آيات الإعجاز العلمي في القرآن، هل هي كذلك “إعجاز”، أم أنها دليل هداية، ومصدر إلهام للإبداع؟
إن عبارة “الإعجاز العلمي” في القرآن الكريم، من وجهة نظرنا، ليس لها ما يبررها علمياً، وموضوعياً، ولغوياً، لأن دلالة كلمة “الإعجاز”، كما يستشفها المرء من محتواها الموضوعي، كما ورد في آيات الذكر الحكيم، هي انعدام استطاعة بني البشر الإتيان بشيء ما، أو الوصول إلى معرفة أمر ما (معلومة، أو قضية) مهما أوتي المرء أو مجموعة الأفراد من سعة المعرفة باختلاف أنواعها وسبل تحصيلها، فالقرآن الكريم كله إعجاز بالمفهوم الشامل لمحتوى كلمة “إعجاز” التي تُعَبِّر عن عدم مقدرة البشر الإتيان بمثله، رغم قناعتهم بوجوده، وهذا ما تؤكده الآيات القرآنية:
قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ، وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (الإسراء: ٨٨)؛
“وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا، فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ، وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ” (البقرة: ٢٣)؛ “فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا، وَلَن تَفْعَلُوا، فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ، أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ” (البقرة: ٢٤)
“أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاه، قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ، وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ” (هود: ١٣) “فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ، فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ، وَأَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ، فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ” (هود: 14)
أما الآيات القرآنية التي يتخذها البعض “إعجازاً علمياً” فهذا أمر يدل على القصور لديهم في فهم محتوى كلمة الإعجاز لأن الآيات كافة التي استدل بها أؤلئك النَّفر من أمة الإسلام الذين خاضوا في هذا المضمار، هي آيات توجيهية ذات دلالات تعليمية وإرشادية متنوعة لإكساب المرء حصيلة معرفية يستمد منها التوجيهات القويمة لنشاطه في مجال البحث العلمي التطبيقي في الموضوعات كافة التي تؤثر في حياة البشر على سطح الكرة الأرضية بما يؤدي إلى الارتقاء الإنساني لعمارة الأرض على أسس قويمة، وهو النشاط المطالب بممارسته المؤمنون برسالة الإسلام، الذين أبانت لهم تلك الآيات نتائجه الحقيقية.
*دكتوراه في الكيمياء العضوية من جامعة “كلاوستال ” التقنية – ألمانيا الاتحادية
زر الذهاب إلى الأعلى
نعيم رضوان..
أجزت وبينت يا دكتور حقيقة ماجاء به القرآن الكريم من إعجاز للبشرية في شؤون حياتها كافة وعدم قدرة البشرية على إتيان ما ورد في القرآان من محتوى مهما حصلوا من العلوم والمعرفة وأن القرآن الكريم بكل محتواه هو السبيل الوحيد لهداية البشرية كافة …. أثابك الله وجعله في ميزان حسناتك
الحبيب نعيم، أبا شادي
إن توجيهات الآيات القرآنية وإرشاداتها معين لا ينضب من المعرفة المطلقة، وهي بانتظار من يعمل على استشرافها ممن آمن بالإسلام منهجاً للحياة، من خلال تخطيط مشروعات البحوث العلمية الرصينة، لإظهار ما تحتضنه من قوامة المعرفة خدمة لبني البشر على سطح كوكب الأرض. ومن خلال ما سأكتبه، في هذا الإطار أحاول إلقاء الضوء على بعض ما يقع ضمن مجال معرفتي العلمية، داعياً المولى عز وجل أن يتقبل هذا العمل.
تحية من القلب والروح والعقل لاستاذناداوود سليمان من الامارات الى النمسا على ما قدمه وهو كلام علمي عقلاني يرقى لمستوى العقول النيرة التي تستهدي بكلام الله عز وجل وتسير في خطاه واياته مع كل الحب والتحية والاحترام والتقدير والشكر له على مقاله والشكر لمجلة البعد المفتوح واخص بالشكر الاستاذ نعيم رضولن قريب الدكتور داوود سليمان في الامارات . مهند الشريف
أخي مهند أحييك من القلب، داعياً المولى أن يحفظك وجميع أحبتك بحسن رعايته، ويوفقكم بحسن توفيقه. إن ما تتضمنه آيات القرآن العظيم من توجيهات وإرشادات علمية في كافة مجالات المعرفة الإنسانية، معين لا ينضب، وهذا المعين بحاجة لتضافر جهود الباحثين والمنفقين في سبيل رفعة أمة الإسلام على أسس قويمة لاستشراف أقوم المعارف الإنسانية لضمان سيادة سعادة بني البشر “إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم”.
الحق أقول: أنني عندما قرأت عنوان المقالة شرد ذهني، وند فكري،
وضربت أخماسا بأسداس، وما ذلك إلا خشية أن يتورط الدكتور ” داود” بما تورط به غيره من الدكاترة والأستاذة، من مزج للحق بالباطل..
ولكن الله سلم، حيث وجدنا الدكتور ” داود” على قدر من العلم والمعرفة والتواضع وتوخي الحق، وإعطاء كل ذي حق حقه..!
فالقرآن معجزة الله الخالدة، وإعجازه يكمن في لغته ونظمه وأسلوبه ومعانيه…
والسورة الواحدة تحتوي على كل ذلك، وما جاء في القرآن من لفتات علمية،أو فلكية، أو جغرافية ، أو في الطبيعة.. كل ذلك جاء على سبيل الدلالة والإرشاد وإثبات القدرة، فهم ذلك من فهمه وجهل ذلك من جهله..
أخي دكتور أحمد
احييك وأشكر لك نعليقك الرائع. وأوافقك الرأي. إن القرآن معجزة خالدة وما تضمنته آياته من لفتات علمية، هي عبارة عن حقائق مطلقة، قد جاءت دليل هداية للمؤمنين للعمل من أجل استطلاع ما توجه إليه وترشد به من معارف علمية، لعمارة الارض، وتحقيق معيشة سليمة لبني البشر على سطحها، هي بالقطع ليست للتباهي بكونها وردت في القرآن الكريم منذ ما يربو على ١٤٠٠ سنة.
أخي دكتور أحمد
احييك وأشكر لك نعليقك الرائع. وأوافقك الرأي. إن القرآن معجزة خالدة وما تضمنته آياته من لفتات علمية، هي عبارة عن حقائق مطلقة، قد جاءت دليل هداية للمؤمنين للعمل الجاد من أجل استطلاع ما توجه إليه وترشد به من معارف علمية، لعمارة الارض، وتحقيق معيشة سليمة لبني البشر على سطحها.