يا ساحل أبيَن هل ما زِلتَ تذكُرُني؟
منذ السّنينِ الّتي عِشْنا أماسيها
عند الغروبِ وقرصُ الشمسِ منحدرٌ
يكادُ يلمسُ أمواجاً وما فيها
وتغطُسُ الشمسُ في بطءٍ وفي خَجَلٍ
وباعتذارٍ لأنِّي لن ألاقيها
حتّى غدٍ حينما تأتي مُعذّبتي
فأسرع الخطوَ محموماً لأحميها
ممّن سيخْطفُها منّي على عجلٍ
ومن فؤادي ومن عيني سَيُخفيها
طوال ليلي وأحلامي وفي هَوَسي
أخالُني ضارعاً ما بين خُفِّيها
يا ساحلَ أبينَ كمْ شاهدتَ من قُبَلٍ
جادتْ بها غانياتُ القومِ تُهْديها
إلى شفاهٍ تكادُ تموتُ من عَطَشٍ
إلى الغرامِ فتُنقِذها وتَشفيها
فهلْ ستَهدي أماني القلبِ في عَجَلٍ
لأطبعَ الحُبّ والقبلاتِ في فيها
وهل ستأتي تهاني الحبّ تلحقُ بي
في جنّة العشق تسقيني وأسقيها
أم هل سأرسلُ منديلاً ومجمرةً
كي تمسحَ الدمعَ إن سالت مآقيها!
*شاعر وطبيب استشاري أعصاب
زر الذهاب إلى الأعلى