إشادة بالمبادرات الثقافية للشارقة
مبدعون أفارقة: ملتقيات الشعر في إفريقيا سابقة ثقافية
عبد الله العويس و محمد القصير ود. عبد الله السيد وشخصيات مشاركة
نواكشوط – “البعد المفتوح”:
اختتم مهرجان “نواكشوط للشعر العربي” فعاليات دورته التاسعة التي أقيمت تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ونظمتها دائرة الثقافة في الشارقة على مدى 3 أيام بمشاركة فاعلة ومميزة من شعراء ومثقفين ونقّاد موريتانيين وأفارقة من دول “مالي” وغينيا، وساحل العاج، والسنغال، إضافة إلى مشاركين من دول عربية.
حضر حفل الختام في “بيت الشعر” في العاصمة الموريتانية نواكشوط، سعادة عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، والأستاذ محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، ود. عبد الله السيد مدير “بيت الشعر” في نواكشوط، وكوكبة من الأدباء ومحبي الشعر.
تخللت المهرجان قراءات شعرية متنوعة، وسلسلة توقيعات لدواوين صادرة عن دائرة الثقافة للعام 2024، إضافة إلى ندوة نقدية سلّطت الضوء على موضوع شعري حيوي يتصل بالفروقات الفنية بين القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة.
وفي تصريح للدكتور الشيخ سيدي عبد الله المكلف بمهمة في وزارة الثقافة المورتيانية، قال: “للمرة التاسعة تشرق في ليالينا أقمار الشارقة.. الشارقة التي أبت دائمًا إلا أن تستيقظ باكرًا مع الفراشات وحمائم العشق الزاجل كي توقظ فينا أحلام القول الرابضة في أعماقنا.. الشارقة بدائرتها الشاسعة تخطو خطوتها التاسعة في وادي عبقر، فتهتز مداءات الزمن الجميل، حيث الرطب الشعري يساقط وحيث جذوع النخل أبكار الكلمات.
وأشاد الشيخ سيدي عبد الله بمبادرات الشارقة الثقافية: “الحديث عن الشعر في حضرة عشاقه حديث طويل وطويل، لذا أجدد الترحيب بضيوفنا الكرام، و أشيد بهذه الآصرة المعرفية النبيلة التي تعهدها ورعاها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتتمثل ببيوت الشعر في الوطن العربي، وبيت شعر نواكشوط ماسة في تاج العلاقات الثقافية التاريخية”،
وأضاف: “ليس هناك نبل أنصع من علاقة تضع الابداع والمعرفة على قمة هرمها، ولقد حرصت دائرة الثقافة بحكومة الشارقة على أن يظل مهرجان نواكشوط للشعر العربي ضمن الأحداث الأدبية السنوية الثابتة .. فشكرًا لجميع القائمين على المهرجان””.
وقال سيدي عبد الله “إن وزارة الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان، تعتبر أن بيت الشعر في نواكشوط هيئة ثقافية رائدة، وشريك ثقافي موثوق لما يقدمه للساحة الشعرية الوطنية من عطاءات تساهم في تنشيطها وحيويتها”..
“نقطة الضوء”
أشاد شعراء مشاركون في الدورة التاسعة من المهرجان، بالدور الثقافي للشارقة على مستوى الوطن العربي ودول إفريقيا، وثمّنوا مبادرات الإمارة، ومنها “بيت الشعر” في نواكشوط، الذي اعتبروه أضاف آلية نشر لم تكن موجودة في موريتانيا، ودورات تدريبية للشعراء، وفتح الباب أمام النقاد لكي يسمع صوتهم.
وأشار شعراء أفارقة مشاركون في المهرجان أن “بيت الشعر” في نواكشوط منصة ثقافية مهمة لشعراء دول غرب إفريقيا، فيما أكّدوا أن ملتقيات الشعر في إفريقيا التي تنظمها دائرة الثقافة، “تمثّل سابقة ثقافية تاريخية أدهشت كل من يهتم باللغة العربية، وتعيد الرئة التي يتنفس من خلالها الشعراء الأفارقة الإبداع العربي”.
في هذا السياق، يقول الشاعر إبراهيم توري من السنغال (27 عاماً): “بداية أوّد أن أشير إلى الدور المهم الذي يمثّله بيت الشعر في نواكشوط للشعراء من الدول العربية والإفريقية، فهو منصة غاية في الأهمية، ومنطلقا للمبدعين، وفي ما يتعلق بمشاركتي في المهرجان فأنا اعتبر نفسي محظوظا بهذه المشاركة”.
