوب
وقول لسان الدين الخطيب:
يا نفسُ لا تصغي إلى سلوةٍ
كم أخلفَ الموعِدَ عُرقوبُ
وأذكر هنا أن الاخلاف في الوعد من صفات المُنافق، فقد جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان» .
وجاء في القرآن الكريم في سورة “النساء” قول الله تعالى: {إِنَّ المُنافِقينَ فِي الدَّرْكِ الأَسفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا }.
زر الذهاب إلى الأعلى
أبعدنا الله عن العرقوب من الناس..
اللهم آمين …
شكرا جزيلا
بوركت على هذا النشر الطيب …دامت حروفك الهادفة.احسنت
أحسن الله إليكِ وبارك فيكِ أستاذة بشرى … شكرا جزيلا لكِ ولمروركِ العطر
جزاكم الله خيرا أستاذ جمال الجشي فقد أضأتم مساحة لهذا المثل العربي في ذاكرة الأجيال
وخيرا جزيت أخانا وشاعرنا المكرم أكرم قنبس، شكرا جزيلا لك ولمرورك الطيب، حفظك الله ورعاك