بالتعاون مع هيئة الشارقة للكتاب، نظم المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، مسابقة “فارس الشعر”، وذلك على مدار ثلاثة أيام، وضمت المسابقة ثلاثة مجالات، وهي الفئة الأولى وتضم الطلبة من الصفوف من الأول للرابع، والفئة الثانية التي تضم طلبة الصفوف المتوسطة من الصف الخامس حتى العاشر، والفئة الثالثة التي تضم طلبة الصفوف من التاسع وحتى الثاني عشر.
ووضع القائمون على المسابقة شروطًا منها حفظ المتسابق عددًا من القصائد وفق الفئة التي يتبعها، والتمكن من الضبط الصحيح للكلمات من جودة الضبط ومخارج الحروف، وحسن الإلقاء والتعبير، وتهدف الجائزة إلى تشجيع الأطفال واليافعين على قراءة الشعر العربي وحفظه، وتشجيعهم على القراءة السليمة والإلقاء الجميل، وتدريبهم على مواجهة الجمهور، وتحفيزهم نحو اكتشاف جماليات اللغة وموسيقا الشعر وحسن التعبير، ودعم الاهتمام باللغة العربية باعتبارها لغة القرآن الكريم.
فخر وفرح
ضمت لجنة التحكيم كلًا من الشاعر عبد الله الهدية الشحي والناقدة الأدبية د.مريم الهاشمي، وتحدث الشاعر الهدية عن المسابقة قائلاً:
“أشعر بالفخر والسعادة وأنا أرى عدداً من الأطفال واليافعين من المشاركين في المسابقة لديهم هذه الاهتمامات وهذه المواهب، فقد كنت دائماً أشعر بالقلق على الجيل الحالي بسبب تعلقه بالأجهزة وابتعاده عن الكتب وعدم اهتمامه بالقراءة، ولكني فوجئت حقاً خلال الأيام الثلاثة للمسابقة بوجود عدد لا بأس به من المهتمين بالشعر وممن يمتلكون موهبة حفظه والقائه، ولا بد أن أشكر القائمين على هذه المسابقة، التي أتاحت الفرصة بالفعل للطلاب للمشاركة والحفظ والتدرب على الإلقاء، فكل مشارك وإن لم يحقق الفوز بإحدى المراتب الأولى، هو فائز في الحقيقة بمجرد مشاركته وتدربه والحصول على فرصته، وأرى كذلك أن اختيار الشعر تحديداً يعتبر خياراً موفقاً لأن الشعر يعتبر وعاء اللغة العربية، واتقان الطالب لإلقاء الشعر يعتبر تدريباً له على اللغة العربية من جهة وعلى الوقوف أمام الجمهور بكل ثقة، وعلى فن الخطابة والتمثيل المسرحي من جهة أخرى”
وأضاف الهدية موضحاً: “حتى اختيار المنظمين للنصوص الشعرية يعتبر خياراً ممتازاً لأن النصوص المختارة متميزة، وتبرز فعلاً مهارات الطالب في الحفظ والإلقاء، خاصة في الفئة الثالثة من المشاركين.
وشاركته د.مريم الهاشمي الرأي قائلة: “كانت هذه التجربة من أجمل التجارب التي خضتها، فقد كانت بالفعل تجربة جميلة ومشجعة، ووجدت عدداً من المشاركات الثرية وذات الجودة العالية، حتى إن اختيار الفائزين لم يكن بسهولة لتعدد المشاركات المميزة، كما أن اختيار النصوص من القائمين على المسابقة كان موفقاً، والمشاركون الذين لم يحققوا الفوز كانوا أيضاً متميزين، ويحتاجون فقط للمزيد من التدريب، وهذا جعلني أشعر بالسعادة، لأني عادة ما أشعر بالقلق على هذا الجيل الذي أراه مشغولاً بالأجهزة وبعيدًا كل البعد عن الكتاب، ولكن هذا ما كنت أظنه، فالمشاركون خلال هذه الأيام الثلاثة من مختلف الأعمار جعلوني أدرك أن هناك من لا يزال يدرك قيمة وأهمية الكتاب واللغة العربية”.
