نسلط الضوء هنا على نوع خاص من “الحب العذري” كتبت له بعض الظروف في العصر الحديث الشيوع والانتشار ، و تميز بسمات وخصائص معينة ندرسها من خلال الرسائل المتبادلة بين المحبين، والذي يعنينا ابتداء في درسنا هذا هو سَبْرُ هذه العلاقات النبيلة ، المبرأة عن المصالح الأرضية، والمنزهة عن الشهوات الجسدية، حتى يقول القائل: ما زالت الدنيا بخير!
تمخض العصرُ الحديث عن نوعٍ جديدٍ من الرسائل الأدبية ؛ يمكن أن نطلق عليه – كما سماه الرافعي في كتابه “رسائلها ورسائله”
ولعل خير ما نبدأ به حكاية الأديب مصطفى صادق الرافعي مع “فلانة”، تلكم القصة التي لا يعرفها إلا المقربون من الرافعي وأهله وخاصته، القصة التي غيرت وبدلت في حياة الرافعي، و كان لها أكبر الأثر في حياته الأدبية والنفسية والفكرية. وحَسبُ تلكَ القصة أنها كانت”سِقْط الزند”، والشرارة المقدسة التي ألهبت زند الرافعي، وأضاءت قريحته، فاستمد منها ضياء غامرًا فجَّر لديه شرارة الحب فكان منه “فلسفة الحب والجمال”، و”رسائل الأحزان”، “والسحاب الأحمر”، “وأوراق الورد”، فأيكم أيها القراءلم يسمع عن “أوراق الورد”، وأيكم لم يقرأ السحاب الأحمر، وأيكم لم يشَم “أوراق الورد” التي زرعها الرافعي في قيعان نفسه، في تربة من الإحساس والشعور، فرواها من دمع العين، ودم القلب، ونبضات النفس، وخلجات الروح!
تلك الأوراق التي نثر الرافعيُّ عليها قطرات الندى، ممزوجة بنسيم الصبا، معطرةً بريا القرنفل ملفوفة بصور وخواطر منثورة في فلسفة الحب والجمال.
يقول الرافعي عن ذلك : “إنه جمع في أوراق الورد رسائلها ورسائله”. أما رسائله فنعم ولكن على باب من المجاز، وأما رسائلها فما أدري أين موضعها من الكتاب، إلا رسالة واحدة وجزازات من كتب ونتفاً من حديثها وحديثه..
بلى، إن في أوراق الورد طائفة من رسائله إليها، ولكنها رسائل لم تذهب إليها مع البريد، بل هي من الرسائل التي كان يناجيها بها في خلوته، ويتحدث بها إلى نفسه؛ أو يبعث بها إلى خيالها في غفوة المنى، ويترسل بها إلى طيفها في جلوة الأحلام إلا رسالتين أو ثلاثاً مما في “أوراق الورد”، فلما أتم تأليفها وعقد عقدتها، بعث بها إليها في كتاب مطبوع بعد سبع سنين من تاريخ الفراق.
ولكن، هل كل “أوراق الورد” من وحي (فلانة)، أو ليست كل رسائله في الكتاب إليها!؟ وأي منها لصاحبة “حديث القمر”، تلك التي عرفها في ربوة من لبنان منذ تسع عشرة سنة هما إذن اثنتان لا واحدة: تلك يستمد من لينها وسماحتها وذكرياتها السعيدة، معاني الحب التي تملأ النفس بأفراح الحياة، وهذه التي يستوحي منها معاني الكبرياء والصد والقطيعة وذكريات الحب الذي أشرق في خواطره بالشعر وأفعم قلبه بالألم، وروحه بالضيق! فما حقيقة الكتاب، وما كنهه وفحواه؟
يقول أحد النقاد:”من أراد “أوراق الورد” على أنه قصة حب في رسائل لم يجد شيئاً؛ ومن أراده رسائل وجوابها في معنى خاص لم يجد شيئاً؛ ومن أراده تسلية وإزجاء للفراغ لم يجد شيئاً؛ ومن أراده نموذجاً من الرسائل يحتذيه في رسائله إلى من يحب لم يجد شيئاً؛ ومن أراده قصة قلب ينبض بمعانيه على حاليه في الرضى والغضب، ويتحدث بأمانيه على حاليه في الحب والسلوان – وجد كل شيء.وثمة سؤال يطرح نفسه: من هي حبيبة مصطفى صادق الرافعي؟ أتكون الشاعرة “مي زيادة” تلك الساحرة اللعوب!؟ وغير خافٍ أن الرافعي عاشق ولهان في طابور كبير، وصف طويل، من واقفين على خِدْر مي اللعوب،ينتظرون الإذن في نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فـلقاء.
عاش الرافعي قصة حبه مي مع نفسه ولنفسه، بعدما أدرك مثل غيره من العاشقين أن مكانه كان في صالونها وليس في قلبها. أما سبب عدم حب مي له، فمن الصعب الجزم بذلك، ولكنني أستطيع أن أتكهن أنه فارق السن ، أو لعل قلبها كان لغيره من العاشقين، و ربما كانت تبادل جبران ذلك الحب العذري الذي كتبا فيه رسائل عدة.. “رسائلها ورسائله”.
اه يا دكتور الزبيدي أه من الحب عندما يتملك روح الانسان الشفاف فيتمنى ان لا تجرح اوراق الورد المرسلة إليها .الرافعي عاشق من طراز مجانين ليلى ولبنى وبثن لقد عاش لحبه مخلصا رغم المستحيل وفاض ادبا عذبا ورقيقا وشفافا ومات دون الوصول ليبكيه قراؤه .شكرا لك على هذه الاضاءة الجميلة على ادب الحب الرقيق القاتل من الاحزان.ايجاز جميل وواف ويفيض بالعاطفة والحب والاحترام .اجدت وابدعت مع الحب والتحية.مهند الشريف
مساؤك سعيد وعمرك مديد دكتورنا الفاضل
اعتقد ان قلبها كان مشغولا بحب جبران لذلك لم تبادله الحب واعتقادي جاء بناء على عدة مقالات ونشرات قرأتها تحدثت عن قصتهم 🙂
رسائلها ورسائله.. لقد أبنت يا دكتور زبيدي عن أسرار مخفية، وأظهرت أمورًا منسية، وكشفت جانبا مهما من جوانب هذا العبقري ” الرافعي” فمن منا معشر القراء كان يتصور أن يكون هذا الإمام اللغوي الأديب يمور بهذا الحب الذي كان يخفيه بين جوانحه! ومع ذلك أعجب لقدرتك التي مكنتك من ربط أول المقال بآخره، وتركتنا معشر القراء ننتظر الحلقة القادمة بفارغ الصبر لنرى ونسمع ونشهد حقيقة الرجل الذي تحبه تلك الفاتنة اللعوب- كما وصفتها!
فهل هو جبران أو رجلا غيره؟
ننتظر مقالك القادم ونقف على الحقيقة!!
اه يا دكتور الزبيدي أه من الحب عندما يتملك روح الانسان الشفاف فيتمنى ان لا تجرح اوراق الورد المرسلة إليها .الرافعي عاشق من طراز مجانين ليلى ولبنى وبثن لقد عاش لحبه مخلصا رغم المستحيل وفاض ادبا عذبا ورقيقا وشفافا ومات دون الوصول ليبكيه قراؤه .شكرا لك على هذه الاضاءة الجميلة على ادب الحب الرقيق القاتل من الاحزان.ايجاز جميل وواف ويفيض بالعاطفة والحب والاحترام .اجدت وابدعت مع الحب والتحية.مهند الشريف
مساؤك سعيد وعمرك مديد دكتورنا الفاضل
اعتقد ان قلبها كان مشغولا بحب جبران لذلك لم تبادله الحب واعتقادي جاء بناء على عدة مقالات ونشرات قرأتها تحدثت عن قصتهم 🙂
مساؤك أسعد أستاذة تهاني
في مقال مقبل ستعرفين ” محبوب” مي فلا تتعجلي
رسائلها ورسائله.. لقد أبنت يا دكتور زبيدي عن أسرار مخفية، وأظهرت أمورًا منسية، وكشفت جانبا مهما من جوانب هذا العبقري ” الرافعي” فمن منا معشر القراء كان يتصور أن يكون هذا الإمام اللغوي الأديب يمور بهذا الحب الذي كان يخفيه بين جوانحه! ومع ذلك أعجب لقدرتك التي مكنتك من ربط أول المقال بآخره، وتركتنا معشر القراء ننتظر الحلقة القادمة بفارغ الصبر لنرى ونسمع ونشهد حقيقة الرجل الذي تحبه تلك الفاتنة اللعوب- كما وصفتها!
فهل هو جبران أو رجلا غيره؟
ننتظر مقالك القادم ونقف على الحقيقة!!
رائعة جدا
مبدع كعادتك دكتورنا الحبيب
ينطلق الابداع دائما من الوله وعندما يكون الحبيب صعب المنال
هل كان ليبدع صاحبنا لو كان حبه مكتملا
رحم الله الرافعي، كان كبيرا في كل شيء؛ في حبه وأدبه وصمته وإعلانه..
ما أحوجنا وأحوج شبابنا لمثل هذا الحب الرفيع.
سلمت دكتورنا الغالي وفتح الله عليك
كنت وما زلت من محبي الرافعي غير أن حبه لمي جديد علي، فكل الشكر للدكتور الزبيدي والمجلة التي تحتضن هذه الأقلام النيرة.
مقال جميل جدًا يا دكتور أحمد كالعادة، سلمت يداك واناملك. ادعو الله ان يطيل بعمرك ويمدك بالصحة والعافية.
مقالٌ جميل وبصمةٌ واضحةٌ لا تحتاج إلى مظهرات لكاتبٍ أنتظرُ أن ينالَ ما يستحقه من تقدير، ولو كان الأمر بيدي لنشرتُ مقالكِ هذا على أوسع نطاق.