ويؤكد توري أن الشارقة داعم ورافد أساسي للشعراء وللمبدعين، ويشير إلى أن شعراء غرب إفريقيا من دول عديدة؛ لمسوا الدعم والرعاية من خلال ملتقيات الشعر في إفريقيا التي تنظمها دائرة الثقافة في الشارقة، ويوضح أن ملتقى الشعر الذي أقيم في بلاده، والذي شارك فيه، أضاف الكثير للغة العربية وللشعر العربي في السنغال.
ويجد الشاعر الموريتاني المختار السالم أحمد سالم في المهرجان واحة في وسط الصحراء، ويقول: “الصحراء لا تعني الخلاء، ولكن هناك من يمكنه أن يستنطق بيئتها، وهذا المهرجان اكتشف مواهب، وأتاح الفرصة أمام مواهب، وطبع دواوين مواهب، وشكّل لقاء للمبدعين في نواكشوط ومن دول غرب إفريقيا التي تضم العديد من الشعراء الذين يكتبون باللغة العربية، وقد وجدوا في بيت الشعر الاهتمام والرعاية”.
ويقول المختار السالم حول دعم الشارقة للثقافة: “إذا تحدثنا عن الشارقة كأنما نتحدث عن أنفسنا، لأنها أكبر داعم للغة العربية في هذا الزمن، ونحن نفتخر ونعتز بما يقوم به صاحب السمو حاكم الشارقة في خدمة اللغة، كما نفتخر بدور مبادرات الشارقة ومنها بيت شعر نواكشوط الذي أضاف آلية نشر لم تكن موجودة في موريتانيا، وأضاف دورات تدريبية للشعراء، وفتح باب للنقاد أن يسمع صوتهم في البلاد”.
ويرى محمد ماريغا شاعر من دولة غامبيا (25 عاماً) أن مهرجان نواكشوط للشعر العربي يمتلك بصمة خاصة بالنسبة للشعراء الأفارقة، ويعلل ذلك بالقول أن المهرجان يعد مساحة واسعة للتعلم، كما يمثّل فرصة كبيرة للتعرف على الكثير من الشعراء، ويؤكد أن “بيت الشعر” في نواكشوط كان داعماً لمشواره في كتابة الشعر، ويشير إلى ملتقيات الشعر في إفريقيا باعتبارها رؤية ثقافية تصقل المواهب الشعرية الإفريقية.
ويشيد ماريغا بالدور الثقافي الذي تقوم به الشارقة للشعراء، بقوله: “نشكر اليد الداعمة من الشارقة، وندعو الله أن يكرمهم في العمل الثقافي الراعي للغة العربية وللأدب”، ويستعيد الشاعر الغامبي بداياته مع اللغة العربية ويشير إلى أن إصرار والدته دفعه لتعلم العربية، فانطلق من مراكز تعليمية في بلاده، فحفظ القرآن الكريم، وتعلم اللغة.
ويرى الشاعر الموريتاني التراد محمد أن من أهم الأدوار في العالم العربي حاليا؛ الدور الذي تقوم به الشارقة على المستوى الثقافي في كل البلدان العربية، ويشير إلى أن المشهد الأدبي المكثّف الذي نعاينه اليوم في الوطن العربي ما كان ليتم لولا دعم الشارقة، ويؤكد أنه ساهم في إثراء الساحة الثقافية.
ويقول التراد محمد أن الشعراء ينظرون إلى الشارقة على أنها إمارة رائدة، والراعي للعمل الثقافي في الوطن العربي وإفريقيا، ويعبر عن شكره بهذه الرعاية المتواصلة.
ويعرب عبد المنعم حسن شاعر من جمهورية مالي (36 عاماً) عن سعادته بالمشاركة في المهرجان، ويقول: “تشرفت بالمشاركة في المهرجان بدعوة كريمة من بيت الشعر في نواكشوط، وأشعر بسعادة غامرة بتواجدي في مورتانيا التي أحب، وفي موازاة سعادتي هناك شعور داخلي بمسؤولية كبيرة تجاه تمثيل بلادي لتقديم الشعر العربي الذي يكتب في مالي”.
ويقول حسن: “إن الشارقة أكرمتنا ممثلة بدائرة الثقافة بإقامة وتبني ملتقيات الشعر العربي، ولأول مرة، في دول غرب إفريقيا، وقد تشرفت بأن شاركت مرتين في هذا الملتقيات، التي استقطبت محبين ومهتمين في مالي، وكأن الأمر بمثابة معجزة، إذ اجتمع متحدثو اللغة العربية في كل ربوع جمعهورية مالي في بامكو، والاستماع إلى الشعر، فنحن نشكر بقلوب ملؤها الامتنان، نشكر صاحب السمو حاكم الشارقة، على هذه الرعاية الكريمة للشعر العربي في إفريقيا، والتي تمثّل سابقة ثقافية تاريخية أدهشت كل من يهتم باللغة العربية في بلادنا، وقد أعادت الرئة التي نتنفس من خلالها الإبداع العربي”.
الشاعر والروائي الموريتاني الشيخ نوح يقول: “إن وصول مهرجان نواكشوط للشعر إلى دورته التاسعة يؤكد تصميم القائمين على مواصلة الفعل الثقافي المهم الذي نحتاجه في موريتانيا، ويشكّل مكانة ثقافية مهمة في البلاد، ويلاحظ عاما بعد عام يشهد اهتماما أكبر من قبل السلطات والمهتمين والمثقفين، لذا فهو فرصة كبيرة في الزمن الموريتاني لنعيش أيامًا ثقافية زاهية”.
ويشير الشيخ نوح إلى أن الشارقة” نقطة ضوء ينطلق لينير البلدان العربية بضياء نورها الوهّاج، وهي المنارة الشعرية الأولى”، ويؤكد أن الإمارة تلبّي ما يحتاج إليه المثقف العربي، وتوفر للقارئ التفاعل والاطلاع على كل عمل أدبي جديد.
ويؤكد الشاعر الموريتاني محمد المصطفى العربي أن المهرجان هو الأول شعريًا على مستوى موريتانيا، لما يتيح من فرق كبيرة للمثقفين، ويضيف “لأن الشارقة تأخذ التجربة الناشئة المبتدئة، وتحتضنها منذ أول وهلة، ثم تأخذ بيد صاحبها إلى القمة وأرض مليئة بالشعر والمعاني الجميلة”.
ويوجه العربي الشكر بقوله: “أوجه كامل الشكر والعرفان إلى الشارقة، في تحريك مياه الثقافة الراكدة، وإعادة اخراجها في ثوب أنيق كما تفعل الإمارة دائما”.
ويعبّر بامبا يوسف من ساحل العاج (25 عاماً)، عن سعادته بالمشاركة الأولى في مهرجان نواكشوط للشعر، ويعتبر أنها مشاركة فارقة في مسيرته لأنه الحدث الثقافي الأبرز بالنسبة لدول غرب إفريقيا.
ويشير إلى أنه شارك في ملتقى الشعر العربي الذي أقيم في بلاده، ويشيد بالملتقى لما يقدمه من خدمة ثقافية مهمة للغة العربية في دول إفريقيا.
“حرفة الحياة”
شهد اليوم الختامي توقيع ديوان “عناق الثلج والنار” للشاعر الأمين الطالب محمد، وأمسية شعرية شارك لكل من الشعراء: عثمان عمر لي، والسالكة مختار، وإبراهيم توري (السنغال)، ومحمد محمود الساسي، وقدّمته الإعلامية الزهراء ماء العينين.
إبراهيم توري شاعر وكاتب سنغالي (27 عاماً)، تعلّم العلوم الدينية والعربية في المدراس العتيقة، ثم حصل على بكالوريوس في الآداب العربية،حصل على العديد من الجوائز الشعرية، يقرأ من نص بعنوان “رؤى وأحلام.. لحظة تماهٍ”، يقول:
ولأنه ابتكر الحياة بحرفه
سيظل يرفل في مدائن عزفه
هذا صداه الآن يرسم للمدى وترًا تنازعت الرؤى في خطفه.
الساسي من مواليد العام (1989)، أنهى دراسة الأدب العربي من جتمعة نواكشوط، يعمل مدرسًا للغة العربية بالمستوين الإعدادي والثانوي، وهو عضو اتحاد كتّاب الموريتانيين، صدر له ديوان “تراتيل النبض” عن دائرة الثقافة في الشارقة، قرأ من قصيدة بعنوان “كما لم يصل”، يقول:
خطا الغيمات في النسمات
خطاه حافي النبضات
وما من خنجر الدنيا
تقاطر من دم النايات
السالكة المختار شاعرة موريتانية درست التاريخ في جامعة نواكشوط، وتشير سيرتها إلى أنها كتبت الشعر في سن مبكرة، تعمل مدرسة وصحفية، وهي عضو اتحاد الكتاب والأدباء المورتانيين، وعضو اتحاد الإعلاميات الموريتانيات، تقرأ من نص بعنوان “هدهدة”، تقول:
نم يا صغيري جائعًا
تقتات من كلمات أمك
إنها بك شاعرة
نم أيها المحظوظ
مثلك لم تعد أم تهدهده
وليست حاضرة
وتواصلت القراءات الشعرية مع عثمان عمر (1989)، وهو شاعر وأكاديمي مختص في فيزياء “المادة المكثفة”، فهو حاصل على ماجستير فيزياء المادة المكثفة والنانو – جامعة ستراسبورغ (فرنسا) دكتوراه فيزياء المادة المكثفة – جامعة ستراسبورغ (فرنسا) حاليا أستاذ متعاون في قسم الفيزياء بكلية العلوم والتقنيات- جامعة نواكشوط، وله بحوث منشورة في مجلات علمية متعددة، كما يُحكِّم لدى دوريات المجتمع الأمريكي للفيزياء. صدر له حتى الآن: ديوان “كانتا رتقًا” عن دار “أوستن ماكولي” في الشارقة، وديوان “رسوم على الرمل” عن دار “الأجنحة للطباعة والنشر” في السودان.
“العمودية والتفعيلة”
شهد اليوم الثاني من المهرجان ندوة نقدية حملت عنوان “الصورة الفنية بين القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة”بمشاركة 4 باحثين هم: د. أبوه ولد بلبلاه، ود. عبد الودود أبقش، ود. أحمد باب المشري، وممو الخراش، فيما أدار الجلسة الأديب الموريتاني محمد المحبوبي.
ركّز موضوع الندوة على تشكيل القصيدة للمعنى والمبنى والأساليب الجمالية، وما يميز الشكلين عن بعضهما بعضًا، وسلّط الضوء على القديم والحديث والتقاطعات الفنية بينهما.
استهل أبوه ولد بلبلاه من مواليد 1964، الجلسة النقدية، وهو أستاذ في جامعة نواكشوط، وأستاذ متعاون في عدد من المؤسسات التعليمية الوطنية، ويعمل أستاذًا دائمًا في “المدرسة العليا للتعليم” منذ سنة 2012.
وتناول بلبلاه ديوان “مدى حرفين” للشاعرة باتّه البراء أنموذجًا لدراسته، محللًا الصور الفنية فيه، وبدأ حديثه بالقول: “إن اللسانيات قد شايعت نظريّات المعنى في التفريق بين الشكل والمضمون وقد اتخذت الفراغ القائم بين اللفظ والمعنى منطاقا لها”،متناولا قصيدة “طيْبة” منطلقًا يختزل بعضًا من أهمّ الصورة الفنّية.
وانتقل الحديث إلى د. المشري باب، وهو شاعر وأستاذ جامعي، رئيس قسم اللغة العربية في المعهد العالي للدراسات والبحوث الاسلامية، له بحوث منشورة في مجلات محكمة من أهمها: “الشعر والحضارة” و قصيدة “صلاة ربي للشيخ محمد اليدالي: قراءة ثانية”.
وذهب المشري في كلمته إلى ضرورة خلق الخيال للصورة الفنية في الشعر، مقسمًا القصيدة العربية إلى شعريتين: دلالية أساسها الصورة، وشعرية إيقاعية أساسها الموسيقى، فيما حاضر بعدهما ثالثًا ممو الخراش، وهو من مواليد مدينة “تكنت” 1984، شاعر بالفصحى والحسانية، حاصل على الإجازة في الاقتصاد الإسلاميّ والإجازة في الإعلام والحضارة من “المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلاميّة”، وشهادة الماستر في مناهج البحث واللغة والأدب من جامعة نواكشوط، أستاذ ثانويّ للغة العربية، يعمل حاليًا مفتّش تعليم ثانويّ.
واستعرض ممو الخراش التقاطعات بين الثقافتين الجاهلية والموريتانية في القصيدة العربية، خالصا إلى ضرورة “الاعتراف بسيرورة الزمن، فلا يمكن أن يكون ابن قتيبة_ وهو من نقاد القرن الثالث الهجري _ أعدل منا في العلاقة بالقديم والمحدث، لا بد من بناء ذائقة مزدوجة، تجد متعتها الفنية في القديم وفي الجديد، ولن يكون ذلك إلا بازدواج أدوات القراءة والتأويل، وتجاوز وهم الحقيقة الأدبية المطلقة الثابتة”.
وفي ورقة حول “صورة اللاواقعيات في الليل والأرصفة أنموذجًا”، انطلق د. عبد الودود أبغش، في حديثه، وأرجع عملية الإبداع إلى القدرة على التصوير باللغة فوق مستوى الإدراك، وعلّق قائلا: ” البنيات اللاواقعية في الشعر الحديث، واعتناق الخيالية المفرطة وإحداث قلبٍ للعلاقات بين المجازات اللغوية من كنايات واستعارات هي ما تخلق روح الفنية عند الشاعر في شعريته”، مؤكّدًا أنّ جماليّة الشعر تنافي الحقيقة وتنأى به عن سلطة المنطق.
والناقد د.. عبد الودود أبغش شاعر وكاتب ومترجم، حاصل على شهادة الدكتوراه في اللغة والآداب والحضارة العربية، من كلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنّوبة – تونس، صدرت له مؤخّرا 2024 عن دار “كنوز المعرفة” دراسة بعنوان “اللسانيات والعرفنة” و”الأبنية الشرطية اللاواقعية”، كما نشرت له سابقًا “دار يافا” 2018 دراسة بعنوان “نظرية الأفضية الذهنية”، و يعمل حاليًا أستاذًا للسانيات الحديثة في جامعة نواكشوط.
شهد اليوم الثاني كذلك قراءات شعرية لكل من: لمرابط ولد دياه، والحسن ولد اعليّ، ومحمد المصطفى ولد العربي، وعبد المنعم حسن (مالي)، و قدم للقراءات الإعلامي الشيخاني ولد سيدي.
بدأت القراءات مع ولد ديّاه، الشاعر المولود في العام 1960، وتلقّى تعليمه الأوليّ في “المحاظر” الموريتانية، ثم التحق بالثانوية النظامية، حاصل على الباكالوريا الأدبية، وعلى الليسانس في الدراسات الإسلامية من المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية في نواكشوط، وهو عضو نشط في جهات ومؤسسات ثقافية موريتانية أبرزها اتحاد الكتاب والأدباء الموريتانيين، حائز على عدد من الجوائز الأدبية، له أعمال فكرية مطبوعة من أبرزها ديوان “عبرات”، وأخرى قيد الطبع. قرأ دياه مجموعة قصائد من ضمنها نصّه بعنوان “بلادي”، يقول:
كنت دار العلى وما زلت داره
حزت ما حزت من عُلى عن جدارة
لم تضيقي بالمجد ذرعًا ولكن
عن معانيك قد تضيق العبارة
عبد المنعم حسن القادم من الغرب الإفريقي من “مالي” تحديداً، لفت الجمهور بقراءة مميزة لعدد من قصائده، و هو من مواليد مكة المكرمة 1985، حاصل على (البكالوريوس) العربية من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، كما درس اللغة الفرنسية في المركز الثقافي الفرنسي “بباماكو” و صدر له ديوان “موسم اللازورد”، ألقى من جميل شعره نصوصًا من ضمنها قصيدته “رمل يحلم”، يقول فيها:
أخُطّ وأمحو كالرياح على الشطِّ
فهل عرفوا التأويلَ من قرأوا خطي؟
كمن دسّ في صدر المتاهة بذرةً
سقاها بعينيه، وأومى إلى القحطِ
سماءً سماءً يملأ البُعد وجهتي
إذا هبطوا.. أتعِس بمن حلّ من رهطِ!
ومثّل المصطفى العربي الصوت الشبابي، فهو المولود في العام 1995،خريج كلية العلوم القانونية و الاقتصادية،أستاذ يُدرس مادة اللغة العربية في نواكشوط، فائز في مسابقة “سدنة الحرف”، نشرت قصائدهُ فى عدد من المجلات العربية و المواقع الإكترونية، صدر له “أشياء في مهب الاحتمال” عن دائرة الثقافة في الشارقة 2023، وقد ألقى قصائد من ضمنها نصه “رَسوًا على ضِفَّةِ التاريخِ”، يقول:
لا شَـيء غـيـرُكِ أضـحى لـلزمان سَــنا
يَـــا آيــةً مُـنــذ وَجهـِي ما تَــزالُ أنـــا
أنتِ التراتيل في رجعِ الحروفِ مَشت
أنت المصابيحُ في كَـفِّ الحَـياةِ مُـنَـى
محمد ولد اعليّ، شاعر من مواليد 1966، نائب الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين سابقا، صدر له ديوان ” صرخات الصمت” سنة 2007، وقرأ من جميل إبداعاته مجموعة قصائد منها قصيدة “وجودية”.
وفي نهاية الجلسة، تم توقيع عمل شعري من الإبداعات الصادرة لهذا العام 2024عن دائرة الثقافة في الشارقة وهو: “يدي وحيدة منكبي” للشاعر إخلّيهنّ بوبكر.
زر الذهاب إلى الأعلى