قال الله تعالي في كتابه الكريم : “ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير” (سورة الحجرات الآية 13)
أساس وقاعدة قرآنية وربانية أرسلت إلينا لنتدبر ولنعلم أن أساس وأدب التفاعل بين البشروالتفاضل العمل الصالح واتقاء الله، والمقصود بتقوى الله التعامل الجيد والاحترام مع الآخرين فالتفاعل والتعامل بين الأفراد وبعضهم بعضًا من خلال الشؤون الحياتية لأمر حتمي وضروري لا بديل عنه ولا فرار منه، وأشكال التفاعل متعددة تبدأ من التفاعل بين أفراد الأسرة الواحدة، ثم بين الأسر المتعددة داخل حي أو تفاعل بين مجموعة من العاملين داخل مؤسسة أو قطاع حكوميًا كان أم خاصًا فنيًا أم تعليميًا وعلى مختلف القطاعات والمؤسسات داخل الخلية المجتمعية.
ولضمان تماسك أفراد هذا الكيان من خلال الحركة الدائبة والتفاعل النشط والضمان على قدر من الإنتاج والاتقان وللتمكين من أداء الأدوار كما يجب وكما يحقق التطور والتقدم الذي يسعى إليه هؤلاء الأفراد لا بد أن يكون مجموعة من القواعد والأسس الواضحة، التي تنظم هذا التفاعل بشكل يحقق الراحة والطمانينة ثم القدرة على الإنتاج الجيد، ومنه تحقيق النجاح للجميع والأساس الأول أو القاعدة الأولى هي احترام التخصص لكل فرد داخل تلك الخلية، فاحترام دور الزوج الذي بالطبع يختلف عن دور الزوجة سوف يثري الأسرة ويقوي أركانها، فتلمع في المجتمع سوية الأركان واضحة الأدوار وعلى سبيل المثال أيضًا.
احترام طبيعة عمل مدير العمل، والذي يختلف بالتأكيدعن الموظفين الذين يختلفون في ما بينهم بشخصياتهم وتخصصاتهم، لذا من المهم أن يعلم العاملون أن اختلاف الأدوار يكسب التنوع الذي يزيد من خصوبة تربة العمل، فينتج ويحصد عمل قوي متقن وأن طلب المساعدة من الأطراف الأخرى المتخصصة في جزء آخر من العمل لايقلل من كيان هذا الفرد، الذي طلب المساعدة بل يقلل من نسبة الأخطاء ويزيد من فرص النجاحات والتقدم والتطور في المنظومة بشكل عام.
القاعدة الثانية للنجاح هي التعامل بنزاهة ورقي بين الأعضاء، وخاصة في مؤسسات العمل فيجب أن يكون العمل بعيدًا كل البعد عن المجاملات والصداقات، بل يجب أن يتبع من لهم الكفاءات والقدرات الحقيقة، وأن يبعد عن التربص وإلحاق الضرر بالآخرين، فأساس العلاقات اللطف والود والتراحم.