أخبار

مهرجان “قلب شاعري” (13) : أطياف من المساهمات الشعرية ومشاركة طالبية واسعة

 

من اليمين د. قيس غانم و د. شهاب غانم و محمد المر و د. عبدالحكيم الزبيدي

 

 

د. شهاب غانم يطلق “تاج محل” المترجم

 

 

د. شهاب غانم

 

 

إدريس ميرز

 

 

د. قيس غانم

 

 

هبة الفقي

 

 

نزار أبو ناصر

 

 

سلوانا سلمان بور

 

 

د. شهاب غانم يكرم هبة الفقي

 

 

.. ويكرم نزار أبو ناصر

 

دبي    –    “البعد المفتوح”:

كان التاسع من شهر فبراير 2024 موعد مهرجان “قلب شاعري” الدورة (13) في دبي، وتنظمه “سوكا جاكاي” الدولية فرع الخليج بالتعاون مع معهد الدراسات المصرفية والمالية، وقرية المعرفة، ومدينة دبي الأكاديمية العالمية، وقد استقبل الشاعر د. شهاب غانم ضيف الشرف لهذه الدورة معالي محمد المر.

واحتضن المهرجان مشاركة واسعة لطلاب من مدارس عدد من إمارات الدولة، وكان الموضوع الرئيسي للطلاب هو التنمية المستدامة، كما كانت هناك فقرة عن الفيلسوف الياباني الحاصل على لقب “شاعر الأمم المتحدة” والذي توفي عن ٩٥ عامًا في ١٥ نوفمبر 2023 فضلًا عن أنه شارك د. شهاب غانم  في تأسيس مهرجان “قلب شاعري” عام ٢٠١١ وألقى د. شهاب غانم قصيدة مهداة إليه.

ومن فعاليات المهرجان إطلاق ديوان مترجم كل عام ،وكان هذا العام إطلاق “تاج محل” ديوان د. شهاب غانم المترجم إلى اللغة الهندية، وضم 33 قصيدة اختارتها وترجمتها الشاعرة اهندية المعروفة د. بادماجا شارما وابنتها المحامية.

و شارك عدد من الشعراء الأدباء منهم إضافة إلى د. شهاب غانم الشعراء إدريس ميرز وهبة الفقي وسلوانا سلمان بور ود. قيس غانم    و نزار أبو ناصر، كما تضمن المهرجان فقرات موسيقية وغنائية واستعراضية.

وفي ختام المهرجان كرم د. شهاب غانم المشاركين والتقط صورة تذكارية معهم ومع عدد من الحضور.

________________________________

“هيروشيما”

قصيدة: د. شهاب غانم

(مهداة إلى الشاعرالفيلسوف الياباني   دايساكو إيكيدا*)

نجيء إلى هذي الحياة ونذهبُ

ويخلفنا ذِكْرٌ خبيث وطيبُ

فطوبى لمن فاحت سجاياه بعدَه

وويل لمن قضّى الحياة يخرِّبُ

رأيت بقايا “هيروشيما” فهالني

دمار مريع عنده الوصف يصعبُ

رأيت دماراً هائلاً ليس مثله

دمار .. هنا القرميد بات يذوّبُ!

تبخرت الأجساد في لحظة.. ومَن

أصيبوا على بعد كما الشمع ذُوِّبوا

ومن كان في أقصى المدينة  ناله

احتراق .. وبالإشعاع عاش يعذَّبُ

وكان الضحايا صبيةٌ وعجائز

    فللجبهة الشبان كانوا تسربوا

قضى ربع مليون بربع دقيقة

    ب “هوريشما” أو “نيجازاكي” وألهبوا

    ×  ×  ×

لقد فُجِّرَتْ فوق ارتفاع مقدَّرٍ

    ليغدو أذاها بالغاً.. ويؤدِّبُ!

ومليون سنتيجراد كانت حرارة

    أشد من البركان إنْ هبَّ يَغضَبُ

ذكرت جحيم الله .. نار جهنمٍ

    وكيف سيصلى مجرمٌ ويكبكبُ

يُبَدَّل جلداً بعد جلد .. فإنه

    عذاب مقيم .. ما له منه مهربُ

وقد حرَّم الله الحريقَ على الورى

    وسيلةَ تعذيبٍ .. ولكنهم أبوا

          ×   ×  ×

أخي “دايساكو” عشتَ جيلين حاملاً

    لواءَ سلامٍ لا تكلُّ وتتعبُ

تحاربُ أنواعَ الحروبِ وأهلها

    وكلَّ دمار شامل يُتَهيَّبُ

وقمع الشموليين أحرار شعبهم

    ليستعبدوا الفرد البسيط ويرهبوا

وتبدع أشعاراً تحثُّ على العلى

    وتبدع تصويراً  له الحسنُ مذهبُ

وتبني صروحاً للثقافة ملؤها

    جمالٌ وموسيقى وفنٌ محببُ

وتنشئ دوراً للعلوم رفيعةً

    بمختلف الأقطار فالعلم مطلبُ

وكلُّ رقيٍّ للأنام أساسه

    علومٌ وأخلاق وفنٌّ مهذبُ

وأنت “أكيدا” فيلسوفٌ وشاعرٌ

    زعيم بآفاق القيادة كوكبُ

جمعت قلوب المعجبين محبة

    وبينهم دوما ب “سنسي”** تُلَقَّبُ

    ×  ×  ×

رأيتُ “هيروشيما” وقد عاد مجدُها

    مدينةَ حسنٍ بالسنى تتوثبُ

ولاحت “كماكورا” لعيني و”طوكيو”

    كذاك “شكوكو” بالأناقة تخلبُ

وكانت “كيوتو” ربة الحسن بينها

    بكل كؤوس للملاحة تذهبُ

رأيت بلادا في الأناقة قدوة

    فليست من الأشجار إلا تشذبُ

وشاهدت في اليابان شعباً مرحباً

    يعيد انحناءً فهو شعب مهذبُ

مكارمُ أخلاقٍ تشعُّ بهيةً

    بها المرءُ حقاً للعلى يتقربُ

وشاهدت “فوجي” شامخًا متألقًا

    كأن بني اليابان منه تشربوا

          ×   ×  ×

أخي “دايساكو” تلك حسن ضيافة

    لها ألف شكر لو أفيض وأطنبُ

فكم أكرم الأعوان وفدي ورفقتي

وكم أحسن الأعوان رفدي ورحبوا

ولم يطعموا الا الذي قد طعمته

    وذلك تكريم عجيب محبّبُ

وشكراً لإعطائي ولابني فرصةً

    لعرض كتاب الله فالحق مأربُ

وفي معهد للفلسفات جرى لنا

    حوارٌ عميق ليس فيه تعصُّبُ

تعالوا إلى قولٍ سواءٍ فإننا

    جميعًا نريدُ الحقَّ والحقُّ أغلبُ

“قابَ ضوءينِ من الْحُزن”

قصيدة: هبة الفقي

على ..

 مُــراوَغـةِ الْأوْجـاعِ

 يعْتَكِــفُ

وقـابَ ضَــوءَيْنِ

مِــنْ أحْـزانِهِ يَقِـفُ

مُـزَمّــلًا  ..

بنفــوسِ النّازفيــنَ أسـىً

ونازِفًـا

 قـدْرَ مــا في كفِّــهِ

 نَزَفــوا

يُعَلِّــمُ اللّيــلَ ..

 أنَّ الصُّبــحَ أُغْنِيَــةٌ

لُحونُهـا

مِـنْ فَـمِ الْأيّــامِ تُقْتَطَــفُ

غَضٌّ ..

 وكَــمْ خانَتِ الْأشْــواكُ

 خُطْوَتَــهُ

لكِنَّــهُ ..

 بِحَنــانِ الْـوَردِ

 يَتَّصِــفُ

بينَ انْصِهــارِ الْقَوافــي ..

 يَكْتَــوي قَلَقًـا

وفَـوْقَ رجْفَـةِ حَــرْفٍ

 يـولَـدُ الشَّـغَـفُ

وكُلَّمـا أظْلَمَــتْ ..

 بيْـنَ الْـوَرَى لُغَــةٌ

يظَـلُّ باللّغــةِ الْبيْضــاءِ

 يَعْتَــرِفُ

لمْ يَدَّخِــرْ فَرَحًا ..

 عَـنْ كُـلِّ مَـنْ حَزِنــوا

حتّى الذينَ

 عَلـى أضْلاعِــهِ عَزَفــوا

يَمُــدُّ أغْصــانَهُ ..

 للنّــاسِ مُتكَــأً

ويعْصِــرُ الْـوُدَّ أعْنــابًا لِيَرْتَشِفــوا

قَلْبٌ ..

 يَمُـرُّ الضَّنى

 مِنْ ثُقْـبِ فَرْحَتِـهِ

ولايــزالُ

 لآهِ الصَّبـــرِ يقْتَـــرِفُ

حاوَلْتُ ..

 أنْ أُقْنِــعَ الْأنْهــارَ

 في دَمِــهِ

أنَّ الْبَقـــاءَ

 علَـى طَبْــعِ الْوَفــا تَلَــفُ

أنَّ الْحَيــاةَ ..

 تُناجـي بابْتِسامَتِهــا

جُـوعَ اللّئــامِ

 وعـنْ مِثْلي سَتَنْصَرِفُ

ولا يــزالُ ..

 يُربِّــي طُهْــــرَ فِطْـــرَتِهِ

فلا يئِـــنُّ

 ولا يَـــدْري بِـهِ الأَسَـــفُ

يقْســو الزَّمـــانُ ..

 ولكــنْ لا يُغَيِّـــرُهُ

كــأنَّـهُ

 عنْ جميــعِ الْخَلــقِ

 يخْتَلِــفُ

قَلْبــي ..

 ولكنَّنا خَصْمـانِ

في جَسَدٍ

نَنْـأى ويجْمَعُنــا

 في فُلْكِــه الشَّــرفُ

أبْكي عليــهِ ..

ولا يَبْكي ..

 فدَمْعَتُــه

للْعاكِفيــنَ على أحْقادِهِمْ

هَدَفُ

كُـلُّ الذينَ

 بِيَــومٍ خِلْتُهُـــمْ بَشَــرًا

أمَــامَ

 أوَّلِ حُـــزْنٍ مَسَّـني

 كُشِفــوا

على الْجِــراحِ

 أراهُــمْ

يَرْقُصــونَ كَمـا

تـدورُ أفْعَــى

 على صَيــدٍ وتَخْتَطِــفُ

لـنْ يُخْـرِجــوكَ

 مِـنَ الْأحْــلامِ مُنهًزمـًـا

فأنْـتَ أوَّلُ

 مَـــنْ بالْحُــلْمِ يَلْتَحــفُ

دَعْهُــمْ يَمُــرّونَ ..

 لا تَعْـبَأْ بِظُلْمَتِهــمْ

فَتَحْــتَ نُــورِكَ

 لَيْــلُ الظُّلـمِ يَرْتَجِــفُ

مازِلْـتَ وحْـدَكَ

 يا ابْنَ الطَّيِّبيـن

مَـدىً

مِنَ النَّقــاءِ ..

 إليهِ الضَّوءُ يزْدَلِفُ

عَلَّمْتَنـي ..

 أنَّ فـي الْأخْــلاقِ زينَتَـنا

وأنَّ كـلَّ جَميـــلٍ بَعْـــدَهـا

 تَــرَفُ

أنَّ الْقَنـاعَـــةَ

 بالْأرْزاقِ ثَـرْوتُنــا

والنُّبْـل أفْضَـلُ

 مـا تُرْوَى بـهِ النُّطَـفُ

عَلَّمْتني ..

 كيْــفَ لاجوعٌ

يُـراوِدُنا

فالْحُـبُّ خَيْـرُ مَعينٍ

 مِنْــهُ نَغْتَــرِفُ

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى