أخبار

أمسية في “بيت الشعر” بالشارقة تعبق برائحة الإبداع

دانة أبو محمود و يوسف الحمود وسعيد المنصوري ألوان متألقة بالجمال

محمد عبدالله البريكي يتوسط الشعراء ومقدمهم بعد تكريمهم من اليمين رجب السيد و يوسف الحمود و دانة أبو محمود وسعيد المنصوري

 

   

الشارقة     – “البعد المفتوح”:

أحيا الشعراء يوسف الحمود وسعيد المنصوري ودانة أبو محمود  الثلاثاء 5 سبتمبر 2023 أمسية شعرية في “بيت الشعر” في دائرة الثقافة بالشارقة ضمن فعاليات منتدى الثلاثاء بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير البيت.

قدم للأمسية بتميز يتسم بالشعرية الشاعر رجب السيد متوقفًا عند تجربة “بيت الشعر”و إنجازاته في المشهد الثقافي بوصفه إحدى وسائل الاختيارات الناجحة للأسماء الشعرية المجنحة، حيث أصبحت أمسياته تؤكد أن الشعر لا يمكن أن يموت في ظل حفاوة جمهور الشعر، فضلاً عن الحضور الكثيف لنقاد الشعر والأدب و المثقفين والأستاذة الأكاديميين في ظل رعاية ودعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.

استهل الأمسية الشاعر يوسف الحمود بقصيدته“أوكسجين الشعر” معبرًاعن معاناته في فضائه الشعري:

ليس للشاعر إلا ربُّهُ

كلُّهم خانوهُ حتى قلبُه

فأحال الحزن حسناً كده

وأسال الليل حبراً دأبه

بعض كرب المرء خير خالص

وهو شراً خالصاً يحسبه

كم منايا في منى تخفى وكم

منح في محن ترعبه

هل وعى يوسفُ في محنتهِ

أنما للعرش يفضي جبُّه

أو درى موسى أنِ اليمُّ إلى

أمِّه وهو رضيع دربُهُ

أو رأى عيسى على أخشابه

أنما يبقيه حياً صلبُهُ

أو رأى أحمد في فترته

أن غيث الوحي دانٍ صوبُه

لغة توغل في مجهولها

وصدى مألوفه أغربه

سرها المحجوب في إيقاعها

عجباً من معجم يعربه

كل وحيٍ حبسه في لفظه

ومقام الوحي حراً غيبُه

أكسجين الشعر حدس القلبِ

ما أنطق الشاعر إلا رعبه

مترف اللحظة فقر عمره

مخصب الصورة حقل جدبهُ

أسجد الليل على جبهته

وارتمى نجماً فنجماً شعبُه

أيها الشعر ارتحل عن روحه

حسب هذا الروح نزفاً حسبُه

وفي قصيدته “عن سفور القصيدة” يجذب المتلقي ليعايشه مع خياله وحاله حيث  “صديَ القلب والمشارب شتى”:

الحييّاتُ من بنات خيالي

الغنيّاتُ عن حُلىً ولآلي

الخفيّاتُ كالصلاةِ بكاءً

الأبيّاتُ ورطة الانتحال

هُنَّ أودعنني سكينة روحي

وبهنَّ استنار ليل ابتهالي

صديَ القلب والمشارب شتى

قال: لا تلتمس دوام الحال

قدر العابر العبور ويكفي

عابراً علمه بجهل المآل

لا ترِدْ في الزحام إلا قليلاً

يُعذَرُ الواردون في الإقلال

ثرةٌ روحُ من سقى وتولى

ظامئاً للجمال نحو الظلال

شَرَكٌ أنْ تكونَ. والأسرُ عذرٌ

ما انتفاعُ الأسير في أن يبالي

أيها الوارفُ الظلالِ تمادى

في الصحارى سرابها المتوالي

“لم يؤتها متنبئ” قصيدة يرسم فيها الشاعر ملامح إلهامه الشعري ،ويستعيد طفولته المنسية :

ضع من يديك الهاتف المحمولا

ماذا يضير إن انتبهت قليلا؟!

أوتيتُ شعراً كي أحاورَ طائراً

أضحى بغنّة صوته مشغولا

تشتاقُ ذراتُ الهواء غناءه

وتعيدُ تكرارَ الصدى تمثيلا

وأرى سماءً في جناح حمامةٍ

وأصيخَ للصمت الثريّ هديلا

أو أستعيدَ طفولةً منسيةً

قربَ الكتابِ قضيتُها تعليلا

فاخترتُ برقَ الشعر، هل تَرك الأُلى

سبقوك من قبسٍ يضيءُ فتيلا

لولا تُسيل النارُ دمعةَ شمعةٍ

ما كانَ نورٌ في الدجى ليسيلا

شوقٌ قليلُ الكشفِ شوقي كلما

أوّلتُ وجداً فنّدَ التأويلا

في كوخ وجدٍ مُطفئٌ مصباحَهُ

حزنُ الغريب نَسيتُني مغلولا

كم طالبٍ للنورِ يسعى خلفه

نهبَ الطِّلابُ جَنانَهُ المبذولا

لكنّني منذ انبثاق قريحتي

أو مُذْ بدأتُ نشيدي المأمولا

لم ألتزمْ شرطَ العمودِ ولم أقفْ

كي أستردَّ من الفَواتِ طُلولا

اكتبْ، أشارَ القلب قلتُ: تمَهُّلاً

في الحب، ردّ القلبُ: لا تمهيلا

حرفٌ على شفة الوجود تنزّلت

آلاؤه من غيبه تنزيلا

زادي إليه أنايَ لكنْ رحلتي

لم تُبقِ لي ما يستطيع وصولا

وردٌ على أسوارِ حلمٍ مزهرٌ

ضفر الصباح له الندى إكليلا

من حبة المطر التي وُعدتْ بها

بيداءُ جفّت أنهراً ونخيلا

في الصمت لا في الصوت محض قصيدة

لم يُؤْتَها متنبئٌ ليقولا

اقرأ بضوء القلب في طرس الصدى

واكتب بحبر من رؤاك الأولى

ووسط تجاوب الحضور وإعجابهم يختم الشاعر إلقاءه بقصيدته “شجنٌ سماويٌّ” التي يصوغ فيها رؤيته في “سلة العمر” والحياة بمعية طالبي الموت من أجلها وهو يحتاج ذاته :

هاجت بي الذكرى فهاتي

نغماً شآميَّ الصفاتِ

بي منكِ منذُ أُصبْتُ في لغتي

بمسّ الأغنياتِ

شجنٌ سماويٌّ عريقٌ كالعراق

يلفُّ ذاتي

بي منك ما بالهاربين

من اللّتيا واللواتي

المثقَلين بسلّة العمر السُدى والمثقَلاتِ

السائحين بكل أصقاع الأسى

والسائحات

بي منك ما بالطالبين الموتَ

من أجل الحياةِ

في من نجوا كم سائل

كيف النجاة من النجاة؟

بي منك، آه منك

شوقٌ مثلما الطوفان عاتِ

يأس الشمال من الجنوب

ولا لقاءٌ للجهاتِ

بي منك أندلس الحنين

إلى ثمانية مئات

بي منك ما بالمبتلى بالشام

في أرض الشتاتِ

وقنوط آدم من إياب

للجنان العامرات

ويقال لي ما أنت؟ ما تحتاجه؟

أحتاج ذاتي

أحتاج معجزة

وقد ولى زمان المعجزاتِ

وشاركت الشاعرة دانة أبو محمود بعدد من قصائدها منها قصيدتها “رنيمة الملامح الهاربة”التي لفتت الحضور بما فيها من شيوع الدفء وتوهج الجمال في أجواء عاطفية:

-1-

ورأيتُ وجهَكَ ..

أو شبيهاً لاختيالِ الكونِ

مُختصراً بعينينِ اثنتينِ..

تُلَقِّطانِ الآنَ عن تعبي

تفاصيلَ ارتباكِ النظرة الأولى

وخوفي

أن يكونَ الوجهُ هذا أنتَ ..

ماذا لو سواكَ ؟

ولا سواكْ ..!

ونظرْتَ ..

أزهرَ فيَّ حقلٌ من بَهارِ البَوحِ

ثمَّ مشيتَ ..

كادتْ تستفيقُ حدائقُ الدنيا جميعاً

حيثما مرَّتْ خُطاكْ..

أوشكتُ تكذيبَ انغماسي فيكَ

لولا أنَّ بي صوتاً أثيريّاً

أفاقَ من البعيد يشدُّني :

يا قلبُ ..أنظرْ مَن أتاكْ

ها إنّها صدقتْ رؤاكْ

وجهٌ ..

كرائحةِ البلادِ

تُعيدُها الذّكرى

لمنفيّينَ من زمنٍ

ومثلَ سنابلٍ طلعتْ مباغتةً

بأعصابٍ

تضجُّ من انهياراتِ اليباسْ..!

وجهٌ بطعمِ الاقتباسْ ..!

هو نصفُ ذاكرتي

الّتي ما عِشْتُها يوماً

وذاكِرتي التي سأعيشُها ..!

هو مأزِقُ الأطيارِ

إذْ تعلو

وتعلو

كيفما شاءتْ

ويبقى في مَدانا ريشُها …!!

وتستحضر “الزمن الجميل” في صورة صبية “أطلَّ على متاعِبِها غريبٌ ما لكي يَنسى ملامحَ وجهِهِ معها”                                                          _2_

أهلاً بهذا القُربِ

 طوقاً للخَلاصْ ..!

وتستحضر “الزمن الجميل” في صورة صبية

أهلاً ..

بكلِّ ملامحِ الزمنِ الجميلِ

تلبَّستْ وجهاً

يُشَكِّكُ بادِّعاءاتِ الرّصاصْ ..!

أهلاً بما …………

وأفقْتُ من هذا الشّرودِ

مضى

وما التفتتْ لهُ عينٌ !

أكانَ مضى ..؟!؟

كأنَّ مدينةً رحلتْ ..

وقد نسيَتْ بأعماقي شوارعَها ..!

مضى

ويُقالُ إنّ صبيّةً …

كانت بذاكَ الرُّكنِ جالسةً

     أطلَّ على متاعِبِها غريبٌ ما

 لكي يَنسى ملامحَ وجهِهِ مَعَها …!

وترسم علاقة العاطفة مع الحبيب حتى أن:

شرودي: أيادٍ

تدُلُّ عليكْ…

فرفقاً بقلبي الذي في يديكْ

وعُمرُ الزمان : حكايا تسافرُ

من ناظريَّ إلى ناظريكْ

وحكراً عليكَ بقايا رمادي

وعمري الذي ظلَّ في راحتيكْ

فليت المسافاتِ طوعُ يديَّ

وليت المسافاتِ طوعُ يديكْ

سألتُكَ: هل كان ذكركَ هذا

لديَّ ..كما هو ذكري لديك..؟!

أتعلو على كلِّ ما في ظنوني

وتبقى الذي ليس يُعلى عليكْ..!؟

بحقِّ الذي بيننا يا حبيبي

وكلِّ الذي عزَّ يومًا عليكْ

وأنت تنامُ هنيئا تذكّر

عيوناً تموتُ اشتياقاً إليكْ…!

وكان مسك الختام – كما قال مقدم االأمسية – الشاعر سعيد المنصوري الذي أنشد مجموعة من قصائده التي اتسمت بقوة السبك ورقي مضمون صاغه بلغة محببة استرعت اهتمام الحضور وتفاعلهم ، ومن قصائده “ فَاتَ الأَوَان”:

فَاتَ الأَوَانُ فَلَوْ سَمَحْتِ  تَقَبَّلِي     

 طَعْمَ الصَّرَاحَةِ  مَرَّةً…فَاتَ الأَوَانْ

عَيْنَاكِ  غَائِمَتَانِ   يَهْطِلُ  مِنْهُمَا     

 مَطَرٌ  يُبَشِّرُ   بِالسَّلامِ    وَبِالأَمَانْ

إِنِّي   سَأَخْتَصِرُ  الِحوَارَ   فَسَلِّمِي    

  لِلْأَمْرِ وَارْتَاحِي  فَمَا قَدْ كَانَ  كَانْ

مَرَّ القِطَارُ  عَلَى  المَحَطَّةِ  مُسْرِعًا  

   لَمْ تَسْتَقِلِّيهِ….وَقَدْ صَهَلَ الحِصَانْ

الحُبُّ لَيْسَ (اليَانَصِيبَ)  عَزِيزَتِي     

 فَمَتَى سَتَعْتَرِفِينَ…مَنْ مِنَّا الجَبَانْ؟!

وتتجلى مقدرته على الوصف في قصيدته الغزلية الْتِقَاطُ النُّجُوم“:

نُورُ  عَيْنَيْكِ    أَقَالَ   الأَنْجُمَا       

في  ابْتِسَامِ  (الحُورِ)  عَيْنَاكِ  سَمَا

في طُلُوعِ الفَجْرِ   مِنْ  مِعْطَفِهِ     

    مُلْهِمًا   دَمْعُ   الخُزَامَى حُلُمَا

في  غِنَاءِ   البَحْرِ   يَا  سَيِّدَتِي      

 لا  يُغَنِّي   البَحْرُ    إِلَّا   أَلَمَا

في  سُفُورِ   الفُلِّ   في   بِرْكَتِهِ  

وَخَرِيرُ  المَاءِ  يَجْرِي   نَغَمَا

أَهُوَ  الشَّالُ   الَّذِي   أَعْرِفُهُ؟      

 كَمْ  عَلَيْهِ  دَمْعُ عَيْنَيْكِ  هَمَا

كَمْ  جَمَعْنَا مِنْهُ  غَيْمًا  أَبْيَضًا     

وَسَكَنَّا الغَيْمَ  لَمَّا  ارْتَسَمَا

فَإِذَا عَيْنَاكِ مَا أَغْمَضَتَا   

كَيْفَ يَنْجُو النَّجْمُ مِنْ سِحْرِهِمَا

وَإِذَا  حَاوَلْتِ  أَنْ  تَخْتَلِسِي      

نَظْرَةَ  الوَرْدِ  فَقُولِي  لَهُمَا

وَتَعَالَيْ  لِجِرَاحٍ أَوْرَقَتْ          

وَأَرَاقَتْ  كَالشَّرَايِينِ  دَمَا

أَنْتِ أَحْلامِي  فَلا   تَسْتَغْرِبِي     

أَنْ  تَكُونِي   لِجِرَاحِي   بَلْسَمَا

إِنَّنِي    أَدْفَعُ    عُمْرِي    ثَمَنًا     

 أَمَلاً   لِلْحُبِّ   كَيْ   يَبْتَسِمَا

فَاعْذُرِينِي  لَوْ  رَأَيْتِ   أَدْمُعِي       

إِنَّهَا النَّجْمَاتُ……نَجْمَاتُ  سَمَا

  وتفيض قصيدته  لَاتَخَافِي” عاطفة تطل من طياتها معاناته ، لكنه يتشبث ببصيص الأمل ..”فَقَرِيبًا سَيَبْعَثُ   الفَجْرُ شَمْسًا       تَسْتَعِيدُ الحَيَاةَ..”:

لَا تَخَافِي      حَبِيبَتِي      لَا تَخَافِي    

  وَتَعَالَيْ     كَنَجْمَةٍ       لِضِفَافِي

وَاعْذُرِينِي   إِذَا  القَصِيدَةُ  رَاحَتْ  

    تَتَشَظَّى     بِأَدْمُعِي    وَاعْتِرَافِي

مَا  بِوِسْعِي   أَلَّا   تُثِيرِي   بُكَائِي   

   فَبِعَيْنَيْكِ     رِعْشَةُ    الأَطْيَافِ

وَارْتِبَاكٌ    عَلَى    مُحَيَّاكِ    يَبْدُو      

 بَاهِتَ اللَّوْنِ، بَارِدَ الإِصْطِيَافِ

أَنَا   يَا   مَلْجَأَ   القُلُوبِ   حَزِينٌ    

  وَسَمَائِي     وُرَيْقَةُ    الصَّفْصَافِ

فَبِلادِي    الَّتِي    أُحِبُّ    نَفَتْنِي    

  وَشِرَاعِي    مُمَزَّقٌ    في   المَرَافِي

وَرِفَاقِي    تَفَرَّقُوا    عَنْ    دُرُوبِي      

وَرَمَوْنِي  عَلَى  دُرُوبِ  الجَفَافِ

عَذَّبُونِي….وَهَلْ  عَرَفْتِ   سَجِينًا    

 سَجَنُوا   فِيهِ    ثَوْرَةَ  الأَشْرَافِ

كَيْفَ كَيْفَ النَّجَاةُ؟…قُولِي حَيَاتِي     

 وَسَفِينِي      مُحَطَّمُ    المِجْدَافِ

وَذِئَابُ  الضَّيَاعِ   تَرْكُضُ   خَلْفِي  

   وَصَقِيعُ   الأَحْزَانِ  في   أَطْرَافِي

فَادْخُلِي البَيْتَ وَاحْتَمِي في جُفُونِي   

 وَتَغَطَّيْ      بِحُلْمِنَا     الشَّفَّافِ

وَاسْتَرِيحِي   بِشَاطِئٍ  مِنْ  شُعُورِي    

 وَاتْرُكِينِي    مُحَطَّمَ    الأَصْدَافِ

فَقَرِيبًا    سَيَبْعَثُ   الفَجْرُ   شَمْسًا   

 تَسْتَعِيدُ   الحَيَاةَ   في  الأَرْيَافِ

وَقَرِيبًا     يُغَادِرُ    الحُزْنُ     عَنَّا  

لِلْمَنَافِي…….حَبِيبَتِي   لَا تَخَافِي 

     وفي “الحُبُّ وَالشُّطْآن” يرفرف جناح العتاب في أجواء التساؤلات المفعمة بنظرة فلسفية:

وَلِمَاذَا  تَسْأَلِينِي   مَنْ   أَنَا       

قَدْ  أَضَعْنَا  كُلَّ   شَيْءٍ   بَيْنَنَا

يَوْمَ   عَانَقْتِ   سَفِينًا  رَاحِلاً

سَكَنَ اللَّيْلُ  الشَّوَاطِي  بَعْدَنَا

كَتَبَ  المَوْجُ   وَدَاعًا  وَمَضَى   

دَامِعَ   العَيْنِ  حَزِينًا  مِثْلَنَا

وَتَسَاءَلْتُ…..إِلَى أَيْنَ….إِلَى   

أَيْنَ أَمْضِي؟كُنْتِ أَنْتِ الوَطَنَا 

هَكَذَا أَغْرَقْتِ حُلْمًا  كَانَ  في   

لَحَظَاتِ  الحُبِّ  حُلْمًا  مُؤْمِنَا

كَانَتِ   الأَيَّامُ   تَشْتَاقُ   إِلَى    

أَنْ  تَرَانَا   قَدْ رَسَمْنَا حُبَّنَا

أَنْ تَرَانَا نَجْمَعُ الأَصْدَافَ  مِنْ     

جَبْهَةِ  البَحْرِ  وَنُهْدِي  بَعْضَنَا

كَانَتِ الأَطْيَارُ في السَّاحِلِ لَا      

تَعْرِفُ  الحُبَّ  فَحَامَتْ  حَوْلَنَا

ثُمَّ رَاحَتْ تَحْمِلُ الحُبَّ دُمُوعًا      

  يَا  إِلَهِي…كَيْفَ  أَفْشَتْ سِرَّنَا

أَيُّ  غَيْمٍ  في سَمَائِي  هُوَ لِي    

 أَيُّ وَرْدٍ…أَوَلَسْتِ   السَّوْسَنَا

كُلُّ عُصْفُورٍ  جَرِيحٍ  خَائِفٍ       

لَمْ  يَعُدْ  يَعْرِفُ قَلْبِي  سَكَنَا

أَنَا في الشَّاطِئِ وَحْدِي جَالِسٌ  

 مَا  تَنَاسَيْتُ  غَرَامًا  ضَمَّنَا

يَا حَيَاتِي  كَيْفَ أَنْسَى وَالرُّؤَى  

في رُؤَى عَيْنَيْكِ  ذَابَتْ  كَالمُنَى

رُبَّمَا  يَهْجُرُ   طَيْرٌ   عُشَّهُ       

   لَيْسَ  يَنْسَى  أَيُّ  طَيْرٍ  مَا بَنَى

أَنْتِ  لَوْ آمَنْتِ  بِالحُبِّ الَّذِي  

 صَادَقَ    الوَعْدَ   رَحِيمًا   لَيِّنَا

مَا  افْتَرَقْنَا -نُورَ عَيْنِي- لَحْظَةً   

 وَلَكُنَّا    نَحْنُ     أَغْلَى    مَالَنَا

لَكِنِ   الأَوْهَامُ   أَغْرَتْكِ   بِهَا         

فَنَثَرْتِ  الشَّوْكَ   في  كُلِّ الدُّنَا

وَتَرَكْتِ  الدَّمْعَ  يَجْرِي   سُفُنًا   

 سُفُنًا  بِالدَّمْعِ  تَتْلُو   سُفُنَا

فَارْحَلِي الآنَ  وَلَا   تَلْتَفِتِي     

لَسْتِ  أَنْتِ…وَأَنَا…لَسْتُ أَنَا

وفي نهاية الأمسية كرّم الشاعر محمد عبدالله البريكي الشعراء ومقدمهم والتقط معهم صورة تذكارية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. لا فض فوك شاعرنا وأديبنا الأستاذ وائل الجِشّي على هذه التغطية الثرية للأمسية، ولا حرمنا الله من هذا القلم النزيه.

  2. بصراحة وصدق…هذه أجمل تغطية للأمسية الشعرية وأقر بأنها الأدق توصيفا وتحليلا، أبدعت حقا أستاذنا الفاضل حقيقة وأدبيا : شاعرنا وائل الجشي …دمت نزيها مباركا، ابنكم البار : سعيد المنصُوري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى