الوالدة روضة الصياري و منجية القيزاني (خالة الأديبة رحمة البحيري
تونس – “البعد المفتوح”:
اختتم نادي الشّعر “مختاراللّغماني” في تونس نشاطه باحتفائه بالأديبة التونسية ابنة القيروان رحمة البحيرية وَبِباكورتها القصصيّة (لِسوادي حلاوة) ، حيث ألقى لِلباحث الجامعيّ الأستاذ مُنجي الغنّودي كلمة قال فيها :”لن نكون مُجانبين لِلصّواب عندما نعترف، مُنذ البِداية، بأنّ أعضاء نادي الشّعر “مختار اللّغماني” وَأحبّاءه عامّة فازوا بلقاء رفيع مُفيد وَمُمتع ، بعد ظهر يوم الجمعة المُنقضي 23 جوان 2023، وذلك بمُناسبة استضافة الأديبة رحمة البحيري احتفاء بها وَبمجموعتها القصصيّة (لِسوادي حلاوة) في أُمسية اختتام نشاط (نادي الشّعر “مختار اللّغماني ” للموسم 2022/2023. وَإذ حضر لِتقديمها، مَشكورًا الأستاذ الباحث في القضايا الحضاريّة مُنجي الغنّودي، وجاءت مُداخلته سلسة شادّة لانتباه الحاضرين بفضل وضوح منهجه وسلاسة أسلوبه وَدقّة تحليله لِنصوص باكورة ضيفتنا (لِسوادي حلاوة) مُراوحا في ذلك بيْن الارتجال والاستعانة بما حبّره في جِذاذاته.
وَلقد شفى غليل الحاضرين في تعطّشهم لخصائص القصّ فنّا ودلالةً عند ضيفتنا المُقيمة في (سلطنة عُمان)؛ وهو مَا حال دونها وَدون توزيع باكورتها هذه في مكتبات البلاد التّونسيّة، علمًا أنّ مجموعتها هذه طُبعت وَنُشرت بدار بورصة الكتب للنّشر والتّوزيع بالقاهرة.”
وذكر المُحاضر في مُداخلته الأديبنتين ليلى بعلبكّي وَ كوليت خوري؛ بالنظر إلى أن الأديبة رحمة البحيري تنحو نحوهما في فهمها رسالة المرأة المبدعة من خلال (لِسوادي حلاوة).
ورفع الغنّودي الالتباس بأن رحمة البحيري تحاكي غيرها مؤكدًا أنّ (لِسوادي حلاوة) تتميّز بخصوصيّات فنّيّة تُبين عن أصالة تجربة عند رحمة البحيري، وقد درس المحاضر هذه الخصائص دراسة متأنّية من خلال السّرد الخطّي وغير الخطّي الّذي تتجلّي فيه المهارة الفنّيّة للكاتبة.
وَلا شكّ في أنّ هذا السّجلّ اللّغويّ الحاضر في هذه الباكورة ينسجم مع أجواء مدينة القيروان مسقط رأس رحمة البحيري.
وذهب المحاضر إلى تناول “الزّمكانيّة” التي تلازم المرأة الأمازيغيّة و”أروى” القيروانيّة في وجدان وروح رحمة البحيري.
ةتحدثت رحمة ابحيري فشكرت مُقدّمها مُثمّنةً الجِهد الّذي بذله في دراسته مجموعتها (لِسوادي حلاوة) رغم أنّها لم تكن بين يديه إلاّ أيّامًا معدودة قبل هذه الأمسية، كما أفادت أنّها قبل كتابتها لهذه المجموعة القصصيّة نشرت مسرحيّة فازت بجائزة الشّارقة للإبداع العربي، و أسهبت كذلك في التّحدّث عن (لِسوادي حلاوة) وحرصها على أن تُسوّق من خلالها لبلدها تونس في سلطنة عُمان حيث تقيم وتعمل، وفي الخليج والشّرْق عامّة، وأكدت اعتزازها بمدينتها القيروان وبأهلها خاصّة منهم الفنّانيْن خالد ميلاد وحسين المقداد والشّاعرين منصف الوهايبي؛ الّذي كتب مقدّمة لباكورتها القصصيّة هذه، ثمّ الشاعر محمّد الغزّي الّذي خصصت مساحة لقصيدة عن القيروان في الصّفحات الأولى من كتابها،م وأشادت بصداقتها الأدبيّة مع الشّاعر والفنّان المبدع نصر سامي الّذي قدّم لها وللمجموعة ككلّ في السّلطنة عمومًا خدمات جليلة من خلال عملهم الجماعي؛ حيث تسنّى لها ولغيرها أن يشاركوا بالكتابة القصصيّة الأمر الذي أكده صديقها محمّد نعيم شوشان .
وعندما فُتح باب الحوار كان الشّاعر أنس بن نصّر أوّل المحاورين للكاتبة عن علاقة إبداعها بالوطن مؤكدًا إعجابه بجزالة لغتها وخاصّة بقدرتها على الوصف، وعبّر الشّاعر سليم صميدة الّذي يكتب في “المحكيّة” عن إعجابه بالسّجل اللّغوي غير الفصيح في (لسوادي حلاوة)، وتقديره لمنزلة رحمة البحيري مُبدعةً حتّى إنّه شبّهها بِمن يسبر على البيض محكومًا عليه بأن لا يكسره، مثنيًا على غنى أقاصيصها بالأسطورة .
أستاذة اللّغة والحضارة والأدب العربي نعيمة بنّوري توقّفت عند خصوصيّة أدب رحمة البحيري المتمثّلة في كون القارئ يتدبّره بطريقة مختلفة عن السّابقة مع كلّ قراءة جديدة (أقصوصة القنّاص مثالا)، وأشارت إلى غنى المضامين الفنّيّة في أقصوصة (شجرة البول العملاقة)، منوهة بموهبة الكاتبة في الوصف الدّقيق واستبطان الشّخصيّات.
وفي الختام أعربت الأديبة رحمة البحيري عن سعادتها بكلّ ما استمعت إليه من مُقدّمها ومِن محاوريها ، وافتتحت القراءات الّتي يُشارك فيها الحاضرون بنصوصهم الشّخصيّة وبفقرات نماذج من قصّها في كتابها، و تلاها أبناء النّادي في ذلك إذ أهدى كلّ واحد منهم نصّا من نصوصه إلى الأديبة رحمة البحيري.