رغد حمو ليلا
“المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابًا وخير أملًا”
كلما قرأت هذه الآية الكريمة استشعرت جمال وعظمة معناها، وكيف أن المال تقدم على البنين في الذكر، فهو الأسبق بريقًا لأذهان الناس لأن الجميع يرغب فيه، وإنه الحلم الذي يسعى الإنسان إلى تحقيقه، فكيف لبعض من الناس أن يدعوا بأن السعادة ليست بالمال والرزق الحلال! لا بل إنها كذلك خاصة لمن يعرف كيف يسعد نفسه ومن حوله بما يمتلك من أموال وذلك بكرمه وعطائه،فالمال هو غاية الحياة ووسيلتها وإنه شريانها ونبضها وله من اسمه نصيب.. كيف لا وقد مال قلب المرء إليه بالفطرة، وكلٌّ منا يراه رؤية مختلفة، فالمال قوة وسلطان على العقول باستهلاك قوة التفكير والتخطيط من أجل امتلاكه، فكم من غريب عن وطنه لأجل المال، وكم من أناس على اختلاف أعمارهم راودتهم أنفسهم في الطرق الملتوية ليحصلوا عليه، وكم من البسطاء حد السذاجة، مضى بهم العمر وهم في غفلة عن المطالبة بحقوقهم حتى من أقرب الناس إليهم، ربما خوفًا من فقدانهم إن هم أخذوا حقوقهم، وكم اختلطت مشاعر الناس وتاهوا ما بين الأنا والغير، فقليلون هم من يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ونخبة هم من يجعلون العطاء وكأنه منهاج حياة ورسالة عمر.. يستمرون به مهما كثرت من حولهم الانتقادات، ومن فرط نواياهم الحسنة وبذلهم المفتوح، كثرت حالات الخذلان لديهم حتى تغيرت رؤاهم واستنار وعيهم، من خلال ترتيب أولوياتهم.
وختامًا المال سعادة، فليس الفقير كالثري، وليس الكرم والجود كالبخل والشح، وللعطاءجماله الخاص وهو من الهبات التي يمنحها الله للنخبة، والأرزاق مقسومة، وإن ليس للإنسان إلا ماسعى، ومهما اجتهد فلن ينال إلا ما قسمه الله له من رزق، فسبحانه وتعالى مقسم الأرزاق ورزقكم في السماء وما توعدون
زر الذهاب إلى الأعلى