مقالات

القمة الثقافية في أبوظبي.. اللغة العربية غائبة! خيَّة الحبسي      –      الإمارات

خية الحبسي

 

غابت اللغة العربية عن عرس القمة الثقافية أبوظبي ، وهيمنت اللغة الإنجليزية على جلسة الحوار.

هذا ما لاحظته عندما حضرت هذه القمة الثقافية التي عقدن من 23 إلى 25 أكتوبر2022.  لقد كنت أحث الخُطى لدخول منارة السعديات وشعوري لا يوصف من فرط فرحتي بهذا المحفل العظيم، وعندما صرتُ في بطن القاعة شدني الازدحام الغفير والجمع العظيم للأجناس واختلاف الجنسيات.

أحسست بالفخر وأنا أقف على أرض دولتي الحبيبة وسط هذا الكم من الضيوف والمثقفين ممن ضمت هذه القاعة.

توجهت إلى قاعة الحوار، حيث يوجد أهم الضيوف والمسؤولين والمؤثرين والصحفيين والإعلاميين والمصورين، وانا بشعور الحماسة والفرح. جلست على مقعدي وباشرت الاصغاء والتركيز كانت معالي نورة الكعبي وزيرة الثقافة والشباب تنمية المجتمع ، وهي المعروفة بنشاطها ووعيها ترحب بالضيوف بشكل رسمي أنيق ولائق من إماراتية بضيوف الدولة ، وكان هذا كله باللغة الإنجليزية.

وعندما أُدير الحوار كان كذلك باللغة الإنجليزية والحضور العربي في القاعة مناصفة تقريبًا مع الحضور الأجنبي.

جلست لمدة طويلة استمع للنقاش بالغة الإنجليزية، وما من متحدث باللغة العربية وكأني في غير بلدي، وكأنني أنا الغريبة وهذا ليس وطني!

أحسست بالغربة وأنا لا أجد هنا من عروبتي سوى الزي الوطني ،أما هويتي العربية المتمثلة بلغتي العربية فلم تكن مدعوة لهذا العرس الثقافي للأسف لهذا كنت في غربة رغم أنني على بُعد 25 كيلو مترًا من منزلي فقط!. وقلت في نفسي: لو كانت مثل هذه القمة في الصين لكان حديث الحفل كله بالصينية، ولو كان في إسبانيا لتحدثوا جميعًا بالإسبانية، ولو كان في فرنسا لتحدثوا الفرنسية وهكذا..

إذن لماذا لا نُدير مؤتمراتنا بالأخص الثقافية باللغة العربية؟ أليست اللغة العربية هوية وثقافة؟ وكيف تغيب صاحبة الدار- اللغة العربية- عن استقبال ضيوفها وكبف هذا التجاهل لمكانتها؟ وبأي حق تتصدر اللغة الإنجليزية المحفل الضخم مرحبة بالضيوف على أرض عربية ؟ .

هل أصبحت اللغات الأخرى تبهرنا و أصبح التباهي بإتقان تلك اللغات مدعاة للفخر؟ وهل أصبح صعبًا على أبناء اللغة العربية التحدث بها، وأصبحنا نُقصيها من بين الثقافات؟

ما بال العرب أصبحوا يتخلون عن جذورهم العربية ، ويعتنون باعتناق الثقافات الأخرى

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى