يظن بعض الناس أنّ الحجّ هوَ اختِيارُ الرّواحلِ، وقطْعُ المراحِلِ، واتّخاذُ المَحامِلِ، وإيقارُ الزّوامِلِ، وأنّ النُسْكَ هوَ نَضْوُ الأرْدانِ، وإنْضاءُ الأبْدانِ، ومُفارقَةُ الوِلْدانِ، والتّنائي عنِ البُلْدانِ؟ كلاّ واللهِ ؛بل هوَ اجتِنابُ الخَطيّةِ، قبلَ اجْتِلابِ المطيّةِ، وإخلاصُ النّيّةِ، في قصْدِ تلكَ البَنِيّةِ، وإمْحاضُ الطّاعةِ، عندَ وُجْدانِ الاستِطاعَةِ، وإصْلاحُ المُعامَلاتِ، أمام إعْمالِ اليَعْمَلاتِ- النِّياق- فو الذي شرَعَ المَناسِكَ للنّاسِكِ، وأرشَدَ السّالِكَ في اللّيلِ الحالِكِ، ما يُنْقي الاغتِسالُ بالذَّنوبِ، منَ الانغِماسِ في الذُّنوبِ!
ما الحَجُّ سيرُكَ تأويباً وإدْلاجا
ولا اعْتِيامُكَ أجْمالاً وأحداجا
ألحَجُّ أن تقصِدَ البيتَ الحرامَ على
تجْريدِكَ الحَجّ لا تقْضي به حاجًا
وتمْتَطي كاهِلَ الإنْصافِ متّخذاً
ردعَ الهَوى هادِياً، والحَقَّ مِنْهاجًا
وأنْ تُؤاسيَ ما أوتيتَ مَقدِرَةً
مَنْ مدّ كفّاً إلى جدْواكَ مُحْتاجًا
وعلى هذا، فالحج ركن عظيم من أركان الإسلام، وإلهام من اللهُ أحمَدَ الإلْهامِ ورِداءُ الإكْرامِ، وإحلال دارَ السّلامِ، ورحمة ومغفرة لأهلِ مِلّةِ الإسلامِ.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ». وهو من الله منة، وواجب بالكتاب والسنة، قال تعالى :” ﵟوَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ سَبِيلٗاۚ ﵞ.وقال صلى الله عليه وسلم :”يا أيها الناس كُتب عليكم الحج فحجّوا“ ، و الحج عبادة عظيمة الأجر والثواب، يستحب فيها تقليل الطعام والشراب، وازدراء المِهاد والثياب، وترك التضمخ بالعبير والمَلاب،(نوع من العطر)، وترك نَهْلِ الشرابِ الحَبابِ، وفرقة الأحباب،
فكان جزاؤها مغفرة الذنوب والسيئات، والتجاوز عن التقصير والهفوات، قال تعالى مخاطبا إبراهيم عليه السلام:” ﵟوَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَجِّ يَأۡتُوكَ رِجَالٗا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٖ يَأۡتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٖ ٢٧ ﵞ
والحج هو الركن الخامس، فرض في العام الخامس، وهو وعد الله النزيل، وأجره جزيل، وغمرهُ بالجميل.
سألناه الجزيل فما تأنّى
وأعطى فوق منيتنا وزادا
وأحسن ثم أحسن ثم عدنا
فأحسن ثم عدت له فعادا
مرارا ما قصدت إليه إلّا
تبسّم ضاحكًا وثنى الوسادا
وحسب الحاج أنه يئوب بحج مبرور، وسعي مشكور، وذنب مغفور، وتجارة لن تبور. قال صلى الله عليه وسلم :”من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه“. ولأنها عبادة شاقَّة يستحب فيها الدعاء بالتيسير، ويمن المسير، واجتلاء وجوه التباشير، والتسهيل والقبول ، إذ ليس كل عبادة إلى الإخلاص تؤول، فإبراهيم، وإسماعيل – عليهما الصلاة والسلام- لما بنيا البيت على الوجه الذي أمرا ببنائه، سألا ربهما قبول ما فعلا، فقالا: {ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم} [البقرة: 127]. وبعد، فإن فريضة الحج مناسبة عظيمة،ومكانتها جسيمة، لا يساميها مناسبة في الأمم الأخرى ، خصت بها الأمة الإسلامية، حيث يجتمع فيها المسلمون، ومن كل جنس ولون وبكل لسان، يتكلمون، وفي الأعراف والعادات والألوان متباينون، لا يجمعهم إلا حبل اللَّه المتين والذكر الحكيم، و الصراط المستقيم.