وأضافت د.الهاشمي موضحة: “التنسيق والتنظيم من قبل القائمين على المسابقة كان ناجحاً، والتحكيم كان وفق معايير موضوعية، وأعتقد أن كل طالب مشارك حقق فائدة كبيرة من مشاركته لأن المسابقة دربته على عدة مهارات، ومنها الحفظ والإلقاء والتغلب على الخجل والتدرب على التحكم بحركات الجسم ودرجات الصوت، وأعتقد أن إتاحة الفرصة لمشاركة طلبة الجامعة في الدورات القادمة سيكون مفيداً”.
لغة عجيبة وغزيرة
والتقينا الطلبة الفائزين في المراتب الأولى من الفئة الثالثة في المسابقة، حيث فاز الطالب محمد صبحي صالح،الصف الحادي عشر متقدم في مدرسة الحكمة الخاصة في عجمان بالمرتبة الأولى، وعن مشاركته وفوزه حدثنا قائلاً: سبق وشاركت في العديد من المسابقات وحققت الفوز، وأهمها حصولي على المركز الأول في جائزة الشيخة لطيفة لإبداعات الطفولة في فئة القصة القصيرة بقصة بعنوان “عوالم أخرى” وهي قصة مستلهمة من كتاب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حفظه الله، وتتحدث القصة عن أن طريق النجاح مفتوح للجادين فقط، وحصلت على المركز الأول في جائزة الشيخة لطيفة لإبداعات الطفولة فئة الخطابة العام الحالي، وعلى المركز الثالث في مسابقة المخزون اللغوي على مستوى الدولة، ولقد وصلت إلى المراحل النهائية في تحدي القراءة العربي على مستوى إمارة عجمان، ولديّ العديد من الجوائز والمشاركات بفضل من الله في مجالات أخرى مثل الفقه حيث حصلت على المركز الثاني في فئة الفقه في مسابقة “دار البر” في علم الحديث وتأليف الشعر وإلقائه والأدب، وقد تشرفت بأن أكون ضيفًا في فقرة في برنامج “سبعة على سبعة” في قناة تلفزيون الفجيرة، كما كانت لديّ مشاركة في المؤتمر السابع والعشرين للمنظمة الدولية لتمكين المرأة وبناء القدرات التي تعنى بالطفل، وأتمنى أن أنال توقيع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حفظه الله، فهو ملهمي لطريق النجاح والتميز من خلال كتابات سموه المليئة بالطاقة الإيجابية التي أشعلت فتيل لهب العزيمة والإصرار في وجداني.
وأضاف قائلاً: “أطمح لأن أكون طبيبًا وأديبًا في المستقبل إن شاء الله لأن الطب مهنة إنسانية ترسم الابتسامة على وجوه الآخرين، واللغة بحر لا تنضب مياهه ولا يكفي الدهر كله لتعلمه. حقًا إنها لغة عجيبة وغزيرة بالمفردات والألفاظ الجياشة.
تشجيع الأسرة
الطالبة ريان خالد بن حماد،طالبة في الصف العاشر في مدرسة دبي الوطنية، والفائزة بالمرتبة الثانية من الفئة الثالثة في المسابقة، قالت: “شجعتني صديقة والدتي حين علمت بالمسابقة على المشاركة، وقررت أن أشارك لأني أحب الشعر منذ الصغر، فنحن أسرة نهتم بالشعر والأدب والقراءة من صغيرنا إلى كبيرنا، فقد حرص والداي على غرس حب القراءة في نفوسنا، إضافة لدعم وتشجيع مدرستي”.
