نظم بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة الثلاثاء 20 سبتمبر 2022 أمسية شارك فيها الدكتور وليد الصرّاف، من العراق، وأبو بكر الجنيد، من السودان، والدكتور عبدالله بيلا من بوركينا فاسو بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة وقدم لها الشاعر صهيب نبهان الذي عرّف بشعراء الأمسية بأسلوب شعري لافت مشيدًا بدور “بيت الشعر” في الاحتفاء بالتجارب ومواصلة العطاء الشعري.
تنوعت مضامين قصائد الشعراء في أمسية خفيفة الظل جذبت اهتمام، وتجاوب مع شعرائها الجمهور الدي غصت به ساحة البيت.
استهل الأمسية الشاعر وليد الصراف بقصيدة أهداها إلى “أم الربيعين” مدينته الموصل لامس فيها أوجاع الناس والحجر والتاريخ العريق للمدينة ومعاناتها مع الحرب قال فيها:
حَدْباءُ لا تَقْنطي إنّي أرى القَصَبا
لَمْ يُصبحِ النّاي لولا أنّه ثُقِبا
مازلتِ عبرَ دُخانِ الحربِ فاتنةً
ودجلةُ دَمْعةً في خَدّك انْسَكبا
تريقُ فضّتَها الأقمارُ فيكِ دُجىً
وتسكبُ الشمسُ في أسحاركِ الذّهَبا
والشَّمْسُ وَجْهُكِ إنْ أسْفَرْتِ لاحَ ضحىً
وإنْ وضعتِ حِجاباً فالضُحى احْتَجبا
و أشاد بدور الشارقة وببيت الشعر الذي يحتفي بالشعراء، والذي سبق له أن شارك في فعالياته ضمن الملتقى الشهري للشعر العربي “شعراء من العراق” جاء في قصيدته:
لبيتٍ هو الشِّعْر لايُكْترى
وليسَ يباعُ ولايُشْترى
لبيتٍ أقامَ عمودَ الخليلِ
وأوْرى الحداثةَ نارَ قِرى
إلى أن قال:
فمشرقةٌ لَمَعَتْ في السّماء
وشارقةٌ لَمَعَتْ في الثّرى
وما الشمس إلا سراب ضياء
إذا الليل أدركه أدبرا
وألقى الشاعر أبوبكر الجنيد مجموعة قصائد برزت فيها ذاتيته وبراعته في توظيف هذه الذاتية. قال في إحدى قصائده :
هِيَ راودتني
غلَّقت ..
أبواب أحزاني
وقالت:
هيتَ لكْ
هِيَ زيَّنتني
للألى..
قطَّعن أيديَهُنَّ
حينَ رَأينَني
أكبرنَني
وخرَجتُ مُمتلِئًا بِها
بشرًا/ ملكْ
هِيَ أوقدت ..
نارًا ..
وألقتني..
بِها
-يا قلبُ كُن أنت الخليلَ
-أ نارُ كوني…
جئتُ أقبسُ جُذوةً
شمسًا أضيءُ بِها الحلَكْ
نوديتُ:
ألقِ عصاكَ
ألقِ أساكَ
إنَّكَ في..
رِحابِ العِشقِ
في الوادي المقدَّس..
مُمتَلَكْ
ألقِ العصا
انبجست ..
ينابيعُ المسرَّة من.. صخور الهمِّ
كنتُ أجولُ مُنفرِدًا
بِوادٍ غير ذي زرعٍ
فزمزمَ ماءُ آمالي
وأفئدةٌ
من العشاق
تهفو..
كلُّهم سلكوا
إذِ الطُّوفان جاء
معي
على
متن السّكينة
فالنَّجاةُ لِمَن..
سلكْ
لو أنَّ نون الحُزنِ .. يلفِظُني
فأبلغَ مَجمعَ القلبينِ.. ألقاها
و ووجّه للشارقة قصيدة قال فيها:
هُنا يأتي المُحِبُّونَ الجَمالا
على ثِقَةٍ مِن المَوْلى تعالىٰ
هُنا .. حيثُ الجمالُ زَها ويزهو
بأفراحٍ تُناديني: تعالَ
بِأجملِ مَن رأيتُ كريمَ وجهٍ
سما وبِروعةِ الفحوىٰ.. تعالى
بِنُخبةِ يعرُبٍ وبِشمسِ عزٍّ
بِشارِقةٍ بِها المعنىٰ تَلالا
وقرأ مجموعة من القصائد منها قصيدة ذاتية قال فيها:
هِيَ أوقدت ..
