قصة عجيبة ورائعة رويت في مصادر عديدة سأنقلها لكم مع اختصارها قدر الإمكان، ولمن أراد الاستزادة فله أن يرجع مثلًا إلى كتاب “وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى للسمهودي رحمه الله تعالى”، ولن يندم من يحيط بتفاصيلها علمًا!
رُوي أن الملك الفذ العادل نور الدين زنكي رحمه الله تعالى ((511 – 569 هـ،1118 – 1174م )؛ رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام (وما أروعها من رؤيا)!! وكان الملك يشير إلى رجلين أشقرين ويقول: (أنجدني أنقذني من هذين)، فاستيقظ فزعًا من نومه، وتكررت له الرُؤيا في الليلة ذاتها ثلاث مرات، فقام وعرضها على وزيره جمال الدين الموصلي رحمه الله، فأشار عليه الوزير الصالح بشد الرحال إلى دار الحبيب!
وهناك طلب الوزير أهل المدينة كلهم أن يشخصوا إليه لينالوا شيئًا من أعطيات الملك، وفعلًا بدأوا في التوافد في حضور الملك، الذي كان صامتًا ويفتش عن الوجهين اللذين رآهما في الرؤيا. حضر كلُّ أهل المدينة ولكنه لم يجد ما يبحث عنه، فسأل عما إذا كان قد بقي أحد لم يأتِ، فأخبر عن رجلين مغربيين صالحيْن من أهل العبادة والصدقة، فأمر بإحضارهما فإذا هما من رآهما في الرؤيا! فسألهما: من أنتما؟ فقالا: من بلاد المغرب، جئنا حاجين ثم اخترنا مجاورة الرسول صلى الله عليه وسلم! فأمسكهما وذهبا إلى سكنهما القريب من الحجرة الشريفة، وبتفتيشه لم يجد شيئًا غريبًا، ولكنه وجد حصيرًا فرفعه فإذا أسفله سرداب محفور ينتهي إلى صوب الحجرة الشريفة! وتبين أنهما ليسا من المسلمين، وأن هدفهما سرقة جسد الحبيب صلى الله عليه وسلم.
ألتمس منك أيها القارئ الكريم أن تقرأ أحداث هذه القصة المثيرة جِدًا، ولكن أزعم أن الفكرة الرئيسة باتت واضحة لك.
الآن نعود إلى القرن الحادي والعشرين، وإلى يومنا هذا، وإلى الهدف الأساسي من كتابة هذه الأحرف! وحتى لا يشطح بك الفكر بعيدًا فلست أشك في أنك أيها القارئ الكريم تتفق معي في أن زنكي رحمه الله بالرغم من درجته الوظيفية العالية كان في النهاية موظفًا حكوميًا! سألت نفسي سؤالا: لماذا اختصه الله سبحانه وتعالى واختاره لذلك الحدث العظيم؟! وبدون تمطيط الحديث فأنا أرجح كفة الإخلاص! والذي أعتبره شفرة النجاح لكل عمل! وأحسب أن زنكي رحمه الله كان مخلصًا لله تعالى ولا أُزَكِّي على الله أحدا!
اتجهت إلى تطبيق “معجم المعاني الإلكتروني” لمعرفة معنى “أخلص” فوجدت التالي: أخلص في العمل : تفانى فيه، إخلاص :ترك الغش والرياء…إلخ.
أخي المدير أختي المديرة، أخي الموظف أختي الموظفة! في لحظة بينك وبين الله اسأل نفسك ذلك السؤال: هل أنا مخلص؟ هل أنا مخلصة؟ افتح خزانة القيم في قلبك وابحث عن منظومة الإخلاص من بينها، وانظر إن كانت مطبقة لديك أم أنها غير موجودة أو غير معروفة لديك! أو ماذا لو سألنا أنفسنا السؤال بشكل آخر، وأستأذنكم بتطبيقه على نفسي! لو كان (عادل) بسَمْتِه وسِماته الحالية في موضع السلطان نور الدين زنكي رحمه الله، هل سيختاره الله سبحانه وتعالى لإنقاذ الجسد الطاهر؟!
ضع اسمك بين “المعقوفين” وأرخِ العنان لخيالك!
أسئلة إضافية: هل سيختارني الله لإنقاذ مؤسستي من خطر عظيم؟ هل من الممكن أن أكون يومًا ما الموظف أو المدير الذي سينقذ وحدتي من كارثة مدمرة؟ هل أصلح أن أكون سببًا لعودة الأمور إلى موضعها الصحيح؟!
زر الذهاب إلى الأعلى
بوركت أخي الغالي عادل على المقال الجميل الأكثر من رائع معها قمت بتذكيرنا بالخوف من الله في العمل بالسر والعلن ونسأل الله العظيم أن نكون جنودًا مخلصين أوفياء لهذا الوطن المعطاء وولاة أمرنا وان
نؤدي الأمانة على أكمل وجه ونضع الله نصب أعيننا والله الموفق لكل خير، وأخيرًا شكرًا جزيلا أخي الحبيب ونسأل الله لك التوفيق والسداد وإلى مزيد من الإبداع والتميز.
رائع
(أخي المدير أختي المديرة، أخي الموظف أختي الموظفة!)…..دائما ياسيدي تفتح الستار ليدخل الشمس وينير حياتنا وتزيل الغشاوة عن أعيننا لنرى الحقيقة في أبهى صورها انت فذ في شحذ الهمم وعبقري في تسخير القصص للمطلوب فزدنا ولاتنقصنا وبارك الله فيك ونفعنا الله بك آمين