رابطة تستعلي على كل العصبيات القومية، والخلافات المذهبية، والنزاعات السياسية، وتؤلف وحدة شعور، ووحدة مشاعر، فأنتجت ما تراه من أعمال واحدة، وأقوال واحدة وسلوكيات واحدة، بل أكاد أقول خطرات نفس واحدة..! فلا فضل لعربي على عجمي، ولا فضل لغني على فقير، ولا لرئيس على مرؤوس . معان سامية وأحاسيس نامية، تعمق لديهم الشعور، وتخفي لديهم حب الظهور، وتقوي التضامن والتعاون مع بعضهم بعضا، وتجسد أمامهم صورة الوحدة الإنسانية في أجلى معانيها، وأقوى مبانيها، وأرقى معاليها، فيرجع الحاج إلى أهله وبلده بنفسٍ طيبة متواضعة كريمة، ملؤها الحب والخير للعالمين.
أستاذي الدكتور..
أصدقك القول، كنت من قبل مقالاتك المسجوعة أكره السجع لأنه في غالبه متكلف مستكره، والآن بمقالاتك حببتنا فيه ربما لأنه مطبوع، ويذكر بأصحابه المطبوعين، وقد صار يقينا عندي أنك متأثر بشكل طبيعي بأصحاب المقامات، ومقالك الأخير في جريدة البيان المعنون” فن المقامات” فضح ذلك..
ماذا أقول غير أن أدعو لك بالفتح والبركة والنفع والمنفعة، وكنت أتمنى لو كنت أملك شيئا من براعة السجع حتى أمارسها في كتابة تعليقي على مقالاتك، ولكن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
بارك الله في جهودكم
وفيكم بارك الله
أستاذي الدكتور..
أصدقك القول، كنت من قبل مقالاتك المسجوعة أكره السجع لأنه في غالبه متكلف مستكره، والآن بمقالاتك حببتنا فيه ربما لأنه مطبوع، ويذكر بأصحابه المطبوعين، وقد صار يقينا عندي أنك متأثر بشكل طبيعي بأصحاب المقامات، ومقالك الأخير في جريدة البيان المعنون” فن المقامات” فضح ذلك..
ماذا أقول غير أن أدعو لك بالفتح والبركة والنفع والمنفعة، وكنت أتمنى لو كنت أملك شيئا من براعة السجع حتى أمارسها في كتابة تعليقي على مقالاتك، ولكن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
اللهم ارزقنا الحج واجره
ما شاء الله عليك دكتور
آمين، وإياكم أخي الكريم
زادكم الله من فضله وأنار لكم من نور علمه ورزقكم حج بيته الحرام.
حفظكم الله ورعاكم، وبارك بكم، أخي المكرم محسن، وأعاننا الله وإياك على حج بيته الكريم..
بارك الله فيكم
ورزقنا واياكم حج بيته الكريم
باانتظار المزيد والمزيد من مقالاتك الرائعة
وفيكم بارك الله رزقكم الله حج بيته الكريم أنتم وكل محب ..
آمين
زادكم الله علما ونورا
فيه كل مرة نقرأ مقالا من مقالاتك تبهرنا بطريقه السرد وادراج المعلومات بطريقه جميله
دمت ودام قلمك دكتور