سلطان بن علي العويس
دبي – “البعد المفتوح”:
اعتمدت (اليونسكو) منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، عام 2025 عاماً للاحتفال بالذكرى المائة لمولد الشاعر الإماراتي الراحل سلطان بن علي العويس المولود عام 1925 ميلادية.
أعلنت المنظمة أن ذلك الاعتماد جاء بعد الاطلاع على ملف الشاعر سلطان بن علي العويس الذي طرحته اللجنة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة للتربية والثقافة والعلوم في الدورة 42 للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، وتعد هذه المبادرة واحدة من أبرز مبادرات اليونسكو للاحتفال برموز الثقافة الأصيلة حول العالم في شتى مجالات الفكر والمعرفة والعلوم.
وكانت مؤسسة سلطان بن علي العويس قد أعدت ملفاً ضخماً عن الشاعر الراحل سلطان بن علي العويس (1925 ـ 2000) لتقديمه إلى منظمة اليونسكو، ولم تأل اللجنة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة للتربية والثقافة والعلوم جهدًا في دعم الملف والوقوف مع هذه المبادرة الكبيرة التي آتت أُكلها باعتماد العام 2025 عاماً للاحتفال بمئوية لشاعر سلطان العويس.
وتقدمت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية بجزيل الشكر والتقدير لوزارة الثقافة والشباب وللجهود الاستثنائية للجنة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة للتربية والثقافة والعلوم في إثراء الملف وإغناء مفرداته ووصوله إلى هذا المستوى من التقدير الأممي الذي يدفع للفخر.
وقد بدأت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية فور تلقيها خبر المبادرة إلى الاستعداد لهذه المناسبة الكبيرة ببرامج وفعاليات وأنشطة متعددة تشمل الجوانب المختلفة من حياة الشاعر، ويجري حالياً الإعداد لبرنامج ثقافي حافل سينطلق مطلع العام 2025 عبر معارض تشكيلية وأفلام وثائقية وكتب مصورة وطوابع بريدية وعملات تذكارية وغيرها من الأنشطة التي تحتفي بقامة شعرية إماراتية لها بصمتها الواضحة في الثقافة المحلية والعربية.
الشاعر سلطان بن علي العويس يعد أحد رواد النهضة في الإمارات، في جوانبها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وولد رحمه الله في بلدة الحيرة بإمارة الشارقة سنة 1925 وفيها تلقى أول تعليمه ، وكانت عائلته من تجار اللؤلؤ، فقد كان والده علي بن عبد الله العويس من تجّار اللؤلؤ المهرة (الطواشين) فمارس سلطان العويس التجارة مع والده. وإلى جانب تجارة اللؤلؤ، كانت له أعمال أخرى متعددة، وتنقل ما بين الهند والإمارات.
بدأ كتابة الشعر منذ 1947 ونشرت أول قصيدة له في عام 1970 في مجلة “الورود” البيروتية، و كان يعتبر مقلاً في شعره رغم أنه بدأ بنظمه في مقتبل العمر، ويعتبر في مقدمة شعراء دولة الإمارات وحلقة الوصل بين جيلين من الأدباء والشعراء، وطليعة شعراء الغزل في الخليج العربي. و الإنتاج الشعري لسلطان العويس يلامس أوتار قلوب العديد من الناس على اختلاف مشاربهم، حيث أنه صادق في ترجمة عمق الذات بلا تكلف، صدر له ديوان شعري بعنوان “مرايا الخليج” في بيروت عام 1985 وله ديوان جُمع فيه معظم أشعاره بعنوان ” ديوان سلطان العويس ـ المجموعة الكاملة 1993″، وتم تصنيفه حسب الدراسات الأكاديمية أنه من الجيل الثاني لمجموعة شعراء الحيرة والتي كانت تضم الشاعر سلطان العويس (1925 – 2000) والشاعر الشيخ صقر القاسمي (1924 – 1994) والشاعر خلفان بن مصبح (1923 – 1946).
وقد تناوله بالكتابة عدد من النقاد والدارسين و جُمعت هذه الدراسات في كتاب أصدره اتحاد كتّاب أدباء الإمارات بعنوان “سلطان العويس تاجر استهواه الشعر”.
زر الذهاب إلى الأعلى