وعن سر تعلقها بالشعر قالت ريان: “أحب الشعر لأنه يعبر عن المشاعر باستخدام مفردات عديدة مميزة، وأنا أحفظ الشعر وألقيه وأكتبه، وشاركت في عدة مسابقات وحققت الفوز، كما أحب قراءة القصص خاصة الواقعية منها و لا بد من تنظيم المسابقات وإتاحة الفرصة لمختلف الفئات للمشاركة من خلال التقليل من الشروط، وتشجيع الطلبة للمشاركة بالحوافز والجوائز، إضافة للتوعية والإرشاد من الأهل بأهمية القراءة وتوفير الكتب للأبناء وتشجيعهم لقراءتها.”
جمال الشعر
الطالبة رهف ضياء الدين عيسى في الصف العاشر من مدرسة الحكمة الخاصة في عجمان، والفائزة بالمرتبة الثالثة من الفئة الثالثة للمسابقة قالت:
“شاركت في المسابقة عن طريق المدرسة ومعلمتي ومشرفة اللغة العربية الأستاذة نادرة أرسلت لي رابط المشاركة وهي أكثر من يشجعني على المواصلة والاستمرار والمحاولة حتى وإن فشلت، وفي الحقيقة حلمي ليس فقط أن أسعى إلى حياتي.. حلمي يتجلي بأن أرسم البسمة على وجه أمي وأعزها وأكرمها وأفرحها فرحًا لا نهاية له، وبعد هذا الحلم يأتي حلمي الثاني، وهو أن أدرس واجتهد وأصبح طبيبة جراحة قلبية، وطبعًا لي موهبة وحلم آخر هو أن أصبح كاتبة وأن تلامس كتاباتي وأشعاري قلوب الناس”
وأضافت قائلة: “القراءة هي موهبتي، وهي صديقتي، وأما لو سئلت عن الشعر فهو عالم آخر بالنسبة لي، أن أشعر بما شعر به كل شاعر أثناء كتابته لقصيدته، وقد شاركت في مسابقات عديدة منها عام الخمسين والمخزون اللغوي وتحدي القراءة العربي ومهرجان الحكمة وها أنا اليوم حصلت على المركز الثالث في مسابقة فارس الشعر، وفيما قبل عندما كنت أعيش في بلدي سورية، كنت الرابعة على مستوى المحافظة في التحصيل العلمي.. وشاركت في مسابقة رواد الشعر، وأيضا فزت في المركز الأول على مستوى العاصمة دمشق وحتى الآن وأنا أجتهد لأنال ثمرة جهدي، وفي الوقت الراهن أقوم بكتابة سلسلة من القصص القصيرة للأطفال وسأنشرها عندما أنتهي من كتابتها، وحلمي أيضًا أن أقابل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ويكون لي الشرف بالحديث معه وأن أحصل على توقيع منه يشجعني ويحفزني على الاستمرار.
أهمية المسابقات
التقينا عدداً من الطلبة المشاركين، ومنهم: الطالبة أية محمد علي، الصف التاسع متقدم في مدرسة الشوامخ في أبوظبي، حدثتنا عن مشاركتها قائلة: “قررت المشاركة في المسابقة لعدة أسباب أهمها رغبتي في صقل قدراتي في الوقوف على المسرح ومواجهة الجمهور، ولأني أحب الشعر خاصة قصائد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،حفظه الله، كما أني أكتب الشعر النبطي، والقراءة من أهم هواياتي، وأحلم في المستقبل أن أعمل في وزارة الخارجية في الدولة، لذا أخطط لدراسة العلوم السياسية”.
وعن المسابقة قالت: “من المفيد لنا كطلبة المشاركة في مسابقات مماثلة، أعتقد أن التكثيف من هذه المسابقات وتشجيع الطلبة على الاشتراك فيها سيعيد للغة العربية مجدها السابق، وسيتزايد الاهتمام بها خاصة وأن الشعر يعتبر أجمل ما في لغتنا العربية لأنه ينقل الأحاسيس والمشاعر بأعذب الكلمات”.
