احتفاء بتجارب وليد سيف وإبراهيم بوطالب وأندريه ميكيل
الشارقة – “البعد المفتوح”:
صدر العدد 78 لشهر أبريل 2023م من مجلة “الشارقة الثقافية” عن دائرة الثقافة في الشارقة. جاءت افتتاحية العدد “الإبداع العربي وسرّ التجدد والابتكار”، مشيرة إلى أنّ الإبداع العربي أفرد أجنحته على العالم، وانتشر في كل أصقاع الأرض مؤثراً ومتأثراً، واكتسب تجارب مميزة بسبب الانفتاح الحضاري والتواصل الثقافي، وأثبت حضوره شعراً ونثراً وقصة ورواية وترجمة، فضلاً عن الفنون التشكيلية والسينما، وأكدت أـنه يشهد اليوم دعماً كبيراً ورعاية شاملة، حيث تم تخصيص جوائز مهمة له مادياً ومعنوياً، ما أدى إلى دعم المبدعين وأفكارهم ورؤاهم، واكتشاف المواهب الشابة، ومن هنا نقرأ هذا العدد الكبير من الأسماء، التي تشتغل في حقول الكتابة والفن والإبداع، وهي منتجة وذات طموح وفاعلة ضمن الإمكانيات المتاحة.
مدير التحرير نواف يونس في مقالته “خواطر مسرحية.. تحققت على أرض الواقع” يستحضر تجربة له عاشها في بدايات سبعينيات القرن الفائت في جامعة الجزائر حول المسرح والثقافة المسرحية وأهميتها للإنسان في مسيرته الحياتية، معتبراً أن الفعل المسرحي منح التلاميذ جرعة من الثقافة العامة عبر فكرة المسرحية، التي قدموها بأنفسهم، إلى جانب المتعة التي حصلوا عليها من أدائهم العمل المسرحي أولاً، والثناء الذي لاقوه من أولياء الأمور، والهيئة التدريسية وزملائهم في المدرسة ثانياً، فقد تحفزت طاقاتهم المعنوية والفكرية من خلال ثقافة مسرحية جادة داعبت أفق خيال هؤلاء الطلبة.
ويضيف: “إن ما دعونا إليه قد تحقق على أرض الواقع، وتحول الحلم إلى حقيقة، وأصبح المسرح مادة دراسية في المنهج الدراسي في دولة الإمارات العربية المتحدة بهدف أسمى وأجمل من إعداد وتخريج كوادر من الممثلين والمخرجين والفنيين المسرحيين وحسب، بل بناء جيل من الشباب، يحمل ثقافة مغايرة ومواكبة للعصر”.
وفي تفاصيل عدد إبريل يستعرض يقظان مصطفى اكتشافات البيروني في الرياضيات والجغرافيا والفلك، ويؤكد خوسيه ميغيل بويرتا أن الاستعراب الإسباني غدا يتيماً بعد رحيل المستعرب المرموق (بيدرو مارتينيث مونتافيث) الذي كرس حياته لنقل الإبداع العربي المعاصر، فيما يبحث نبيل سليمان في تاريخ مدينة حلب، التي تعرضت إلى الكثير من الزلالزل المدمرة، ولكنها كانت تعود أبهى وأقوى وأجمل مما كانت، أما محمد وحيد فريد، فيزور مدينة “مطماطة” التونسية التي تعد أرض السعادة والرفاهية وبيوتها محفورة تحت الأرض.
في باب “أدب وأدباء” ملتقى الشارقة يكرم نخبة من الأدباء الأردنيين، ميخائيل نعيمة دعا إلى أدب جديد باستخدام العقل المتفتح بقلم سمير أحمد شريف، أندريه ميكيل.. سفير الحضارة العربية في الغرب بقلم عبدالله بن محمد، إبراهيم بوطالب عميد المؤرخين المغاربة بقلم محمد العساوي، الأدب الإفريقي.. هوية إنسانية لها خصوصيتها بقلم العربي لعرج، كذلك يتضمن هذا الباب حواراً مع الشاعر محمد الشحات، الذي أكد أن الشعر هو الابن البار للغة العربية، وقد حاوره الحسام محيي الدين، كما يتضمن العدد حواراً مع المترجم رفعت عطفة قبيل رحيله رأى فيه أنه لا مقارنة بين أدب وآخر، و حاوره سامر أنور الشمالي، فيما يتناول د. أحمد عبدالرازق رائد حركة التنوير في الجزائر عبدالحميد بن باديس، الذي أسهم في تأسيس “جمعية العلماء”، ويكتب عزت عمر عن تجربة ناظم مهنا القصصية، حيث التخيل وبلاغة السرد، ويطل عبدالعليم حريص على تجربة سعد عبدالرحمن الأدبية المتفردة، وفيها شغف بالتراث ومواكبة التجديد، ويتوقف مفيد خنسة عند الشاعرة فاطمة كريم، التي ترسم ملامح قصيدتها الحالمة من “نهرها الصاعد” إلى “تراتيل الأنا”، ويحاور عذاب الركابي الكاتبة ضحى عاصي، التي تعتبر أن الرواية لحظة اكتشاف الأسئلة، ويلتقي محمد إدريس الشاعرة آلاء القطراوي التي ترى أن الأصالة هي جذوة الشعر والحداثة نورها، ويقرأ محمد إسماعيل سيرة الشاعر جابر خير بك، الذي راهن على شباب الشعر المتجدد وأجياله، وتحتفي د. أميمة أحمد بمسيرة المناضلة جميلة بوحيرد، التي أصبحت رمزاً إنسانياً وشعلة نور تضيء درب وأحلام الشباب في الوطن الكبير، ويحاور أحمد اللاوندي الروائي شاكر نوري الذي تستهويه حالات الاغتراب في بعدها الإنساني، كذلك يحاور هشام أزكيض الناقدة يمنى العيد التي تسعى إلى تحرير النقد من النمذجة، ويقدم محمد زين العابدين إطلالة على الجانب الخفي في حياة العظماء والمشاهير، ويتناول محمد محمد مستجاب العالم المترجم الشاعر أحمد مستجير الذي قدم صياغة رياضية لعروض الشعر العربي.
ونقرأ في باب (فن. وتر. ريشة)؛ الموضوعات الآتية: ماوراء التصوير والبحث في لوحات محسن أبوالعزم الفنية بقلم أحمد مصطفى حسين، أحمد الشرقاوي من أبرز رواد التشكيل المغربي المعاصر بقلم أديب مخزوم، وليد سيف من أهم كتاب الدراما العربية بقلم حسن بن محمد، تحت شعار “أصوات الأسلاف” مهرجان مراكش الدولي للحكاية بقلم ياسين عدنان، مسرحية (سيدتي الجميلة) وحضور متوهج بقلم د. وفاء كمالو، نصوص السيد حافظ المسرحية بين التجريب والكوميديا السوداء بقلم محسن العزب، عزيز علي.. رحلة المونولوج العراقي وصوت الماضي الجميل بقلم انتصار الجنابي،
“يومان وليلة” فيلم ينتصر للإنسان بقلم أسامة عسل.
من جهة ثانية؛ تضمّن العدد مجموعة من المقالات، وهي: الجغرافيا.. وصناعة التاريخ بقلم د. محمد صابر عرب، فوزي المعلوف.. ومدرسة شعراء المهجر بقلم ذكاء ماردلي، غناء النساء شعراً بقلم عبدالواحد لؤلؤة، الشعر العربي بين الأصالة والتجديد بقلم إبراهيم كامل ديوب، علماء عرب ومسلمون أثروا الحياة الثقافية والعلمية منذ العصور الوسطى بقلم د. نادية هشام عدلي، سعيد يقطين.. الباحث عن سرد الحياة بقلم عزيز العرباوي، الأدب.. ذاكرة الشعوب– بقلم منال محمد يوسف، تألق الحياة ونظامها في إيقاع الشعر– بقلم د. سعد التميمي، رفعت عطفة غادر متدثراً بحب الجميع– بقلم بدران المخلف، التطور الثقافي بين الإدراك والتكيف المجتمعي– بقلم سناء الحافي، فن قنص اللحظات– بقلم نصر الدين شردال، تنوع أشكال السيرة الذاتية في تراثنا العربي بقلم محمد فؤاد علي، إشكالية “نقد النقد” في العملية الإبداعية بقلم مصطفى القزاز، قراءة في رواية “أقفاص فارغة” لفاطمة قنديل– بقلم اعتدال عثمان، كانوا هنا.. ورحلوا– بقلم أنيسة عبود، دلالة الرقم وتأويلاته في نصوص طالب عبدالعزيز– بقلم د. حاتم الصكر، أحمد بوكماخ.. أديباً ومترجماً– بقلم محمد بوزيدان، صراع الأنساق الثقافية في رواية حمدي أبوجليل “يدي الحجرية” بقلم د. هويدا صالح، الأكاديمية بين كثافة التشكيل والاختزال– بقلم نجوى المغربي، لوحات عبدالمحسن خانجي تشحننا بالأمل لنعيش بقلم أنور محمد، “لقمانيات” صحفية رائدة بقلم رعد أمان، توظيف المعرفة في الدراما والسينما العربية بقلم ميثم الخزرجي، فن الإلقاء– بقلم الأمير كمال فرج، شيخة المطيري وألق الشعر بقلم محمد حسين طلبي.
وفي باب “تحت دائرة الضوء” قراءات وإصدارات: شعرية القصيدة الجاهلية بقلم أبرار الآغا، خطاب اليافعين وتجسيد صراع الأجيال في قصة “خيط فاصل رفيع جداً” بقلم مصطفى غنايم، “أبجدية الإبداع” كتاب يرصد مشروع الشارقة الثقافي بقلم إيمان محمد أحمد، رؤية نقدية في أدب منير عتيبة- بقلم زمزم السيد، “ولم تأت سلمى” مجموعة قصصية للقاص حسام نور الدين– انتصار عباس، البنى الدرامية في مسرح إبراهيم الحسيني بقلم سعاد سعيد نوع، محمد علي باشا توفيق والرحلة الشامية بقلم ناديا عمر.
ويحتوي العدد على مجموعة من القصص القصيرة، والترجمات لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب، وهي: شماء الرحيلي “الرسالة” قصة، قصة “الرسالة” سؤال عن الهوية أم تجاهل معرفي؟! نقد بقلم عدنان كزارة، علي حسن “عابر حياة” قصة قصيرة، الطيب طهوري “أحزان ربيعية” قصة قصيرة، سلمى الغزاوي “ظل” قصة مترجمة، إضافة إلى “تراثيات” عبدالرزاق إسماعيل، و”أدبيات” فواز الشعار، التي تضمنت جماليات اللغة وفقه اللغة.
زر الذهاب إلى الأعلى