عبدالله العويس: العطاء الثقافي يوثّق العلاقة بين المبدعين والجمهور
د. عمرو البسيوني: بيوت الشعر مبادرة تاريخية راسخة
د. علي ا لشرابي: المهرجان ينشر البهجة والمعرفة في المدينة
عبدالله العويس و محمد القصير و د. عمرو البسيوني و د. علي الشرابي وحسين القباحي و صفية القباني وعدد من الشخصيات
الأقصر – “البعد المفتوح”:
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، احتفت مدينة “الأقصر” المصرية بانطلاق الدورة الثامنة من مهرجان الأقصر للشعر العربي، الذي ينظمه “بيت الشعر” في الأقصر بالتعاون مع دائرة الثقافة في الشارقة ووزارة الثقافة المصرية بمشاركة أكثر 60 من مبدعاً من شعراء وشاعرات وفنانين مصريين وعرب.
احتضن حفل الافتتاح مسرح مركز الأقصر للمؤتمرات بحضور سعادة عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، والأستاذ محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، والأستاذ عمرو البسيوني رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة في مصر نائباً عن معالي نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة المصرية، وسعادة اللواء د. علي الشرابي رئيس مجلس المدينة ممثلاً عن محافظة الأقصر، وصفية القباني نقيب الفنانين التشكيليين في مصر، وشخصيات تنفيذية وإدارية للمحافظة، وعدد من رجال الأزهر الشريف، وعمداء كليات، وأكاديميين، وطلاب، ومهتمين بالشعر.
في البداية رحّب مدير بيت شعر الأقصر حسين القباحي بالحضور، قائلاً: ” منذ 8 سنوات انطلقت شعلة الإبداع، ومسيرة الحياة النابضة لأهم فنون الأدب العربي وهو الشعر ضمن مبادرة كريمة وسخية من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في تأسيس مشهد ثقافي مميز تحت راية بيوت الشعر في الوطن العربي”.
وأكد جسين القباحي أن المبادرة لاقت ترحاباً شديداً من وزارة الثقافة المصرية والشعراء والمبدعين في مصر، مشيرًا إلى أن المبادرة بعد سنوات من العمل أصبحت علامة بارزة في المشهد الثقافي المصري والعربي، وأضاف أن “بيت الشعر” في الأقصر يقدّم كل عام جيلًا جديدًا وأسماء ناصعة في المشهد الثقافي العربي، كما يضم المئات ممن يتاح لهم الالتحام بهذه النخب التي تصعد إلى واجهة المشهد الشعري، مبينًا أن المشهد الثقافي المصري ازداد ضياءً واشراقاً واشتغالًا بفن الشعر على وجه الخصوص نتيجة الزخم الثقافي الذي أضافته الشارقة للوطن العربي.
وقال سعادة عبد الله العويس في كلمة ألقاها إن مسيرة الشّعر تمضي بكل ثقة واعتزاز، وتُعدُّ له المهرجانات السنوية والدورية والأمسيات المتواصلة على مدى اتساع الوطن العربي، و”هــا نحن اليوم في محطة جديدة من مـحطــات”.
وأضاف العويس قائلاً: “ها هي مسيرة الشّعر ضمن مهرجانات الشعر، تحط رحالها في جمهورية مصر العربية بعد تطواف بين الدول العربية خلال الفترة الماضية، تستقبله مدينة الأقصر بكل حفاوة وترحاب، وهي المدينة التي احتشدت بالقوافي والأوزان الشعرية خلال الأعوام الماضية، من خلال النشاط الدؤوب لبيت الّشعر في الأقصر، فعلى مدى الأعوم الثمانية الماضية احتضنت قاعة بيت الشعر في الأقصر عددًا كبيرًا من الشعراء والأدباء والنّقاد أغنوا بنتاجهم الأدبي المشهد الثقافي في مصر، حتى أصبحت الأقصر قِبلة ثقافية في هذا القطر العزيز، وواصل بيت الشعر نشاطه الثقافي المتنوّع من خلال تنقّله بين جميع المحافظات المصرية، مستقطبًا الأقلام الواعدة، ومكرّمًا الأدبية الرفيعة”.
وأشار العويس إلى العطاء الثقافي الذي يوثق العلاقة بين المبدعين والجمهور، قائلاً: “إنه لمن دواعي السرور أن نرى هذا العطاء الثقافي المتجدد الذي يوثّق العلاقة بين الشاعر والأديب من ناحية وبين الجمهور من ناحية أخرى في مشاهد تعبّر عن أهمية هذه اللقاءات الأدبية في ساحتنا الثقافية العربية، وإنها لمناسبة عزيزة نتقدم من خلالها بجزيل الشكر والتقدير إلى وزارة الثقافة المصرية وإلى جميع المؤسسات الثقافية والأكاديمية المتعاونة مع بيت الشعر في الأقصر، الأمر الذي يرسّخ العلاقة الأخوية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية تحت رعاية القيادة الرشيدة للبلدين”.
ونقل رئيس دائرة الثقافة تحيات صاحب السمو حاكم الشارقة، قائلاً: “أتشرّف في هذه المناسبة بأن أنقل لهم تحيات حضرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتمنياته لكم بالتوفيق”.
“مبادرة راسخة”
ألقى د. عمرو البسيوني كلمة أكد في بدايتها أهمية المبادرة التاريخية الراسخة في الوطن العربي وهي بيوت الشعر، وهي تأتي من الشارقة بدعم كبير من صاحب السمو حاكم الشارقة، وأشار إلى أن مهرجان الأقصر للشعر العربي يأتي ليصنع تاريخا في مدينة التاريخ وعاصمة الحضارات الأقصر صاحبة الأمجاد، مؤكدا أن الهيئة العامة لقصور الثقافة وإيمانا منها بالدور الثقافي المهم للمهرجان تسعد بأن تدعمه وأن تشارك في فعالياته اعتزازا بالشعر واللغة العربية.
وجدّد اللواء د. علي الشرابي الترحيب بالحضور، مشيرا إلى أنه منذ تأسيس بيت الشعر في الأقصر بمبادرة كريمة من الشارقة، يأتي هذا العرس الثقافي السنوي لينشر البهجة، والمعرفة، والإبداع، ويحتفي بالمبدعين المصريين كعلامة واضحة ومعبرة عن عمق العلاقات الثقافية، والتأكيد على أن العلاقة بين مصر ودولة الإمارات علاقة أصيلة وممتدة.
وأعرب د. علي الشرابي عن شكره إلى صاحب السمو حاكم الشارقة، قائلا: “تحية لإمارة الشارقة وحاكمها الذي يعرف قيمة الشعر، وقيمة اللغة العربية التي تجمع الأشقاء العرب من كافة أنحاء الوطن العربي، كما نتوجه بالتحية والتقدير إلى دائرة الثقافة في الشارقة على جهدها الثقافي الكبير في مصر عموماً والأقصر على وجه الخصوص، ونتمنى أن المزيد من الفعاليات الثقافية التي تهتم بالأدب والإبداع، لأن الكلمة نور، وحياة، والكلمة هي التاريخ”.
“قراءات شعرية”
أحيا أولى أمسيات المهرجان كوكبة شعرية اضفت على مدينة “الجنوب المصري” الأقصر، بُعداً ثقافياً لافتاً، فإلى جانب المشهد الآثاري التاريخي الممتد على أرض المدينة، جاء الشعر بوصفه مكوناً ثقافياً راسخاً يعزز من تاريخية المدينة، فكانت القراءات مع الشعراء: جعفر أحمد حمدي، وعبد الله عبد الصبور، ومحمد عرب صالح، ومحمود عبد الله.
وعلى صهوة الأيام أسرج الشاعر محمود عبد الله قلبه، وانشد يقول:
تفرسَ في الأشياءِ حتى تَحَيَّرَا
فأثبتَ أشياءً وأشياءَ أضمرَا
وسافرَ سهوًا في متاهةِ نفسهِ
ولكنه ما زال جسمًا مُسَمَّرَا
على صهوةِ الأيامِ أسرجَ قلبَهُ
إلى أمنِيَاتٍ كُنَّ منفى ومهجرا
إلى حيث لم ترسمْ تجاعيدُ روحِهِ
عليه شقاءً في الحياةِ مبكِّرا.
من جانبه، عزف محمد عرب صالح من ناي بلا ثقب موسيقاه، حيث يقول:
عَلَى خَجَلٍ آتِيك مِن مُدنِ الغَضَبْ..
أَبُثُّ مَعاذِيري بِنايٍ بِلا ثُقَبْ
نَعمْ.. أَضْلُعي في البَيْتِ لكنَّ خافِقي..
هُناكَ على الأنْقاضِ يَجْثُو ويَنْتَحِبْ
نَعَمْ.. إصْبَعي في الماءِ لكنَّ ناظري..
بِه جَمْرةٌ تَغْلِي لِذا دَمْعُهُ نَشَبْ
عَلى أنَّ أَحْلامِي التِي اشْتَدَّ عُودُها..
يُفَتِّتُها لَونُ الدِّماءِ على اللُّعَبْ.
وتعددت مضامين القصائد الأخرى بين الوجداني، والوطني، والإجتماعي، مستلهمة رؤاها من مخيلة شعرية واسعة، ومشهديات مجازية مدهشة.
“تكريم”
كرّم العويس والقصير يرافقهما حسين القباحي شعراء أولى أماسي مهرجان الأقصر للشعر العربي، بتسليمهم شهادات تقديرية، تثميناً لجهودهم الإبداعية، والإضافة الأدبية النوعية التي اسهموا في تقديمها.
زر الذهاب إلى الأعلى