تحية حب وتقدير..تحية إجلال وإكبار وتنوير .. تحية وفاء وانتماء إلى مجلة “البعد المفتوح” في عيدها الأول..تلك المجلة الفتيَّةٌ في حساب الزمن وعمر السنين…”الشيخة” في ميزان الرصانة والفضل المبين.
ومضت المجلة مسرعةً في تحقيق أهدافها، منبعثة في تبيين آثارها، باعًا بعد باع ، غير مكترثة لما يشاع، وغير ملتفتة لما يذاع، فما يشاع وما يذاع تصويرٌ صحافة في مركب تائه في ثبج البحر تتقاذفه أمواج كالقلاع، وأن الواقع مَكَّنَ لعملٍ صحفيٍّ غير حرفي، فما كان إلا أن خبت نارُه، وتوارى أوارُه، واستقبِح جُواره فلما كثرت الوساوس، وسُمِعَتْ الهَساهِسَ، وتظاهرت الظنون، وتكلم المتكلمون، انبلج الصبح عن جوهر مكنون.. ! وكان لا بد من نهوض رجلٍ بألف رجل يتأهل لجمعِ الفنون؛ ويتأهب لتلك الشجون، رَجُلٌ مِعَنٌّ مِفَنٌّ، غايته في”البعد المفتوح” العمل بكل وضوح، على صقل الطبع، وسؤال الرَّبْعَ، وتثقيف الذوق، وتهذيب الرَّوْق، وإجادةُ السَّبْك، وحدِّ القريحة، فما الأدب إلا صياغة، وضرب من النسج، وجنس من التصوير.. وبعد ذلك احتضان للأقلام الفتية، وتعهد للثمار الزكية. أجل، هذه غاية “البعد المفتوح”.
سار الرجل واثقًا برسالته، مطمئناً لآلته، سار، وما يَصْدِفُه عن تحقيق غايته وعورة طريق، ولا ضلال خُلَّبٍ وبريق، فلم لا وأكثر كتابها والمشاركين فيها من الشعراء المبدعين، والكتاب البارعين، بريت أقلامهم من الكتابة…! ولله در القلقشندي حينما قال:”ربّ كاتب بليغ أصاب الغرض في كتابته فأغنى عن الكتائب، وأعمل القلم فكفاه إعمال البيض القواضب”. وقال أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيي التنوخي الطائي الملقب بالبحتري: لَتَفَنَّنتَ في الكِتابَةِ حَتّى عَطَّلَ الناسُ فَنَّ عَبدِ الحَميدِ
وقد جاءت المجلة –بحمد الله- على قَدَرٍ من حاجة القراء ، بعد طول تأنٍّ وانتظار وبناء، وقديمًا قالوا: ومن المركوز في الطبع أن الشيء إذا نيل بعد الطلب له أو الاشتياق إليه، ومعاناة الحنين نحوه، كان نَيله أحلَى، وبالمزِيَّة أولى، فكان موقعه من النفس أجلّ وألطف، وكانت به أضَنَّ وأَشْغَف، ولذلك ضُرب المثل لكل ما لَطُف موقعه ببرد الماء على الظمأ، كما قال: وهُنَّ يَنْبِذْنَ من قَوْلٍ يُصِبْنَ بِهِ مَوَاقِعَ الماءِ مِنْ ذِي الغُلَّةِ الصَّادِي، فكان شعار “المجلة” وصلُ القديم بالحديث، وربط الشرق بالغرب النبيثِ. بالأولى؛ تقام الأسس، لمن مادَ بناؤه، وهار جداره ، وتشيد الدَّرَج لمن صعب عليه رقيه واستحضاره! وبالثانية؛ توجد الحلقة المفقودة، فيتحقق الاطلاع على كل معقود ومعقودة.
و”البعد المفتوح” إذ تَعِد وتتعهد، وتكبر وتتمدد، فإن اعتمادها على الله، ثم على الأدباء النابهين، والكتاب المبدعين في الإمارات والبلاد العربية والمهجر .
ذلكم الرجل هو الصحافي المخضرم، الكاتب الشاعر الأستاذ “وائل الجشي” وهو من هو علماً وأدبا ولغة وثقافة، وخبرة في العمل الصحفي تقرب من نصف قرن، فقام بنفسه كأنه فريق عمل كامل، يستقبل العمل بنفس ملؤها العزم، وروح ملؤها الحزم، عزم الذي لا ينكل عن خطة ولا يقف دون غاية. قال المتنبي :
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
فوطد الرجل العزم على إنفاذ المهمة،وإنهاء الملمة، وتحقيق الغاية-وكانت المهمة شاقة-،فكان في تحقيقه آية، حيث استطاع بالعزم، وقدر من الحزم، وغير قليل من المثابرة والجد والجزم نثر مجلته بذورًا صغارًا، ثم تعهدها بالرعاية والعناية والسقاية كبارًا، وما زال مداوما على ذلك دون كَلل أو مَلل حتى رآها – بعد لأي- منصة جاذبة بقدر من الشغف للمبدعين والمتابعين .
وها هي اليوم تتيهُ بحسنها كأنها عروس في معرض جَلوتها، تطمح في اعتلاء عرش المجلات،كأنها حلم من الأحلام، أو فيض من الأنسام، أو لحن من الأنغام، توافت عليه أخيلة السعادة والوئام، عروس تزف إلى كتابها وقرائها الكرام.
مبارك للبعد المفتوح عيدها الأول، ومبارك لها أنك من كتابها
وفيك بارك أخي عبدالله، وشكر الله لك حسن ظنك بي
مبارك راجيين لهذه المجله دوام التطور والنجاح واتحافنا دائما بمقالات ومواضيع شيقة
كالتي يشاركنا بها الدكتور الزبيدي
بارك الله فيك أستاذنا الفاضل أبا محمد،”المهندس وائل” وأشكر لك اهتمامك البالغ بالمجلة، ومتابعتك الدقيقة لمقالاتها، وتعليقاتك الجميلة عليها..
مبارك للمجلة عيدها الاول
ومبارك لنا مشاركة كتاب مثلك دكتور احمد