مدينة خورفكان (عروس الساحل الشرقي) احتضنت ختام فعاليات الدورة التاسعة عشرة من مهرجان الشارقة للشعر العربي، حيث شهد المجلس الأدبي فيها أمسية شعرية بحضور الأستاذ محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة المنسق العام للمهرجان، ومحمد عبدالله البريكي مدير بيت الشعر، وجمع من ضيوف المهرجان ومحبي الشعر.
وفي البداية ألقى الشاعر حازم مبروك “المنحاز للحبّ”، قصيدة تورق معانيها صورًا رائعة يقول: فيها:
لأنني لا أبيعُ الشكَّ بالحُجَجِ
سلكتُ في الحبِّ دربًا غيرَ ذي عِوَجِ
وما تلَفَّتُّ في أيِّ الجهاتِ صدًى
فكلُّهُمْ أَوْقَدُوا للعشقِ مِنْ سُرُجي
وحازم مبروك شاعر وناقد وإعلامي حاصل على الماجستير والدكتوراه من كلية اللغة العربية – جامعة الأزهر- قسم اللغويات. له العديد من الدراسات اللغوية والأدبية، صدرت للشاعر مجموعة شعرية بعنوان ” لا دينَ إلا الحب”.
وأنشدت الشاعرة خديجة السعيدي قصائد حلقت بها في سماء الإبداع ووجهت تحية شعرية إلى الشارقة:
وأتيتُها من عنفوان الأرض بي
صمتُ الجلالةِ والكنايةُ ناطقهْ
والشعر يسألني بملءِ مجازه
“ما الساعةُ الآنَ؟” احتضنتُ دقائقَه
قلت: “الرّؤى لغةٌ وقلبي طفلها
ويدقُّ حبًّا في تمام الشارقة”
و خديجة السعيدي شاعرة وكاتبة من مدينة فاس المغربية، حاصلة على الإجازة في اللغة العربية، وشهادة الدراسات العليا المعمقة في الأدب العربي من جامعة محمد الأول في مدينة “وجدة”. لها إصدارات شعرية منها مجموعة شعرية “شهقتان”، وكتاب نقدي بعنوان “المرأة الرمز في شعر أحمد مفدي”.
على عتبة الماضي
و مما ألقاه الشاعر سعود اليوسف
قصيدة يسترجع فيها الماضي مجسدًا رؤاه وفيها يقول:
من جوادي ما لي سوى الكبواتِ
ومنَ الدّربِ ليس غيرُ الشّتاتِ
غيرَ ظِلّي لم أَلْقَ لي من رفيقٍ
وبِظِلّي تعثّرتْ خطواتي
وتخلّى حتى ظلاليَ عنَي
يا لَظِلٍّ لم يحتملْ عَثَراتي
ضاربٌ في خرائطِ التّيهِ ماضٍ
ما امتطى غيرَ صهوةِ الخيباتِ
وسعود اليوسف شاعر وناقد حاصل على الدكتوراه في الأدب والنقد، شارك في عدد من الأمسيات الشعرية والبرامج الإذاعية والتلفزيونية الأدبية المحلية والدولية، له من الإصدارات الشعرية والنقدية المجموعة الشعرية “صوت برائحة الطين” ودراسة نقدية بعنوان” عروق الذهب”.
آهات السنين
الشاعرة ناهدة شبيب تعكس بلغتها الشعرية آهات السنين وتبدع في تصوير مشاعرها.. تقول:
ألا يا طير بلّغ لو سلاما
تجودُ بهِ عليَّ ببعضِ فضلِ
لعلَّ السّقم يشفى والليالي
تطرُّز جَفْنَها الدّامي بكُحْلِ
وناهدة شبيب مواليد مدينة حماة، تعمل في سلك التعليم، كما شغلت مناصب إدارية متعددة. وهي كذلك عضو رابطة الأدب الحديث وعضو مجلس استشاري في وزارة الثقافة في دمشق. صدرت لها مجموعات شعرية منها ” نحيب الضوء”.
و عصام البخيت حاصل على بكالوريوس المحاسبة من كلية التجارة – جامعة النيلين شارك في فعاليات أدبية في السودان والمملكة العربية السعودية.
واعتلى المنبر الشاعر حسن قطوسة فأنشد قصائد تترجم معاناة المواطن الفلسطيني. يقول: في إحدى قصائده :
وقفتُ وبي من التاريخ نهرٌ
يفيض بهدأةٍ والروح تغلي
وأيقظتُ الحصى وصغارَ بيتي
ومن تاهوا بأرض الله قبلي
أحاول رجعةً فأحثُّ شمسي
لتوغلَ في الصباح بثوبِ حقلي
و حسن قطوسة حاصل على ماجستير اللغة العربية وآدابها من جامعة القدس، وهو يعمل مدرساً للغة العربية للمرحلة الثانوية في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، كما حصل على جوائز في مسابقات شعرية متعددة.
وكان ختام الأمسية بقراءات خالد بودريف الذي نقل للحضور مشاعر الوحدة الغربة في حياة تتململ في الغياب. يقول:
تُؤَكِّدُ الأَرْضُ لي أنّي هُنَا وَحْدِي
وَأَنَّ مَنْ هُمْ مَعِي لَمْ يَعْرِفُوا قَصْدِي
أنَا الغَرِيبُ وَسِرُّ الوَقْتِ في بَدَني
وَالوَقْتُ يَرْكُضُ مَصْلُوبًا عَلى الجِلْدِ
كَتَبْتُ أَلْفَ طَريقٍ فَوْقَ خَارِطَتي
حَتَّى امْتَلأْتُ بِهَا في غَمْرَةِ العَدِّ
و خالد بودريف شارك في الكثير من البرامج التلفزيونية والإذاعية والمسابقات الدولية، وحاز جوائز أدبية، كما صدرت له مجموعات شعرية منها “سادن الرمل”.
وفي الختام كرًم الأستاذ محمد إبراهيم القصير الشعراء المشاركين في الأمسية والإعلاميين وضيوف المهرجان.
شكرا جزيلا لهذه التغطية الوافيه شكرا لأنكم كنتم معنا وكنتم منا وكنا منكم شكرا لشارقة الثقافة التي أعادت للقصيدة عرشها ولسلطانها وارضها وشعبها المضياف
الشاعرة
ناهدة شبيب