نظم اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات يوم أمس الثلاثاء6 فبراير 2024 في فرعه بأبوظبي، جلسة حوارية بعنوان “دور الأدب في تعزيز الهوية والتراث الإماراتي” شاركت فيها الدكتورة فاطمة حمد المزوعي والروائية مريم الغفلي وأدارتها الدكتورة ناجية الكتبي وحضرتها الأديبة شيخة الجابري المسؤول الثقافي في الاتحاد، رئيس الهيئة الإدارية في أبوظبي وعدد من الكتّاب والشعراء والمهتمين
تحدثت د. فاطمة المزروعي عن تجربتها في أدب الطفل وكتابتها القصص القصيرة الهادفة إلى تعزيز الهوية والتراث الوطني لدى الأطفال، وقالت إنها ابتدأت بسبع مراحل أولها مرحلة القراء المبكرين الذين تتراوح أعمارهم من السابعة فما فوق، ثم انتقلت بعد ذلك إلى الفئات العمرية الأصغر سنًّا، تطرقت إلى مواضيع عدة منها ثلاثية الوالد المؤسس الشيخ زايد والتي تحدثت فيها عن سيرته “رحمه الله”، كما عمدت إلى ذكر عناصر التراث مثل النخلة وبعض المناطق في الإمارات كإمارة أبوظبي ومدينة العين ومعالمها التراثية، ووظفت المجسمات والقصاصات الورقية التي تسهم في إيصال المعلومة بسلاسة وركزت على موضوع السنع الذي يشكل عاملًا مهمًا في تكوين شخصية الطفل الإماراتي وثقافته الوطنية.
وناقشت الروائية مريم الغفلي مسألة الكتابة للطفل في تعزيز الهوية والتراث وكيفية إيصال المعلومة بطريقة سهلة، إذ ترى بأنها مسؤولية كبيرة في تأثيرها على الجيل الصغير والناشئة، توجهت في كتاباتها لقصص الأطفال بتناول مواضيع السنع والعادات والتقاليد والاعتزاز بالزي الوطني الإماراتي، إضافة إلى كرم الضيافة في إعداد القهوة وكيفية تقديمها للضيوف، كما تناولت موضوع البيئة وعمدت في كتابة القصص إلى ذكر الأشجار والطيور المحلية وكيفية الحفاظ عليها، سعيًا منها إلى غرس القيم والأخلاق الحميدة لدى الأطفال الذين هم جيل الغد والمستقبل.
وتطرقت د. فاطمة المزروعي للحديث عن المكتبة التي أنشأتها للأطفال، حيث وظفت فيها عوامل عدة تسهم في تعزيز هوية الطفل الوطنية، منها إنشاء ركن خاص بالألعاب يشبه في تصميمه قصر الحصن في أبوظبي، إضافة إلى الكتب والورش الترفيهية والتعليمية.
وتحدثت الروائية مريم الغفلي عن المرحلة الانتقالية التي عايشتها بين الماضي والحاضر ودورها كروائية في المحافظة على الهوية والتراث من خلال كتابتها للرواية وتوظيفها للمصطلحات والصور التعبيرية التي تجعل القارئ الإماراتي يعتز بتراثه وهويته وأصالته، حيث تناولت في كتاباتها عن الطب الشعبي وعن الخراريف ودور المطوع في العملية التعليمية آنذاك إضافة إلى المسميات الشعبية والطراز المعماري الذي تميزت به المباني والبيوت القديمة وترى الغفلي أهمية توثيق مثل هذه الصور والأحداث حتى تترسخ في أذهان الأجيال القادمة لكي تعتز بماضيها وحاضرها.
كما شارك الحضور بنقاشاتهم وأسئلتهم حول الدور المهم الذي يقوم به الكاتب وقدرته على توظيف مهاراته الإبداعية في مخاطبة كافة الفئات العمرية عبر أعماله الأدبية من أجل إيصال الأفكار والمعاني التي من شأنها ترسيخ وتعزيز الهوية والتراث الإماراتي.