أخبار

“بيت الشعر” في الشارقة يستوعب مزيدًا من الإبداع

أصوات تتألق: محمود محمد علي و د.جمال أبو سمرة ووئام كمال الدين

محمد عبدالله البريكي يتوسط الشعراء ومقدمتهم بعد تكريمهم من اليمين هاجر الرئيسي و محمود محمد علي ووئام كمال الدين و د. جمال جميل أبو سمرة

الشارقة    –    “البعد المفتوح”:

ءنظم “بيت الشعر” في الشارقة الثلاثاء 20 فبراير 2024 أمسية شعرية ضمن فعاليات “منتدى الثلاثاء”شارك فيها الشعراء: محمود محمد علي و د.جمال أبو سمرة، ووئام كمال الدين بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير “بيت الشعر” في الشارقة، وقدمت للأمسية الإعلامية هاجر الرئيسي، التي أشادت بنشاط “بيت الشعر” كل ثلاثاء حيث “نصطاد المتعة”تحت مظلة دائرة الثقافة في الشارقة برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة،     و عرّفت بشعراء الأمسية مرحبة بهم .

بدأت  الأمسية بقصائد ألقاها وسط تفاعل الجمهور وإعجابه  الشاعر  محمود محمد علي  ومنها قصيدته “بعضي يُطلُّ على بعضي” معبرًا عن  شوقه : ” تواتر الشوق في قلبي فأغرقه

ما إن تأرجح شوقٌ غيرُه يلدُ” وفيها يقول:

شوق يزيد

وقلب نائح غردُ

له بكل صباح إخوة جددُ

ذابوا

كحَبِّ الندى في كل ناحية

فكل قلب هوى من عشقهم بلدُ

لا حد للوجد في قلبي فأسكتُه

شوق يروح وذكرى بعدَه تفدُ

تواتر الشوق في قلبي فأغرقه

ما إن تأرجح شوقٌ غيرُه يلدُ

وأن حبًا بقلبي سوف يهلكني

وسوف يُغتالُ من أعضائه الجسدُ

بعضي يُطلُّ على بعضي ويسألُه

غدا تلاقي رسولَ الله يا ولدُ!

وترتوي من معين الحب أوردة

فقلتُ:

أخشى مع الأحباب لا أَرِدُ

مدينة داخلي جدرانُها آمنتْ

لكن سكانها يا صاحبي مردوا

الروح تعشق والأجسام تمنعها

من يخبر الطين أن الروح تُفتَقدُ

وأن نارًا بها لا شي ء يطفئها

لأنها بشَرَار الحب تتقدُ

أتيتُ أحمدَ والأوزار تُثقلني

وهل يخفف ما بي غيرُه أحدُ!

قلبي يكاد يجن اليوم من فرح

يا حظ قلبي إذا مسته منك يدُ

طرحتُ في داركم قلبي وشيمته

-ليلًا- يقول إذا ما دق:  يا مددُ

ويتجلى حب الشاعر لدولة  الإمارات العربية المتحدة وسعادته لوجوده فيها مع قصيدته “نَخْلةٌ فِي بَيْتِ زَايِدَ”:

يا وِجْهَتِي،

يا قَصْدَ كلِّ حَبيبِ

يا ظِلَّ كُلِّ مُسافِرٍ وغَريبِ

 إنِّي أَراكِ مَدَى السَّماءِ رَفيعةً

وأَرَى حَنانكِ كالنَّدَى المصْبُوبِ

 الأرضُ تَرقصُ حِين جِئْتكِ عاشِقا

شُكرًا لِمَا خَبَّأتِهِ بِجيُوبي

إلى أن يقول:

 في بَيْتِ زَايِدَ كنْتِ أَطْوَلَ نَخْلَة

مِنْه الشُّموخُ أَتاكِ دُون عُيوبِ

وبِكَفِّ مَرْيَمَ طَلَّ نُورُكِ سَلْوَةً

وبَدرتِ عَطْفا ذَائبًا بالطِّيبِ

يا مَلْجَأَ الفَلَّاحِ مِنْ شَمْسِ الضُّحَى

وغِناءَهُ عَنْ وَصْفِ كلِّ طَبِيبِ

يا مِحْورَ المَجْدِ الكَبيرِ تَعَاهَدِي

منِّي الوَلاءَ ومِنكِ كلَّ رَطيبِ

 يا لَحْنَ شادِنةٍ  وعشَّ حَمامَةٍ

ومنَابِرا حَظِيَتْ بخَيْرِ خَطيبِ

 يا نخْلةً رفعَتْ أكُفَّ جَرِيدِها

تَدْعُو لنَا… واللهُ خَيْرُ مُجِيب

 أنا بالمحَبَّةِ فِي ذُراكِ سَأَرْتَقِي

دَرَجَ الطُّمُوحِ  وأَلْتَقِي بِدُرُوبِي

وفي “ذاتُ النِّطَاقيْن” يستحضر التاريخ ومعاني التحضر والتضحية موظفًا بقدر  من المهارة والخيال الفكرة عبر الإسقاط  على الحاضر  ومنها يقول :

 مِنْ أَوَّلِ الدُّنْيا

تَضُخُّ العَنْبَرا

وتُقاسِمُ الماءَ الحياةَ إذا جَرَى

 وتَزُفُّ للأشْياءِ سِرَّ جَمالِها

فيَلِينُ مِنْها ما قَسَى وتَحَجَّرا

 كمْ ألَّفْتْ بيْنَ التَّضَادِ بِحِكْمَةٍ

يَكْفِيكَ هَذا في النساء تَحَضُّرا

 وغَدًا

تَروْن عَلَا الثُّرَيَّا خَطْوُها

مدَّ المشارقِ والمَغاربِ والذُّرَى

يا مصْرُ

يا أُمَّ  البلادِ تَفاخَري

بالأزْهرِ الغالي تَشرَّفت القُرَى

 الوَافداتُ

وَجَدْنَ فيه المُرتَجَى

وغَرَسْنَ فيه الحُلمَ حتَّى أَثْمَرا

 بنْتُ الحجازِ أتَتْ إليهِ

يَسُوقُها

حُلْمٌ من الشَّغَف الكَبيرِ تَسعَّرا

 ومُنَى تمَشَّتْ في الرِّواقِ

وفكَّرتْ

واللهُ يمْنحُ سِرَّهُ مَن فَكَّرا

 فِي الرُّكْن

بنْتُ الشامِ واليَمن النَّدِي

يَجْنِين مِن حَقلِ المُتُون الجَوْهرا

 والبائِعاتُ جِوارَه التَقطوا الهُدَى

فالعلمُ مِنْ قُرْبِ المآذِن فُجِّرا

 وَثَبَتْ بهنَّ إلَى العَلاءِ عَزيمةٌ

فَعطارِد مِنْ خَلْفِهم

والمُشتَرَى

 قُمْ فاسْتمعْ للأزْهريَّة قوْلَها

تُهدِيكَ من كلِّ العلومِ مَفاخِرا

المُطعَمات مع الرَّضاعِ ثَقافَة

لو راوَدَتْ ليْلَ الجهالةِ نَوَّرا

 لمَّا رَأتْ جَدَبَ الحياةِ بِبيْتِها

رَفعَتْ أذانَ الحُبِّ

حتَّى أَمْطرا

 الصَّانِعاتُ من المُحَالِ حَقيقةً

الصّائِغاتُ من المَرارةِ سُكَّرا

 حَواءُ

يا رُوحَ الحياةِ وفَرْحَها

يا منْ تَنَشَّأَ فِي الحُلَى وتَدَوَّرا

يا طُهَرَ مَرْيمَ

وانْتفاضةَ زَينَبٍ

يا أُنسَ آدمَ إذْ بَدا مُتحَيِّرا

 يا أمَّ مُوسَى

واسْتِجابةَ هاجَرٍ

يا أَمْنَ فارغةِ الفُؤادِ إذْ امتَلَى

يا آدَمُ الظَّمْآنُ أَوْرِدْ حَوْضَها

كَيْ تَهْتَدي الأَسْماءَ

ثم تُذَكِّرَا

 مُذْ عُلِّمَت أسْماءُ شَقَّ نِطاقِها

أضْفَتْ علَى الإحْسانِ معنَى آخَرا

 وتولَّدَ الفجرُ الجديدُ بعالمٍ

غَلَبَ التَّسفْسُطُ في مَداه وزَمْجَرا

 خلْفَ النِّطاقِ حقيقةٌ لمشاعِر

بَلَغتْ بها الأنْثى الكمالَ فأَبْهرا

وخَديجةُ الخضْراءُ أَثْمرَ زَرْعُها

بحَديقةِ الإسلامِ حتّى نَوَّرا

واعتلى المنصة  الشاعر  د. جمال جميل أبو سمرة  فألقى مجموعة قصائد تجاوب معها الحضور  منها قصيدة حيا بها الشارقة  وأعرب عن  اعتزازه  بعطائها الإبداعي  وسعادته بضيافتها:

جئنا إليها فانبرت أحضانُها
وتزاحمتْ لضيافةٍ أركانها

منْ مثلُ شارقةٍ ومثلُ جمالها
فلقد تعالى في المدى إحسانُها

تتواثبُ الأمجادُ في جنباتها
فيطيرُ ما فوقَ المجرّةِ شانُها

واختتمت الأمسية  الشاعرة  وئام كمال الدين  بعدد من قصائدها التي اتسمت برقة كلماتها وعمق دلالاتها وجمالية التصوير فيها ، ومنها “ثلاث حضارات بدم قصيدتي” التي تفيض بعبارات التأمل  والصور المفعمخة بالتساؤل:

قال الذي أحببت أندلسي مضت

حتى و إن عادت فلست بعائدِ

في صحوة الأنهار كانت طفلة

يا أمها لولا انحسار الوالد

لو لم أغير بالنصوص مسارها

لو ما انحنت للأمس كل قصائدي

كانت تسيّل بالسماء حدودنا

فوق الخريطة والجدار الفاسد

الصمت(فوضى لم يحررها فمي)

فتذوقي إن لم تعي و تشاهدي

و لتسألي الأشعار إن لسانها

قد وشح الأسماء حسب قواعدي

إني أرى بالنوم ضوء مآذني

والنبض من “نبتا” يضج بساعدي

و الشعر من بدن السماء خلية

أسكنتها أرضي ببيت خالد

و الوعد من سجني تحقق ما أرى

يا يوسف اصدقني ويا رؤيا غدي

من خلف باب الوقت فتح من دمي

والشمس تسقى من دنان روافدي

يا موطني المحمول يا عيدي إذا

ضاقت بلادي باتساع موائدي

رأسي يفيض الآن مدي ضفة

 كي أستريح فأنت كل وسائدي

وفي قصيدة أخرى تسترجع التراث في صياغة جمالية تطل من نافذتها معايشة واقعها الذي تتنفسه مع الناس:

    و يُقسم–جاهداَ– ” أن لست قيساً

و لا الباكي على الأطلال وقفا…”

وما ليلى أحبت قيس “حُبي”

و لا ناحت نواحيَ أم أوفى…

حبيبي–إذ يُدار– الشعر نَـجـمٌ

و ضوء مدينةٍ والشمس تُطفى

وبحر كــامـلُ والأرضُ نَقصُ

وليس لكاملٍ بالأرضِ مرفا

لآخر  قِبلةٍ و” التيه ينمو”

وأبعد ما تمنى الليل سقفا !

أنمت الوقت لما قال: صـبـراً

على الجرح القديم وسوف يشفى

و مذ أن قال: “صبراً سوف يشفى”

“بَنـيـتُ سعادتي من بعد سوفَ…”

أنا في البُعد ” دَربُ لا يؤدي”

و ترقد فوقه الأحزان رصفا !

كبحر ميتٍ يزداد موتاً

ودجلة حين يوشك أن يجفا

دَمـي “آهٌ سمت للروح حتى

أضاءت من ثقوب الروح عزفا..!”

أنا المزمار يا داؤود خُذني

وهات فماً إليّ وهات كفا

له في كل ما أرويه “عِــطــر”

و أعظم ما له “مـا كـان أخـفـى !”

ولي في ذمة المنفيِّ” أرض”

و لي في ذمة الأوطان “منفى”

على شرف المساء بخور طقسي

 “يقبّل صورة و يضم طيفا “

وعند الصبح تسكت شهرزادي

تؤجل ليلةً ” لتعيش ألـفـا “

“أنا في الحُبِ غَــزة كل يوم

 أفيقُ بدبكةٍ وأنام قصفا”

وفي نهاية الأمسية كرّم الشاعر محمد عبدالله البريكي الشعراء المشاركين ومقدمتهم والتقط معهم صورة تذكارية.

 

 

 

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى