مقالات

“التربية الأمنية.. الدواعي و الإنجازات”  د. أحمد طقش    –    الإمارات

د. أحمد طقش

ما من أمة تسعى لأن تحتل مكانًا مرموقًا و متميزًا إلا وأولت العملية التعليمية والتربوية اهتمامًا بالغًا تستطيع من خلالها بناء جيل واعٍ متمسك بثقافته وقيمه وتقاليده أولًا ، ثم قادر على التكيف مع تطورات العصر ومعطيات التكنولوجيا الحديثة ثانيًا.

الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله

لاستدامة حقيقية مؤثرة في المسيرة التنموية ، لا بد من إدماج مادة (التربية الأمنية) داخل مقررات الدراسة الصفية في المراحل ما قبل الجامعية.

الدواعي

أولًا : لا بد من تغذية الناشئة بالوعي الأمني المبكر الحامي من الانزلاق في مهاوي الردى ومخاطر الإدمان

ثانيًا : صار لزامًا تلقين المبتدئين مبادئ حماية الدولة من الطرح الهجين

ثالثًا : حتمًا صار علينا رفع مستوى الحذر الأمني في عقول طلاب المراحل الابتدائية و المتوسطة و الثانوية

رابعًا :  سيتماسك المجتمع أكثر عبر مادة (التربية الأمنية) لتتجاور مع مادتي (التربية الأخلاقية) و (التربية الإعلامية) في رفد شخصية الطالب الإماراتي

خامسًا : تكتمل الصورة الفسيفسائية للخريطة التربوية المدرسية بهذا البعد الأمني البارز الملحاح

سادسًا : أطماع فوارة من كل مكان حوالى القيم المجتمعية ، و لابد من تجييش حتى تلاميذ المدارس لدفاع الجميع عن الجميع

الإنجازات

أبلت بلاء عسلًا جهات الإمارات المحلية والاتحادية في ضخ المفاهيم التربوية والأمنية في أفئدة الناشئة الطرية، واستطاعت مجموعة دورات تدريبية دورية قديمة جديدة متجددة أن تغرس في الوعي الجمعي الطفولي ركائز تقدير بل تقديس الوطن المفدى بالروح و الدم ، وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر شدة نجاح (ملتقى التربية الأمنية) الأول و الثاني والثالث والرابع في تبيان ما للتربية الأمنية لأطفال المدارس من أهمية قصوى في التبكير بحل المشاكل، حتى أحيانا قبل أن تبدأ، بالضبط تمامًا : (الوقاية خير من العلاج) ، منع الجنح الصغيرة من أن تتحول إلى جرائم كبيرة، منع المتعاطي الطارئ من أن يتحول إلى مدمن مداوم يوميًا على المنكرات ، منع المبتز لشخص واحد من أن يتخذ الابتزاز حرفة يومية تهدد مجموعة كبيرة من الناس الآمنين.

مفردات التربيةالأمنية:

أ – التقيد بالنظام : الانضباط سر كل أنواع النجاحات التي يتطلع الطفل إلى تحقيقها عندما يكبر.

ب – احترام الوقت: آية الطالب المربى أمنيًا استثمار الوقت بما يفيده بعد انتهاء هذا الوقت، مثلما آية الطالب المنفلت استهلاك الوقت استهلاكًا عشوائيًا يضيع الطفولة ثم يضيع الشباب ثم يضيع الكهولة.

ج – تحمل المسؤولية: التربية الأمنية الرصينة تجعل الطالب حارسًا حقيقًا للحدود ، تجعله من (حرس الحدود) حتى لو كان طفلًا صغيرًا ، يساهم و لو بشكل بسيط في الذود عن حياض الوطن.

ه – الإلمام بالحياة النظامية: نعم لا بد من عسكرة ولو مادة واحدة من المواد المدرسية كي يتعود النشء باكرًا على الالتزام.

و – زرع روح التعاون : الفرقة الفرقة الفرقة … لا يريد العدو من المجتمع إلا التناحر الذي يؤدي إلى التباغض الذي يؤدي – لا سمح الله – للاقتتال ، فالتلاحم هو حصن حصين يرد كيد المتربصين.

ح – رفع الحس الأمني : غالبًا التدريب على الحس الأمني بعد انتهاء فترة الشباب غير مفيد ، فالتربية الأمنية في المراحل الابتدائية هي : (العلم في الصغر كالنقش على الحجر)

ط – مشاركة الشرطة في توفير الأمن للمجتمع: لا تستطيع الشرطة منفردة تحقيق الأمان دون مساعدة من المجتمع ، كما لا يستطيع المجتمع منفردًا تحقيق الأمان دون مساعدة من الشرطة.

ي – تقليل التسرب من التعليم : لا لن يتسرب الطالب من المدرسة ، إذا كان يلتقى التربية الأمنية تلقيًا إبداعيًا لا كلاسيكيًا، التلقين القديم هو أحد أهم أسباب التسرب من التعليم.

ك – خفض الانحراف السلوكي: أثبتت التجارب أن العلم يقوّي العلم على الغريزة، وبالتالي فإقرار التربية الأمنية سيعدل السلوك الصفي والسلوك البيتي معًا.

ل – زيادة التفوق الدراسي: ترسم مادة التربية الأمنية صورة ناصعة لطالب متقدم ، قافز فوق المستحيل، يحقق – منذ الآن – التطلعات العالية للوطن الغالي ، قريبًا من التفوق بعيدًا عن الكسل و بلادة التفكير.

م – تعزيز روح الانضباط السلوكي: من الخير أن يشعر الطالب في المدرسة أنه جندي في المعركة، لكن معركة الحب لا معركة الحرب، معركة البناء لا معركة الهدم.

ن – إتقان فن إدارة الأزمات: إدارة الذات ثم إدارة الأزمات، تكون قبل تشكل الذات وقبل تعقد الأزمات، وهكذا فتدريسها بعد المرحلة المدرسية قد لا يكون مجديًا البتة.

س – النجاة من الابتزاز الإلكتروني : من يتعرض للابتزاز الإلكتروني دون أن يتعلم التربية الأمنية، قد لا يجيد التصرف، هل يشتكي المبتز ؟ هل يسامحه ؟ هل يذعن لتهديداته، هل يهرب منه؟ هل يبلغ الأهل؟ المدرسة؟ الشرطة ؟

وهكذا وبعد جولاننا في أفياء التربية الأمنية نرى أنها ضرورة لازمة الآن وفي كل آن لبناء مدماك جديد في ترسانة الحماية الأسرية والمجتمعية ككل من الشهوات والشبهات، فأمان الفرد الصغير لا يقل أهمية عن أمان الفرد الكبير، والتربية الأمنية المبكرة توفر الوقت والجهد والمال، لكن لمن يريد دوام الاستدامة والاستقرار و الازدهار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى