لا ربَّ للكونِ إلا الواحدُ الأحدُ
عليه يتّكل الراجي ويعتمدُ
كلُّ الوجودِ له، والعالَمون لهُ
والدهرُ، والأزلُ المجهولُ، والأبدُ
له السماواتُ والأرضون قد بنيت
سبعاً، وسبعاً.. لأمرٍ ذلك العددُ
ويملك العرشَ، والكرسيَّ يملكُه،
وسدرةَ المُنتهى ما بعدها أمدُ
وجنةُ الخلدِ بعضٌ من ممالِكِه
للمؤمنين ومن قاموا ومن سجدوا
وأصلحوا وسبيلُ الخيرِ غايتُهم
في كلِّ مسعى لهم، في كلِّ ما قصدوا
وعمّروا الأرضَ في جدٍّ بلا كللٍ
وإنهم في متاعِ الأرضِ قد زهدوا
وفي جهنمَ مثوىً للطُغاةِ ومَن
قد أفسدوا في ربوعِ الكون أو فسدوا
فاللهُ عدلٌ وحقٌ ليس تعزبُ عن
سـجلِّـهِ ذرةٌ أو يـخـتبـي أحــدُ
لولا الرسالةُ والخلقُ الرفيعُ لما
سمتْ بنا الروحُ، بل أزرى بنا الجسدُ
وما اتبعنا سوى الشهواتِ تحكُمنا
كـأنمـا شـهـواتُ الـمـرءِ مـعتقـدُ
ولا عرفنا بأمرِ البعثِ يتبعُه
هولُ الحسابِ.. لدى ذكراهُ أرتعدُ
وآدمٌ كان بدءَ الأنبياءِ فما
هنـاك عـذرٌ لمـن لـم يأتِه الرَشَدُ
وفطرةٌ جبلَ اللهُ الأنامَ على
ا تباعِها فارتضاها من هم اقتصدوا
بعقلِنا وحده المحدودِ كيف لنا
أن ندركَ اللهَ وهو الواسعُ الصمدُ
بالنقلِ والعقلِ ندنو للضياءِ.. وفي
الأمرين خيرٌ لمن يسعى ويجتهدُ
بالنقلِ ندنو إذا ما اللهُ أورثنا
فهمـاً، وبالـعقـلِ قد ندنو ونبتـعـدُ
وبالعطاءِ وبالحبِّ العظيمِ نرى
ما لا نرى بعيونٍ عيبُها الرمـدُ
يا خالقَ الكونِ هبْ ألبابَنا قبساً
من نـورِ هديـكَ .. أنت النـورُ والمددُ
واغفرْ لنا نحنُ طينٌ لازبٌ نَزِقٌ
وأنتَ وحدكَ من يهدي الذين هُدوا
ما شاء الله….رائع جدا…
بارك الله فيكم
قصيدة بتعبير جدا راقٍ له السماواتُ والأرضون قد بنيت
سبعاً، وسبعاً..دايما يبدع د. شهاب في كتاباته……