ناراً ..
وألقتني..
بِها
يا قلبُ كُن أنت الخليلَ
يا نارُ كوني…
جئتُ أقبسُ جُذوةً
شمساً أضيءُ بِها الحلَكْ
واختتم القراءات الشاعر عبدالله بيلا الذي لامس موجودات المكان والطبيعة في توظيف شعري رمزي واعٍ وأنيق، مخاطباً الشرفات والأبواب والبيوت والنوافذ، ومما قال:
حدّثيني ولو بجلالِ السكوتِ الفصيحِ
عن البيتِ، والبابِ، والنافذة
وعن آخرِ الشّرفاتِ التي رشفتْها الغيومُ على مهَلٍ
في مقاهي السماءِ البعيدةِ
جادَت بها مطراً
يغسلُ العتباتِ القديمةَ في الروحِ
من صخبِ الذاكرة.أمسية يزهو بها الشعر في “بيت الشعر” بالشارقة
المتألقون: د. وليد الصراف وأبو بكر الجنيد و د. عبدالله بيلا ومقدمهم صهيب نبهان
نظم بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة الثلاثاء 20 سبتمبر 2022 أمسية شارك فيها الدكتور وليد الصرّاف، من العراق، وأبو بكر الجنيد، من السودان، والدكتور عبدالله بيلا من بوركينا فاسو بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة وقدم لها الشاعر صهيب نبهان الذي عرّف بشعراء الأمسية بأسلوب شعري لافت مشيدًا بدور “بيت الشعر” في الاحتفاء بالتجارب ومواصلة العطاء الشعري.
تنوعت مضامين قصائد الشعراء في أمسية خفيفة الظل جذبت اهتمام، وتجاوب مع شعرائها الجمهور الدي غصت به ساحة البيت.
استهل الأمسية الشاعر وليد الصراف بقصيدة أهداها إلى “أم الربيعين” مدينته الموصل لامس فيها أوجاع الناس والحجر والتاريخ العريق للمدينة ومعاناتها مع الحرب قال فيها:
حَدْباءُ لا تَقْنطي إنّي أرى القَصَبا
لَمْ يُصبحِ النّاي لولا أنّه ثُقِبا
مازلتِ عبرَ دُخانِ الحربِ فاتنةً
ودجلةُ دَمْعةً في خَدّك انْسَكبا
تريقُ فضّتَها الأقمارُ فيكِ دُجىً
وتسكبُ الشمسُ في أسحاركِ الذّهَبا
والشَّمْسُ وَجْهُكِ إنْ أسْفَرْتِ لاحَ ضحىً
وإنْ وضعتِ حِجاباً فالضُحى احْتَجبا
و أشاد بدور الشارقة وببيت الشعر الذي يحتفي بالشعراء، والذي سبق له أن شارك في فعالياته ضمن الملتقى الشهري للشعر العربي “شعراء من العراق” جاء في قصيدته:
لبيتٍ هو الشِّعْر لايُكْترى
وليسَ يباعُ ولايُشْترى
لبيتٍ أقامَ عمودَ الخليلِ
وأوْرى الحداثةَ نارَ قِرى
إلى أن قال:
فمشرقةٌ لَمَعَتْ في السّماء
وشارقةٌ لَمَعَتْ في الثّرى
وما الشمس إلا سراب ضياء
إذا الليل أدركه أدبرا
وألقى الشاعر أبوبكر الجنيد مجموعة قصائد برزت فيها ذاتيته وبراعته في توظيف هذه الذاتية. قال في إحدى قصائده :
هِيَ راودتني
غلَّقت ..
أبواب أحزاني
وقالت:
هيتَ لكْ
هِيَ زيَّنتني
للألى..
قطَّعن أيديَهُنَّ
حينَ رَأينَني
أكبرنَني
وخرَجتُ مُمتلِئًا بِها
بشرًا/ ملكْ
هِيَ أوقدت ..
نارًا ..
وألقتني..
بِها
-يا قلبُ كُن أنت الخليلَ
-أ نارُ كوني…
جئتُ أقبسُ جُذوةً
شمسًا أضيءُ بِها الحلَكْ
نوديتُ:
ألقِ عصاكَ
ألقِ أساكَ
إنَّكَ في..
رِحابِ العِشقِ
في الوادي المقدَّس..
مُمتَلَكْ
ألقِ العصا
انبجست ..
ينابيعُ المسرَّة من.. صخور الهمِّ
كنتُ أجولُ مُنفرِدًا
بِوادٍ غير ذي زرعٍ
فزمزمَ ماءُ آمالي
وأفئدةٌ
من العشاق
تهفو..
كلُّهم سلكوا
إذِ الطُّوفان جاء
معي
على
متن السّكينة
فالنَّجاةُ لِمَن..
سلكْ
لو أنَّ نون الحُزنِ .. يلفِظُني
فأبلغَ مَجمعَ القلبينِ.. ألقاها
و ووجّه للشارقة قصيدة قال فيها:
هُنا يأتي المُحِبُّونَ الجَمالا
على ثِقَةٍ مِن المَوْلى تعالىٰ
هُنا .. حيثُ الجمالُ زَها ويزهو
بأفراحٍ تُناديني: تعالَ
بِأجملِ مَن رأيتُ كريمَ وجهٍ
سما وبِروعةِ الفحوىٰ.. تعالى
بِنُخبةِ يعرُبٍ وبِشمسِ عزٍّ
بِشارِقةٍ بِها المعنىٰ تَلالا
وقرأ مجموعة من القصائد منها قصيدة ذاتية قال فيها:
هِيَ أوقدت ..
ناراً ..
وألقتني..
بِها
يا قلبُ كُن أنت الخليلَ
يا نارُ كوني…
جئتُ أقبسُ جُذوةً
شمساً أضيءُ بِها الحلَكْ
واختتم القراءات الشاعر عبدالله بيلا الذي لامس موجودات المكان والطبيعة في توظيف شعري رمزي واعٍ وأنيق، مخاطباً الشرفات والأبواب والبيوت والنوافذ، ومما قال:
حدّثيني ولو بجلالِ السكوتِ الفصيحِ
عن البيتِ، والبابِ، والنافذة
وعن آخرِ الشّرفاتِ التي رشفتْها الغيومُ على مهَلٍ
في مقاهي السماءِ البعيدةِ
جادَت بها مطراً
يغسلُ العتباتِ القديمةَ في الروحِ
من صخبِ الذاكرة.
وأنشد قصيدته التي أهداها إلى الشاعرة الأمريكية سيلڤيا بلاث، برزت فيها فكرة الموت بوضوح، وتجلّت مشاهدها الساخرة والمؤلمة في آن، ومما قال لها:
مرةً إثرَ أخرى يخاتلكِ الموتُ
تنمو فخاخُ القصائدِ فيكِ.. وتمتدُّ
تدنو إليكِ وتبعدُ
والموتُ منهمكٌ في تأمُّلِ طيفكِ
يشرُدُ في بسمةٍ سخِرَت من جراحِ خطاكِ
يفكرُ يا سيلڤيا
كيف تذبلُ روحُ الورودِ على مهلٍ
في صقيعِ احتضارِكِ
وفي ختام الأمسية كرَّم محمد عبدالله البريكي الشعراء ومقدّم الأمسية.
وأنشد قصيدته التي أهداها إلى الشاعرة الأمريكية سيلڤيا بلاث، برزت فيها فكرة الموت بوضوح، وتجلّت مشاهدها الساخرة والمؤلمة في آن، ومما قال لها:
مرةً إثرَ أخرى يخاتلكِ الموتُ
تنمو فخاخُ القصائدِ فيكِ.. وتمتدُّ
تدنو إليكِ وتبعدُ
والموتُ منهمكٌ في تأمُّلِ طيفكِ
يشرُدُ في بسمةٍ سخِرَت من جراحِ خطاكِ
يفكرُ يا سيلڤيا
كيف تذبلُ روحُ الورودِ على مهلٍ
في صقيعِ احتضارِكِ
وفي ختام الأمسية كرَّم محمد عبدالله البريكي الشعراء ومقدّم الأمسية.