قالت ليَ امرأةٌ قد خَانَها السَّهرُ
(دَعْ عنكَ لومي) وما يُوحِي بِهِ البَصَرُ
دَعِ العيونَ الحيارى كُلَّمَا اتَّسَعَتْ
تُرخِي قناديلَها .. في ليلِ مَنْ عَبروا
أشتاقُكَ الآنَ موسيقى تُشكِّلُني
مثلَ البراويزِ إذْ تشتاقُها الصُّورُ
حبيبتي .. صُدْفَةٌ أوشكتُ أدخُلُهَا
لكي أفسِّرَ حُبًّا سَاقَهُ القدرُ
أنا خَليٌّ .. هديلُ الضوءِ يَجْرَحُني
ولسعةُ العَتْمِ في وجهي لها أثرُ
شَوقي كأيِّ (ضميرٍ) جاءَ (مُسْتَتِراً)
مُرِّي عليَّ جمالاً ليسَ يَسْتَتِرُ
مُرِّي رسوليةَ الإيماءِ يا امرأةً
تطهو العِناقَ بلا وصلٍ .. وتنتظرُ
فأنتِ وحدَكِ مَنْ أرختْ على وتري
دفءَ الأصابعِ .. حتَّى هزَّني الوترُ
خدَّاكِ قد بلَّلاني بالحياءِ .. ثِقي
لطالمَا ابتلَّ مِنْ أكمَامِهِ المَطَرُ
إنِّي (كسيزيفَ) حينَ الصَّخرُ أسقطني
وخَطوتي خِدعةٌ
أَوْحَى بِها الضَّجرُ
مُدِّي يديكِ سِنينًا في عَراءِ دَمي
في طينتي زَهْرةٌ يغتالُهَا العُمُرُ
سَهْوًا كَبُرْتُ وظلَّ الطِّفلُ يُمسِكُني
لا يَكْبُرُ الطِّفلُ إلاَّ حينَ يَنْكَسِرُ
وظلَّ يُمسِكُ خيطاني بلثغتِهِ
لَحْنًا على ضفَّةِ الخمسينَ يَنْهَمِرُ
وما تزالُ عيوني فيكِ عالقةً
كما بخدِّ الدَّوالي يعلَقُ القَمَرُ
كلُّ الذنوبِ بليلِ العِشْقِ جائزةٌ
فالعشقُ أجملُ ما يَعْصِي بهِ البَشَرُ
زر الذهاب إلى الأعلى