صُبْحٌ تَجَلَّى في سَمانا، واحْتَفَل
وَتَنَفَّسَ الصَّعْداء عِشْقاً، وابْتَهَلْ
واسْتَلْهَمَ القَوْلَ البَديعَ، فَنَبْضُهُ
زادَ المِدادَ عَن النَّفادِ، وَلَمْ يَزَلْ
مُتَمَكِّناً مِنْ حِرْفَةٍ في حَرْفِهِ
شَحَذَ اليَراعَ بِلا قُصورٍ أَوْ كَلَلْ
وَتساءَلَ الفِكْرُ النَّبيلُ لِبُرهَةٍ
هَلْ يا تُرى نَحيا بِلا رُوْحٍ، وَهَلْ؟
مِنْ عالِمٌ أَوْ مُبْدِعٌ في دارِنا
نالَ العُلا مِنْ غَيْرِ عِلْمٍ أَوْ عَمَلْ؟
الرُّوْحُ في أُمِّ الكِتابِ تَمَثَّلَتْ
لُغَةً زُلالاً لا يُخالِطُها زَلَلْ
لُغَةُ السَّلامِ وَكُلِّ قَلْبٍ نابِضٍ
بعُروبَةٍ وَأَصالَةٍ مُنْذُ الأَزَلْ
لُغَةٌ بِها آيُ الكِتابِ مُسَطَّرٌ
بِالحَقِّ مِنْ رَبِّ السَّمواتِ نَزَلْ
لُغَةٌ بِها رُوْحُ الحَياةِ وَنُوْرُها
نَحيا بِها أَمَلاً يُطِلُّ بِهِ أَمَلْ
هِيَ جَنَّةٌ، والظِّلُّ فيها وارِفٌ
بِهِ يَسْتَظِلُّ النّاسُ في رَوْضٍ خَضِلْ
هِيَ نَبْعُ خَيْرٍ يُسْتَغاثُ بِجُوْدِها
بَلْ مَنْهَلٌ فيهِ دواءٌ لِلْعِلَلْ
وَبِها تَجَلَّتْ حِكْمَةٌ عَرَبيَّةٌ
بِفَصاحَةِ التَّأْويلِ في خَطْبٍ جَلَلْ
وَحَروفُها بَحْرُ الكُنوزِ، وَإِنَّها
بِجَمالٍ سِحْرٍ تَسْتَضيْءُ بِها الجُمَلْ
أَنا لَسْتُ أَخشى أَنْ تَضيعَ، وَرَبِّنا
فاللهُ حافِظُها وَمَوْلانا الأَجَلْ
والضّادُ نِبْراسُ اللُّغاتُ، وَنُوْرُها
وَسُطوعُها بالحَقِّ يَوْماً ما أفَلْ