أحيا الشاعران محمود الجيلي ومحمد الكامل في بيت الشعر في الشارقة الثلاثاء 27 سبتمبر 2022 أمسية مزجت بين جزالة اللغة وجمالية العبارة قدم لها الشاعر حسن أبو دية الذي شارك قي الأمسية ببعض شعره.
حضر الأمسية محمد القصير مدير الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة في الشارقة، ومحمد عبدالله البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة، واستهل الأمسية الشاعر محمود الجيلي بقصائد منها قصيدته الحبلى بالأسئلة والتأمل:
ماذا تُرى حلم الكفيف يكون ؟؟
هل طيف إحساس يطابق حدسه ..؟
أم صورة كذّابة و ظنون ؟
ماذا تكون حقيقة المعنى إذا
لمّا يكن في عمقها التكوين؟
ماذا ترى الإدراك ؟؟
درب واضح ؟؟
من بين آلاف الدروب يبين؟
من أنت ؟؟
يسأل خاطري
روح تهيمُ و سجن روحي طينُ ؟
ما الموت؟؟
هل سجن جديد ؟؟ أم خلاص دائم ؟؟
و الكل يبكي
دائن و مدينُ…
ما سرّ أيام الحياة ؟ و ما الحياة ؟؟
متاهة؟؟
لوح نقيٌ؟؟ خانه التدوين؟
ما الخوف ؟؟
ضد الأمن ؟؟
ما المجهول ؟
ما التفكير ؟؟
هل كان
إنسياباً للرؤى ؟؟
و العبقريُّ
أعقله مجنونُ؟
ما الحبّ؟؟ يا قلبي
و ما تفسيره
جمر مقيم ؟؟ جنة وأنينُ؟
ما الحبّ؟؟ يا هذا
أشوقٌ للأنا ؟؟
موجٌ يجود و بالمياه ضنين ؟؟
ما الكون و الأشياء في تعريفها
بل ما هو التعريف و المضمون
ضيق اللغات عن المعاني مربك ٌ
والمفرادات تهون حين تخون
ما الشيءُ من لا شيءَ
غير إجابة
لأوامر الرحمن
كن فيكون
وقي قصيدة غزلية يقول:
ماذا تُرى حلم الكفيف يكون ؟؟
هل طيف إحساس يطابق حدسه ..؟
أم صورة كذّابة و ظنون ؟
ماذا تكون حقيقة المعنى إذا
لمّا يكن في عمقها التكوين؟
ماذا ترى الإدراك ؟؟
درب واضح ؟؟
من بين آلاف الدروب يبين؟
من أنت ؟؟
يسأل خاطري
روح تهيمُ و سجن روحي طينُ ؟
ما الموت؟؟
هل سجن جديد ؟؟ أم خلاص دائم ؟؟
و الكل يبكي
دائن و مدينُ…
ما سرّ أيام الحياة ؟ و ما الحياة ؟؟
متاهة؟؟
لوح نقيٌ؟؟ خانه التدوين؟
ما الخوف ؟؟
ضد الأمن ؟؟
ما المجهول ؟
ما التفكير ؟؟
هل كان
إنسياباً للرؤى ؟؟
و العبقريُّ
أعقله مجنونُ؟
ما الحبّ؟؟ يا قلبي
و ما تفسيره
جمر مقيم ؟؟ جنة وأنينُ؟
ما الحبّ؟؟ يا هذا
أشوقٌ للأنا ؟؟
موجٌ يجود و بالمياه ضنين ؟؟
ما الكون و الأشياء في تعريفها
بل ما هو التعريف و المضمون
ضيق اللغات عن المعاني مربك ٌ
والمفرادات تهون حين تخون
ما الشيءُ من لا شيءَ
غير إجابة
لأوامر الرحمن
كن فيكون
وألقى الشاعر محمد الكامل مجموعة من قصائده المتسمة بقوة سبكها وشفافية شعريتها. يقول في قصيدته “غياب”:
مَنْثورةٌ كَدَمي على الأوراقِ
ذِكراكِ والأشعارُ في الأشواقِ
فوَّاحةٌ ريحُ الحنينِ وطالما
أبكى الحنينُ دَمَاً مِنَ الأحداقِ
فارَقْتِني والدَّمعُ منٍّيَّ قائلٌ:
في الحُبِّ لا منجى من الإحراقِ
في الحُبِّ مُنهزِمونَ دونَ هزيمةٍ
في الحُبِّ مُؤتَنِسونَ دونَ رِفاقِ
مُذْ غبتِ وَدَّعَتِ الحياةُ صفاءَها
والشَّمسُ لاتقوى على الإشراقِ
مُذْ غبتِ عُرسُ النَّاي أصبحَ مأتماً
مُذْ غبتِ بيعَ الحُزْنُ في الأسواقِ
مُذْ غِبتِ أرغبُ في عِناقِ حبيبةٍ
تقسو عليَّ ولا تريدُ عِناقي
مُذْ غبتِ لازَمني شعورٌ دائمٌ
بالغُبْنِ والأحزانِ والإخفاقِ
في كُلِّ ليلٍ إثرَ فقدِكِ دَعوةٌ
للهِ ..للرَّحمنِ.. للرَّزّاقِ
في كُلِّ يومٍ إثرَ فقدِكِ رَجفًةٌ
واللَّيلُ لا يحنو على المُشتاقِ
أصبحتُ ممسوسَ الجَنانٍ وإنَّما
أستشرفُ الأطيافَ في الآفاقِ
أمشي على فقدينِ: عطرِكِ والمُنى
أمشي بلا طرق ولا طراق
ويقول في قصيدة أخرى:
من جانب الطور العظيم النائي
جاءَت بمشيتِها على استحياءِ
دَخَلتْ حواساً غُلِّقتْ أبوابُها
وكذا يكونُ الفتحُ للحسناءِ
ببرودةِ الجلادِ كنتُ ضَحيَّةً
إذْ… تستبيحُ بحُسنِها أشيائي !
يا ثغرَها المطويَّ فاضَ عبيرُهُ
فإذا تفتَّحَ جالَ في الأرجاءِ
والحاجبانِ بصارمٍ من دونِهِ
رمشٌ تقلَّبَ مثلَ حرفِ الباءِ
والعينُ في الوجهِ الأنيقِ وديعةٌ
فيها الشِّفاءُ لسائرِ الأدواءِ
والشَّعرُ ليلٌ طائلٌ بسوادِهِ
وأنا سوادُ اللّيلِ من أهوائي
والوردُ في الخدَّينِ كيف أصوغُهُ؟!
بقصيدةٍ بعُدَت عن الإغواءِ
مِنْ باطنِ الكفِّ الأسيلِ تيمَّمتْ
بالسِّحرِ روحي أزهرت صحرائي
و ختم الأمسية مقدمها الشاعر حسن أبو دية بقصيدتين يقول في أولاهما مبحرا قي قلسقته عبر نظرته إلى الحياة :
هذا زمانيَ قد ألان قناتي
فغدوت أنسج في يديه مماتي
قد كنت أرنو للحياة صبابةً
أتخمت جوف الأرض بالكلمات
حتى رأيت الحلم يقرب خطوةً
فتراجعتْ بين الورى خطواتي
أضحت دروب العمر محض خرافة
وتبعثرتْ بين المدائن ذاتي
ويمضي في تظرته الفلسقية للحياة قائلا:
“شاعر”
و أكتب نصف أشعاري بألسنةٍ من اللهبِ
وأدفن في رماد العمر أغنيتي
أسابق بسمةً حمقى إلى حلمٍ..
فتسبقني
وتكتبُ في جفونِ الموج أنِّي عاشقٌ صبٌّ
عشقتُ النظرةَ الحيرى وتعشقني
وتعشق جمرة الأشواق في لغتي
و أحكيها لأرصفةٍ
أبوح بسرّ أسراري..
فَتَبْسُمُ لي كمجبولٍ على الثّلج .
لِيَ الآلامُ أطلقها ..
صهيلَ الخيل في الرملِ
أفولَ النجمِ في الصدر
يعودُ رمادَ أغنيةٍ..
و لم تبرق على شفتي.
ولا ناحت بها لُغتي ..
و وحدي كنت أمزجها بجمرٍ العشقِ والشوقِ ..
صباح الصبرِ يا أمي
وهل ما زلت حائكةً لي الأحلامَ ألبسها مع الفجر؟
وحاملةً لي البسمات سربالاً..
لأمحو عتمة الليلِ
وأطرد سطوة الغيلان من دربي
أقدّ الشمس أرغفة لمن جاعوا..
ومن تاهوا ..
ومن بالخيمة العزلاء قد نزلوا
وأمحو بعض مارسمت خطايانا على جدران عزلتنا..
وأبكي في سكونِ الصمت،
أيامي التي وئدت
وعمراً يحلب الأقلام آمالاً
ليسقيها لمن ظمئوا
صباح الصبر يا أمي..
دروب الشوك أعرفها، وتعرفني
وموج العشق ، أرصفةٌ، وجرذانٌ تحوك ثقوب أرديتي..
لي الآلام أدمنها..
ويبقى في المدى حلمي ..
وفي ختام الأمسية كرَّم محمد القصير يرافقه محمد عبدالله البريكي الشاعرين و مقدمهما الشاعر وسط تصفيق الحضور.