“الزعيمة” اسم يطلق على مركب خشبي مخصص لصيد نوع من الأسماك الصغيرة فقط وليس للتنقل والإبحار وهو اسم خاص لمدينة دبا الحصن، أما أهل مدينة خورفكان والمناطق المجاورة لها فكانوا يطلقون عليها اسم “العاملة”. تمتاز “الزعيمة” بأنها تكون بالقرب من الشاطئ، وتعتبر من أهم السفن في الساحل الشرقي للدولة، ويعتمد عليها كثير من السكان. تعتبر “الزعيمة” العمود الأساسي للحصول على الرزق ولقمة العيش، وتعتبر من أكبر مراكب الصيد في المنطقة في تلك الفترة.
وكان نواخذة هذه السفينة يهتمون كثيراً بصيانتها والمحافظة عليها،بحيث يقوم صاحب “الزعيمة” أو النوخذة بعمل صيانة لها بين الفترة والأخرى، أي في الفترة التي يقل أو يشح الصيد فيها أو عند ارتفاع موج البحر، ويعتبر النوخذة هو المسؤول الأول عن السفينة في حلها وترحالها، فهو سيد السفينة وفي مقام مالكها، إن لم يكن هو مالكها.
تستخدم “الزعيمة” في عملية “الضغوة البرية” فقط أي أنها مخصصة لصيد أنواع معينة من الأسماك مثل سمك (البرية والعومة) و “البرية” هو اسم محلي يطلق على سمك “الجاشع”، يتم البدء بصناعة “الزعيمة” بعد أن يختار النوخذة الصانع (أستاذ الخشب) الذي سيتولى صناعتها وذلك وفق خبرته، حيث يقدم النوخذة المواصفات المختلفة من بينها الحجم، وبعدها يتم الاتفاق على وقت تسليمها، وعلى الأجر اليومي المطلوب لكل من العمال.
تتميز “الزعيمة” بأنها قارب طويل ذو مجاذيف كثيرة قد يصل عددها إلى 50 مجذافُا في كل ناحية، بحيث يعتمد عدد المجاذيف على طول حجمها، وهي كثيرة مقارنة بقوارب الصيد الأخرى. يتكون المجذاف من قطع عديدة أهمها “الغادوف”، وهو اللوح الذي يضرب في جهة البحر، أما “الزبان” فهي الحطبة الذي يمسك بها البحار أي “القبضة” ويتم ربطهما ببعضهما بعضًا بوساطة حبل.
لا تحتوي “الزعيمة” على قطعة السكان التي تقودها، إنما على مجذاف خاص يتم التحكم به بقيادة النوخذة ، وقد يكون على جهة اليسار أو اليمين، وهذا يختلف عن جميع المجاذيف السابقة، بحيث يكون أطول حجماً من المجاذيف الأخرى، وغالباً مايكون حجمها من 40 ذراعًا إلى 50 ذراعًا وفق للقياسات المحلية المستخدمة قديماً، وتخرج “الزعيمة” إلى صيد “الضغوة” لمسافة تتراوح من نصف كيلو متر ، وقد تصل إلى كيلو متر واحد.
من الشروط والعرف المتعارف عليه بين صاحب “الزعيمة” والصانع (الأستاذ) أن يقوم صاحب “الزعيمة” بتوفير وجبات الطعام من فطور و غداء بشكل يومي للعاملين عليها طول فترة البناء من دون وجبة العشاء، وذلك لأن العاملين عليها يعملون حتى وقت العصر فقط، إضافة لتوفير القهوة والتمر، وبالنسبة لأوقات “الضغوة” فيكتفي النوخذة بتوفير القهوة والتمر فقط.
معلومات جميلة…شكرا لك أستاذة ريم