جمال اللغة العربية
الطالب أحمد عبد الله في الصف الحادي عشر في مدرسة الأمير في أم القيوين، حدثنا عن مشاركته قائلاً: “شجعني معلم اللغة العربية على المشاركة في المسابقة، خاصة وأني أحب الشعر كثيراً، وأتمنى أن تعود للشعر وللشعراء أمجادهم السابقة، حين كانوا هم في الصدارة، ورغم أني أخطط للالتحاق بكلية الشرطة، إلا أن الشعر سيبقى حاضراً لديّ كأهم هواية عندي لأن مفرداته الجميلة والمعبرة تلامس القلب وترهف الحس وترسم الفرح في حياتنا، وتجعلنا نشعر بجمال لغتنا العربية”.
ويرى أحمد أن بالإمكان استعادة اهتمامنا بلغتنا العربية، وذلك من خلال غرس حبها في نفوس الطلبة منذ الصغر من خلال تكثيف المناهج وحصص اللغة العربية والقراءة وتنظيم المسابقات وتكريم كل متميز في اللغة العربية..لغة القرآن”.
حصة للقراءة
تحدثت الطالبة جنان محمد، الصف التاسع في مدرسة أم المؤمنين في الفجيرة عن مشاركتها، حيث قالت: “شجعتني والدتي على المشاركة، ولأني أحب التمثيل والقراءة خاصة الروايات، قررت أن أشارك، خاصة وأني سبق وشاركت في مسابقة صانع المحتوى في اكسبو 2020 وحققت الفوز، إضافة لمشاركاتي المسرحية في المدرسة، وبالفعل أضافت لي مشاركتي الكثير خاصة وأنها قربتني من الشعر أكثر وجعلتني اشعر بجماليات النصوص الشعرية”
وترى جنان أن تخصيص حصة أسبوعية للقراءة الحرة أي من خارج المنهج الدراسي، سيشجع الطالب على الاهتمام بالقراءة أكثر وباللغة العربية.
دور الأسرة
سمر جمال رئيس وحدة شؤون أكاديمية في مدرسة أم المؤمنين، ووالدة الطالبة جنان المشاركة في المسابقة قالت: “حرصت على إشراك ابنتي في المسابقة لأزيد من حصيلتها الأدبية، وأفتح لها عالماً جديداً للأدب والفكر والثقافة، ولتتعرف على عالم آخر مميز وهو عالم الشعر، خاصة أن لديها موهبة التمثيل، وهواية القراءة”.
وعن إمكانية زيادة الاهتمام بلغتنا العربية من الجيل الجديد، قالت: “لا بد وأن يحدد الأهل وقتاً لاستخدام الهواتف ومشاهدة التلفاز، وبالمقابل يحرصون على إشراكهم في الفعاليات الثقافية وتشجيعهم على القراءة، والمشاركة في الأنشطة المدرسية والمسابقات، كما أن الإعلام له دور كبير في تعزيز حب القراءة لدى الطلبة”.
للإجابة عن سؤال القارئة أرين خليل المقطري حول كيفية التقديم لمسابقة “فارس الشعر ” التي نظمها المكتب الثقافي و الإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة بالتعاون مع هيئة الشارقة للكتاب، راجعنا المنظمين فأفادوا بأن المسابقة نظمت مرة واحدة ، و حين تنظم لمرة أخرى يعلن عنها بالتفاصيل المطلوبة، وشكرًا لاهتمامك
مبادرة جميلة ورائعة من المكتب الثقافي والإعلامي بالتعاون مع هيئة الشارقة للكتاب…التوفيق لكل الشعراء
كيف أشارك في مسابقة فارس الشعر؟
شكرا لك للسؤال ونحن في انتظار توضيح من منظمي المسابقة
للإجابة عن سؤال القارئة أرين خليل المقطري حول كيفية التقديم لمسابقة “فارس الشعر ” التي نظمها المكتب الثقافي و الإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة بالتعاون مع هيئة الشارقة للكتاب، راجعنا المنظمين فأفادوا بأن المسابقة نظمت مرة واحدة ، و حين تنظم لمرة أخرى يعلن عنها بالتفاصيل المطلوبة، وشكرًا لاهتمامك