برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، اختتمت مساء الثلاثاء 27 سبتمبر 2022 في المركز الثقافي لمدينة كلباء، الدورة التاسعة من «مهرجان المسرحيات القصيرة» في حضور الشيخ هيثم بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب صاحب السمو الحاكم بكلباء، وضيوف المهرجان من المشاركين في الدورات العشر لملتقى الشارقة لأوائل المسرح العربي، وبعض أعلام المسرح والدراما التلفزيونية في الدولة، إضافة إلى جمهور واسع بينه حشد من الأدباء والفنانين والمثقفين.
بدأت وقائع الحفل الذي قدمته الإعلامية الإماراتية جواهر البلوشي بتقرير لجنة التحكيم، التي تكونت من الدكتور النعمان الهليلي (المغرب) رئيساً، وعضوية داليا همام (مصر)، ويوسف الهديب (الأردن)، ومحمد جمعة علي (الإمارات)، وإلياس رابحي (تونس).
وثمنت اللجنة في تقريرها تجربة المهرجان المكرس لاكتشاف وتقديم هواة المسرح، كما أشادت بالجهود التي بذلها المخرجون والممثلون، وباعتماد المهرجان على نصوص مسرحية «عالمية» تقدم باللغة العربية، ودعت اللجنة إلى تعميق الاشتغال على المرحلة الانتقالية من النص إلى العرض، والتركيز على السياقات التي توضح النص المختار لتحقيق فهم أفضل لدى المتلقي لبيان المعنى الأصلي للنص.
وبعد قراءة تقرير اللجنة المحكمة بوساطة رئيسها، دعي إلى المنصة الشيخ هيثم بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب صاحب السمو الحاكم في كلباء، وأحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح مدير المهرجان لتكريم الفائزين بجوائز الدورة التاسعة التي شهدت تقديم 14 عرضاً بواقع ثلاثة عروض يوميًا في الفترة 22 – 26 سبتمبر الجاري، وجاءت النتائج على النحو التالي: فاز عادل باخوص بجائزة «الجهد المسرحي المتميز»، التي تمنح لأكثر المشاركين في المهرجان مواظبة والتزاماً بحضور الورش التدريبية،
وفاز بجائزة التمثيل (وتمنح لثلاثة أسماء) كل من: فيصل موسى عن دوره في مسرحية «انتحار»، وراشد دحنون عن دوره في «دون كيشوت»، وشريف العجمي عن دوره في «الآنسة جوليا- جميلة»،
وذهبت جائزة أفضل ممثلة (وتمنح لثلاثة أسماء) إلى كل من: إيناس عزت عن دورها في مسرحية «صورة ماريا»، وخولة عبدالسلام عن دورها في مسرحية «انتحار»، ودينا بدر عن دورها في مسرحية «الآنسة جوليا- جميلة»، أما جائزة السينوغرافيا ففاز بها عرض «ديستوبيا» للمخرج عبدالله بوعبدالله، بينما نال جائزة أفضل إخراج يوسف المغني النقبي عن إخراجه عرض «فشل عرض مسرحي»، وفاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة عرض « انتحار» للمخرج طلال قمبر البلوشي ، وكانت جائزة أفضل عرض لمسرحية «الآنسة جوليا- جميلة» تأليف أوغست ستريندبرغ وإخراج دينا بدر.
وحفلت الدورة التاسعة من مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة بأربعة عشر عرضاً توبعت كلها بحلقات نقاشيَّة يوميَّة عبر الندوات التطبيقية، إضافة إلى ملتقى فكري ونسخة ثامنة من ملتقى الشارقة للبحث المسرحي، كما احتفت بالمسيرة الفنيَّة الثريَّة للفنان القدير خليفة التخلوفة بصفته شخصية المهرجان، واحتضنت احتفالية بمناسبة مرور عشر سنوات على ملتقى الشارقة لأوائل المسرح العربي، حيث حضر في المهرجان المشاركون في الدورات العشر السابقة للملتقى، وقد صار أغلبهم من المسرحيين الفاعلين البارزين في بلدانهم، أو في مغترباتهم، وشاركوا في مجمل فعاليات هذه النسخة من المهرجان، في لجنته التحكيمية وملتقاه الفكري، و ملتقاه للبحث العلمي، وندواته النقدية.
وكان اختتام برنامج عروض المهرجان اختتم مساء الاثنين 26 سبتمبر 2022 بتقديم ثلاث مسرحيات قصيرة هي: «ديستوبيا» للمخرج عبدالله بوعبدالله، و«صورة ماريا» للمخرجة أسيل زين العابدين، و«خطوبة» للمخرج فاخر أبو زهير، التي حققت تواصلًا كبيرًا بين الخشبة والجمهور بتفاهله مع العرض، بينما اتسم عرضا “ديستوبيا” و”صورة ماريا” برقي الفكرة وتفديمها عبر معالجة مسرحية للحضور ، وكان للعروض الثلاثة نصيب كم النقاش في الندوة التطبيقية تراوحت بين الإعجاب وتوجيه الانتقاد.
نبذة عن المهرجان
مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة، أسسته الشارقة ليكون ملتقى لهواة المسرح ومُختبراً لإعدادهم وصقلهم وتقديمهم إلى المشهد المسرحي، ومع كل دورة منه، يستضيف المهرجان الراغبين في المشاركة فيه، في دورة عناصر العرض المسرحي، وهي عبارة عن حلقة علمية يتعرف من خلالها المتقدمون للمشاركة في المهرجان، على أصول ومبادئ «أبو الفنون»، تحت إشراف أساتذة أكاديميين، ويتزودون بالأدوات والخبرات اللازمة لإنجاز عرض مسرحي، ومن ثَمَّ يتسابقون عبر منصة المهرجان لإظهار وإثبات مهاراتهم، وتحقيق ذواتهم.
وقد شهدت دورة عناصر العرض المسرحي إقبالاً كبيراً هذه السنة، إذ وصل عدد المتقدمين إلى ستين فرداً في إحدى الورشات الثلاث التي يضمها البرنامج، وقد أشرف عليها ثلاثة من أكاديميي المسرح الإماراتي، إذ أشرف على «ورشة التمثيل» الممثل إبراهيم سالم، وأشرف على ورشة السينوغرافيا مهندس الديكور وليد عمران، وأشرف على ورشة الإخراج المخرج حسن رجب.
وعلى مدى السنوات التسع الماضية، رسخ المهرجان حضوره وتقاليده، وضاعف عدد المتخرجين في مدرسته، كما جذب المزيد من المتفرجين من كل أنحاء الدولة. وبفضل ما يُقدَّم فيه من ورش تدريبية، وعروض مسرحية قصيرة، ورؤى فكرية ونقدية، وتكريمات، وقراءات لتجارب مسرحية محلية.. صار المهرجان رافداً مهماً للحركة المسرحية، وصورة مشعّة في المشهد الثقافي لمدينة كلباء، التي اختيرت لاحتضان هذا المهرجان لمكانتها العالية في ذاكرة البلاد الفنية، ودعماً للإمكانات الواعدة لهواة المسرح في المنطقة الشرقية.