أخبار
فعالية مزدوجة تجمع النقد وإلقاء الشعر في اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات
اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في الشارقة يوم الأربعاء 7 ديسمبر 2022 فعالية مزدوجة قدمت لها الإعلامية علياء المنصوري و تضمنت فقرة نقدية قدم فيها الناقد الدكتور صالح هويدي ورقة نقدية بعنوان “القصيدة الإماراتية في المشهد الشعري العربي” متسائلاً إن كان في الإمكان أو تغطية هذا الموضوع في هذا الحيز المتاح، إذ يحتاج إلى ندوات ودراسات، وربط الموضوع بموروث المجتمع الإماراتي الشعري المعروف باسم “الشعر النبطي” الذي يعود إلى ما يقرب من سبعة قرون، وعرج على ظهور الشعر الكلاسيكي المعروف بشعر الشطرين الذي شهدت بداياته تأثره بالتعليم الديني والنزوع نحو المباشرة والوعظ حتى تطوره على أيدي عدد من الشعراء البارزين ولا سيما “جماعة الحيرة”، ثم أشار إلى الدور المهم للشاعر الدكتور أحمد المدني في الحراك الثقافي الإماراتي وما تحقق له من إفادة في دراسته ببغداد واتصاله بالسياب ونازك الملائكة والبريكان ونشره شعره وتفاعله مع الوسط، و سفره إلى بريطانيا بعد ذلك والحصول على شهادة الدكتوراه.
وقال د. صالح هويدي: لقد كان دور الشاعر المهم في أنه أشاع بعد عودته للإمارات ما سمي بالشعر الحر، وإصداره ثلاثة دواوين ومشاركته في الحوارات والندوات التي أتاحت لاحقاً للجيل التالي له من تحديث القصيدة الإماراتية وتطويرها منذ ثمانينيات القرن المنصرم، ليتوقف بالإشارة إلى عدد ممن كانت له بصمة شعرية كحبيب الصايغ وعبد العزيز جاسم وخلود المعلا وابراهيم الملا وسواهم، مؤكداً أن هؤلاء الشعراء الذين بدأت تجربتهم في التجلي منذ الثمانينيات، يقفون اليوم على قدم المساواة مع أقرانهم من شعراء الحداثة العرب.
وأعقبت الفقرة النقدية أمسية شعرية شارك فيها الشاعر د. أكرم جميل قنبس و الشاعر مظفر الحمادي والشاعرة نايلة الأحبابي.
استهل الأمسية الشاعر د. ألآكرم جميل قنبس ، مما ألقاه قصيدنه “سَيَكْتُبُ النَّهْرُ” وفيها يقول:
قالَتْ بَلَغْتَ رُبا الخَمْسينَ، قُلْتُ لَها: |
مازالَ قَلْبي إِلى عَيْنَيْكِ قيثاري |
شُقِّي فُؤادي، فَفيهِ أَلْفُ صادِحَةٍ |
إِلَيْكِ تَحمِلُ أَشْواقي وَأَخْباري |
لا، ما تَعِبْتُ مِنَ التّرحالِ في مُقَلٍ |
أَهْدابُها أَصْبَحَتْ مِيْلادَ أَفْكاري |
أَهْدابُ عَيْنَيْكِ مَرْساتي وَأَشْرِعَتي |
وَبَيْنَ جَفْنَيْكِ قَدْ أَدْمَنْتُ أَقْداري |
حَبيْبَتي، وَفُؤادي مايَزالُ فتى |
يَنْداحُ كالنَّهْرِ في تَيّارِهِ الجاري |
أَجْرَيْتُهُ ناصِعاً كالحُلْمِ، ما بَرِحَتْ |
أَطيافُهُ خِصْبَةً في كُلِّ مِضْمارِ |
النَّجْمُ أَصْبَحَ في التَّرحالِ يَعرِفُني |
والبَدْرُ واللَّيْلُ والعُشّاقُ سُمّاري |
أَنا الشّآمِيُّ قَدْ عَطَّرْتُ قافِيَتي |
بِالْياسَمينِ وَفي رَيْحانَةِ الدّارِ |
أَلْقَيْتُ فَوْقَ بِساطِ العُمْرِ ما جَمَعَتْ |
قَصائِدي مِنْ مُعاناتي وَأَسْفاري |
ما أَوْهَنَتْني رِياحُ الحُزْنِ إِنْ صَفَعَتْ |
وَجْهي، أَوِ استَلَبَتْ مِجْدافَ إِبْحاري |
إلى أن يقول: |
|
سَيَكْتُبُ النَّهْرُ عَنِّي والرَّبيعُ غَداً |
إِنْ مَرَّ فَوْقَ أَديْمِ الأَرْضِ تَيّاري |
خَمْسونَ عاماً، وَما ارتاحَتْ خُيولُ دَمي |
فَفي أَعِنَّتِها مِيْلادُ إِعصاري |
خَمْسونَ عاماً، لَقَدْ هَيَّأْتُها أَلَقاً |
حَتّى أَراكِ على دِيْباجِ أَشْعاري |