د. محمد الأمين السملالي و نصر بدوان و د. أحمد أممد و د. عمر عبدالعزيز
الشارقة – “البعد المفتوح”:
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة الخميس 15 يونيو 2023 جلسة فكرية بحضور د. عمر عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة النادي والأديب محمد ولد سالم رئيس اللجنة الثقافية في النادي بعنوان “مفهوم النظر المقاصدي وآلياته” وإدارة الأديب نصر بدوان الذي مهد للموضوع معرفًا بالمتحدثين الرئيسيين.
تحدث في الجلسة الفكرية د. أحمد أممد فذهب إلى أن تضخم نوازل العصر وتشعبها بسبب التطور المذهل في وسائل الحياة، والتحول المتلاحق في أنماط العيش … كل هذا وغيره مما يحتم فهم أدلة الشرع فهماً مقاصدياً يوسع دائرتها ويكثر عطاءها،
ورأى د. أممد أنه بالرجوع إلى تاريخ التشريع الإسلامي؛ فإنا نجد فكرة تقصيد النص وتفسيره في ضوء غاية يرمي إليها أو مقصد يرجى تحققه حاضرة وبقوة، وفي مقابلها نجد فكرة الجمود على النص وتفسيره وفق ما تعطيه العبارة بعيداً عن الجانب المقاصدي حاضرة أيضاً، ولعل خير شاهد على هذه الثانية ما ورد في تفسير الصحابة رضوان الله عليهم الحديث الشريف “لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة”، حيث فهمها بعضهم فهما مقاصدياً وصلوا في الطريق، وقال آخرون: لا نصلي إلا في بني قريظة. فأولئك أهل المقاصد والمعاني، وهؤلاء سلف أهل الظاهر.
وأضاف إن معالجة القضايا المعاصرة –في الاقتصاد أو المعاملات أو قضايا التأمين التجاري والتعاوني والتكافلي- تتطلب من الباحث جهداً يتمثل في مرحلتين:
الأولى: تشخيص المسألة المعروضة من حيث الواقع. فإذا كانت عقدا يكون ذلك بالتعرف على مكوناته، وشروطه وعناصره… وهذه المرحلة لا غنى عنها؛ لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره.
الثانية: المعالجة الفقهية لإصدار حكم شرعي؛ وفيها صعوبة كبيرة تبدأ بتحقيق المناط، أو ما يسمى بالتكييف الفقهي؛ أي وضعها في خانة معينة بلقب شرعي…
فالإيجار المنتهي بالتمليك –مثلا- هل هو بيع؟ أو إيجار؟ أو عقد متردد بينهما؟
وبعد هاتين المرحلين؛ فإن الباحث يبدأ مرحلة أخرى وهي تلمس الدليل من كتاب أو سنة، أو قول لإمام من الأئمة المجمع عليهم، فإن لم يجد فإنه ينتقل إلى المقاصد هل هذه المسألة المعروضة لها أشباه ونظائر تقاس عليها أم لا؟ فإن لم يجد لها أشباه ولا نظائر؛ فإنه ينتقل إلى الأدلة المختلف فيها، والتي على رأسها المصالح المرسلة.
وهذا مقام لا بد للباحث أن يتريث فيه؛ لأنه مقام تزل فيه الأقدام وتزيغ فيه الأفهام.
وعموماً؛ فقد حاولت تنزيل هذا النظر على مجموعة من الفتاوى اتسمت بالروح المقاصدية التي بثت فيها، وجدية القضايا التي ناقشها أصحابها.. من عبادات ومعاملات وقضايا العصر ومستجداته.. ومنها ما جرى به العمل في القطر الشنقيطي خاصة.. مما دعت له الحاجة واقتضته الضرورة.
وعقب على الحديث د. محمد الأمين السملالي مشيدًا بصالون النادي الثقافي العربي وتنوعه بداية، و بهذه الجلسة الاحتفائية بالمحاضر لحصوله على درجة الدكتوراه، مشيرًا إلى أن الشرع الإسلامي الخاتم جاء للدين والدنيا والآخرة ، وقد لملم العلماء قديمًا شتات الفكر ، وتشكلت مدارس في الإفتاء وظهر متطرفون منهم الباطنية.
وعلق د. عمر عبدالعزيز بأن الموضوع مهم ، وأن تفسير القرآن الكريم تعدد علماؤه و اختلفت تفاسيرهم ، كان تعدد الاجتهادات رحمة وفتح باب التأوبل باب علم الكلام ، وكان فقه المقاصد غاية في الأهمية.
ودارت مداخلات من عدد من الحضور أثرت النقاش ، وفي الختام كرم د. عمر عبدالعزيز ومحمد ولد سالم المشاركين في الجلسة الفكرية، وبعدها التقطت صورة تذكارية لعدد من الحضور.