تناول كتاب “التنوع الثقافي في مشهد الفن الإماراتي المعاصر” الصادر عن دائرة لاالثقافة في الشارقة ،فلسفة التنوع الثقافي في دولة الامارات العربية المتحدة، حيث تعَدّ دولة الإمارات بلداً نموذجياً في التعايش الثقافي والمعرفي المتوازن بين المواطنين والمقيمين على أرضها، وذلك في مناخ من الانفتاح على الثقافات الإنسانية ببعديها المعاصر والتراثي، وتعكس هذه الحالة الثقافية الإماراتية الاستثنائية مدى خصوبة وتنوع الساحة الثقافية الإماراتية، وبحكم وجود ثقافات من الغرب وأخرى من الشرق والشمال والجنوب على أرض لها تاريخها الثقافي والتراثي ذو المرجعيات العربية والإسلامية التي تمجّد العدل والتسامح والجمال، وتعكس هذه الثقافات المختلفة وخاصة الأجنبية منها تعدداً في الخبرة الفنية، وتعدداً في الأفكار المفاهيمية التي لا تنضب، والتي تعكس رؤى حديثة جاءت من واقع فكري لثقافات شعوب جاءت واستوطنت دولة الإمارات العربية المتحدة والتي أحيت فيها من فنها وفلسفاتها الفكرية.
وقد أثبتت دراسة أن وجود نحو أكثر من 200 جنسية تنتمي إلى ثقافات متعددة وحضارات مختلفة عنصر ثراء وتنوع في دولة الإمارات، التي آلت منذ البداية للانفتاح على الآخر وزرع ثقافة التعايش والتسامح بين المواطنين والقاطنين على أرضها، ووجود هذا الكم من الثقافات يضفي على المشهد الإماراتي حالة خاصة، وإضافة نوعية تشجع الفنانين الإماراتيين الإطلاع على تجارب الآخرين والتواصل معهم، كما يتيح هذا الحضور اللافت للثقافات المتعددة كذلك فرصة للتحاور والتبادل الثقافي والحضاري بين الشعوب وإتاحة الفرصة لإنتقال التجارب والخبرات، وما يميز الإمارات هو هذا الانفتاح المهم على ثقافة الآخرين، وتشبع أبنائها من خلال السفر والجاليات الموجودة داخل الدولة ووجود التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت وحدوث التطور الفني الكبير من خلال تلك العوامل المتعددة الثقافات.
كذلك تناول الكتاب التواصل الثقافي والفني مع الدول الاجنبية وأثره على التنوع في الفن التشكيلي الإماراتي ومساهمة المؤسسات الثقافية والفنيةبالامارات في تعزيز التواصل بين الشعوب، وأثر التنوع الثقافي في الفن الاماراتي المعاصر من خلال مختارات من أعمال بعض الفنانيين الإماراتيين، والتي تنطبق عليهم المعايير المتعلقة بالتأثر بالتنوع الثقافي ومدى استفادتهم من التفاعل الثقافي الموجود على أرض الدولة، ومن جانب آخر إبراز دور الفنانين الإماراتيين وتسليط الضوء عليهم، وتناول زوايا مختلفة من سيرتهم واتجاهاتهم الفنية وأثرها في الفكر الإبداعي والابتكاري داخل أعمالهم الفنية.
زر الذهاب إلى الأعلى