تأتي هذه النسخة من #كأس_العالم_2022 استثنائية في توقيتها قبل انتهاء منتصف الموسم الكروي، وما لذلك من تداعيات فنية مؤثرة حول مدى جاهزية اللاعبين بدنياً وذهنياً، إضافة إلى الشكوك في القدرة على قياس وصول المنتخبات لأعلى منحنى للمستوى الجماعي، والذي تحدده درجة الانسجام والجاهزية في ظل ضيق وقت التجمع قبل انطلاق البطولة بأيام قليلة، ناهيك عن الضغوط ذات الطبيعة الخاصة خلف الكواليس المتعلقة بخشية الأندية الأوروبية من إصابة نجومها، التي قد تدمر حظوظها في المنافسات المحلية والقارية!
وبعيداً عن سياق التوقيت، فإن التاريخ والتجربة يقولان: مهما كانت قوة ومستوى المنتخبات الثمانية المهيمنة على اللقب، خلال مشوارها في التصفيات المؤهلة للمونديال، فهي ليست دليلًا قاطعًا أو مؤشرًا حاسمًا لحتمية ترشيحها للفوز بالكأس!
والأمثلة كثيرة على ذلك، ف #البرازيل التي صعدت لمونديال #كوريا_واليابان_2002 بشق الأنفس، كشرت عن أنيابها في البطولة واكتسحت الجميع في طريقها نحو النجمة الخامسة. و #الأرجنتين التي كانت المنتخب الأقوى على الكوكب في ذاك الوقت ومتصدر تصفيات أمريكا الجنوبية بفارق لافت 2002، خرجت من الباب الضيق للمونديال من الدور الأول!
و باستثناء فوز منتخب #إيطاليا «الغريب» بكأس العالم 1982 في إسبانيا، بقيادة المدرب الداهية إينزو #بيرزوت الذي راهن على باولو #روسي وأخرجه من السجن، ومن ثم فرض عليه جوليادور الكالتشيو، معاهدة اللقب مقابل الحرية. وبعد سيناريو هيتشكوكي عاد الأزوري إلى روما بالكأس الثالثة في تاريخه، وعاد روسي بحفنة من الألقاب الفردية (الأفضل بالمونديال والهداف، والكرة الذهبية أوروبياً وعالمياً في نفس العام، والأهم صك البراءة من قضية التلاعب في المراهنات!)
الشاهد من هذا الطرح..
أنه لو كان كأس العالم يُلعب بنظام الدوري العالمي لقلت لك قبل انطلاقه بأن #التانجو هو المنتخب المتوج 2002 على سبيل المثال، لما يمتلكه من عدد لا حصر له من المواهب في دكة البدلاء والتي تعد مفتاح الفوز ببطولة الدوري، الذي يتطلب النفس الطويل. أما في كأس العالم، فالبطل يولد داخل البطولة من رحم وسياق المنافسة في الدور التمهيدي ومن ملابسات مشواره في الأدوار الاقصائية ومستواه الفني ودوافعه خلال مدة شهر فقط من عمر الفريق!
وبعيدًا عن طريقة آل كابوني الإيطالية في خطف الألقاب، فإن بطل المونديال دائمًا ما يكون هو الفريق الأقوى والأجدر في العالم في حينه، على عكس بطولات الأمم القارية، وفي نسخة 2022 لا داعي لأي قدر من الارتياب أو الهواجس حول سرقة اللقب، ليس فقط لأن المونديال مؤمّن جيداً، ولكن لأن #الأزوري.. غائب!
