
وائل الجشي
هتفَتْ ومنطقها لو ان الصخر يسمعه لرقا
والخد تعلوه الورود وعينها للورد مسقى
إني قرأت دموعها وسمعت للنظرات نطقا
جاءت معاتبةً وفي نبراتها آنست صدقا
قالت: أطلت الصمت إني قد سئمت الصمت طوقا
إني عهدتك في البيان تجيد تصريفاً ونسقا
وإذا تسابقت الظباء فظبي شعرك نال سبقا
داخلت نفسك لم أجد من نفسك الغراء أنقى
الناس كل همه في نفسه يسعى فيلقى
لكن همك أن تذوب وفي سبيل سواك تشقى
أكبر بقلب مثل قلبك دافق حباً ورفقا
أحببت حتى إن نفسك لا ترى في الكون حنقا
هل يدرك الناس المحبة والمعاني الشم حقا؟
**
لفحت مقالتها الفؤاد وداخلت في العمق عمقا
وتنهدت تنهيدة الملهوف والأجفان غرقى
قالت ملاطفةً ورجع حديثها في النفس يبقى:
وجب الجَنان تحرقاً لعناق شاعره وشوقا
ليذب جليد الصمت ولتدفق سيول الشعر دفقا
لتعانق الدنيا وليداً مشرق القسمات طلقا
يروي النفوس الصاديات ويمنح الأجلاف ذوقا
نفسي إلى نبع الأصالة في صحارى الزيف توقى
لن يطمس الزيف الحقيقة أو يحيلَ الغربَ شرقا
والشوك إن يسرق حرير الياسمينة أو أرقّا
سيظل عطر الياسمينة يعبق الأنفاس عبقا
زر الذهاب إلى الأعلى